العدد 2549 - الجمعة 28 أغسطس 2009م الموافق 07 رمضان 1430هـ

توجهات صناعية يكشف عنها حاسوب «نوكيا» الجديد

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الثاني عشر من سبتمبر/ أيلول 2009، وفي معرض مدينة شتوتغارت الألمانية، من المتوقع أن تكشف شركة «نوكيا» النقاب عن جهاز الحاسوب الحضني «اللابتوب»، الذي ستنتجه. مواصفات الحاسوب متميزة من نواح عدة، فوزنه لن يتجاوز 1.25 كيلوغراما، ويحتوي على شاشة عالية الدقة (HD)، عرضها 10 بوصات، وبطارية تشغيل تستمر نحو 12 ساعة، وهو مزود بتقنيات البلوتوث والجي بي إس، كما يتوافر على ويبكام وقارئ لبطاقات SD. وبالنسبة إلى منتجات نوكيا، الجديد في هذا الجهاز، انه لن يعمل بنظام التشغيل سيمبين، وإنما سوف يستغني عنه بنظام التشغيل ويندوز. وهناك من يتوقع أن يكون، إما ويندوز إكس بي، أو ويندوز 7.

ويبدو أن نوكيا تطمح إلى انتزاع اعتراف آخر في عالم الاتصالات، فقد سبق لها أن أنتجت أجهزة شبيهة بالحواسيب المحمولة يمكنها تصفح الانترنت، لكن تلك الأجهزة، بقدر ما لاقت بعض الترحيب، وجدناها أيضا تواجه بجملة من الانتقادات التي تناولت بعض النواقص التي كانت تعاني منها في المراحل المبكرة من مراحل إطلاقها. هذا ما يحاول أن ما يؤكده نائب مدير الشركة كاي اويستامو، حين يقول «إن عددا متزايدا من الناس يطالبون بآلات قادرة على الاتصال بالانترنت مهما كانت الظروف، دونما تضحية بخصائص الحاسوب الأساسية».

يمكن قراءة هذا التوجه لدى نوكيا على أنه انعكاس للتحولات التي تشهدها أجهزة ومعدات صناعة تقنية الاتصالات والمعلومات، والتي يمكن رصدها في النقاط الآتية:

1.درحات عالية من التقييس (Standardisation)، حيث لم يعد في وسع أية شركة اليوم، أن تأخذ قرارات بشأن مواصفات الأجهزة التي تنتجها، دون التقيد بالحدود الدنيا، من المقاييس التي تفرضها السوق التي تخاطبها، وخاصة عندما يتعلق الأمر بسوق الاتصالات، فهي أكثر الأسواق خضوعا للمعايير العالمية، مقارنة بالمحلية أو الإقليمية. ونظرة سريعة لمواصفات الجهاز، تكشف مدى تقيد نوكيا بذلك. هذا المستوى العالي من التقييس بقدر ما يوفر قنوات التكامل بين مختلف الأجهزة والمعدات، بما فيها تلك التي تقع تحت فئة التشبيك، بقدر ما يوفر على المستخدم الكثير من الجهد والمال، عند ربط تلك الأجهزة في نظام واحد متكامل، يمكّنها من التخاطب مع بعضها البعض، وتسهل عمليات انسياب المعلومات فيما بينها في آن.

2.التكامل الحيوي بين خطوط الصناعة الأفقية والعمودية، في جهاز واحد أو من خلال تكامل مجموعة من أجهزة. فاليوم، يتوافر في جهاز واحد الهواتف النقالة الذكية، أجهزة مرفقة مثل آلات التصوير الرقمية عالية الدقة، التي باتت تصل إلى 10 بكسل، وجذاذات التخزين الداخلية ذات السعة الكبيرة التي تصل في البعض منها إلى 8 غيغا بايت. والأمر كذلك بالنسبة إلى جهاز نوكيا الجديد الذي تتكامل فيه وظائف الهواتف الذكية، مع تلك المتوافرة في أجهزة الحاسوب الحضنية المتطورة. وليس من المستبعد هنا أن يجد المستخدم نفسه أمام خيارين، كلاهما جيد، إما أن يشتمل الحاسوب الحضني الجديد على هاتف ذكي من خلال تقنية اتصالات 3 G، أو أن تكون هناك درجة عالية من التخاطب (Synchronisation )، مع أجهزة الاتصالات الأخرى، بما فيها تلك التي لا تنتجها نوكيا، لكن تتوافر فيها المواصفات المعمول بها دوليا في هذه الصناعة.

3. الحذر من عدم التقيد بمتطلبات قوانين وأنظمة مؤسسات «حماية المستهلك»، التي باتت أصواتها عالية ومسموعة في المجتمعات المتقدمة، وهذه مسألة في غاية الأهمية بالنسبة إلى تطور أية صناعة، التي تجد نفسها ملزمة بالتقيد ليس بعوامل السوق فحسب، على الرغم من أهميتها وضرورة مراعاتها، وإنما أيضا، وعلى المستوى ذاته، تلبية احتياجات المستهلك وإشباعها. وهنا أيضا لابد من إلقاء المزيد من الأضواء على هيئات حماية المستهلك في الدول الصناعية المتقدمة، التي باتت فيها تلك الهيئات عمودا أساسيا من وضع المواصفات الصناعية، وتحظى بمكانة كبيرة، في مؤسسات صنع القرار الصناعي في تلك البلدان.

ولن يختلف هذا الجهاز، عن منتجات نوكيا الأخرى، من حيث استقبال الأسواق له، فمن المتوقع أن يثير حركة جدال، وشد وجذب بين المرحبين والمنتقدين، فهناك الكثير من العناصر ذات العلاقة بالجهاز الجديد التي لم تكشف نوكيا النقاب عنها بعد، وفي مقدمتها السعر. فبغض النظر عن تطور الجهاز وكفاءة أدائه، يبقى للسعر ثقل لا يمكن الاستهانة به لدى المشتري، وهو أمر لابد لشركة مثل نوكيا، التي تمتلك خبرة غنية في هذا المجال، اكتسبتها من المنافسة الشديدة التي تخوضها في أسواق الهواتف النقالة، وعلى وجه الخصوص الفئة الذكية منها، أن تراعيها عند طرح الجهاز الجديد في الأسواق، وخاصة أنه قد سبقت نوكيا إلى هذا الميدان شركات أجهزة ومعدات أخرى لها باع طويل في هذا الميدان من أمثال «كومباك» و «إل جي»، وأخريات غيرهما، ممن ألقوا في الأسواق منذ مطلع هذا العام مجموعة من الأجهزة قريبة الشبه من جهاز نوكيا الجديد، بما في ذلك نظام 3G، ومن ثم فمن الطبيعي أن تجد نوكيا نفسها أمام خيارات صعبة من أجل الموازنة بين «رخص الأسعار»، و «كفاءة المواصفات».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2549 - الجمعة 28 أغسطس 2009م الموافق 07 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً