لابد من تقديم التحية إلى كلٍّ من بلدية المنطقة الشمالية وشركة ألمنيوم البحرين (ألبا) لمساهمتهما الفاعلة في تنظيف وإعادة تأهيل ساحل المالكية من مئات الأطنان من المخلفات الصلبة وبالتالي خلق متنفس مناسب للعائلات البحرينية للتمتع بالبحر. لابد من الإشادة بالجهود التطوعية والأهلية لأبناء وشباب المنطقة ومتابعتهم الدؤوبة مع هذه الجهات هي التي ساهمت أساسا وبصورة رئيسة في نجاح هذه النوعية من الحملات البيئية.
في معرض الحدائق الدولي السابق في أبريل/ نيسان السابق شاهدنا عروضا رائعة وواحات عبقة لوزارة البلديات وبعض الشركات الصناعية مثل ألبا وجيبكس وبابكو وأخرى تحت سقف مركز المعارض الدولي. هذه الشركات قامت بتصميم حدائق متناسقة وبديعة في مقارها وقد قامت صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بافتتاح هذه الحدائق في حضور إدارة هذه المصانع ومديريها العامين. لابد أن تشجيع السيدة الأولى لهذه الأنشطة ساهم بصورة فاعلة في انتشار ثقافة تنسيق الحدائق والتشجير في هذه الشركات وبالتالي زيادة التوعية البيئية وخفض البصمة الكربونية.
بعد شهر من المعرض، أتيحت لي الفرصة لزيارة إحدى هذه الحدائق البديعة على الطبيعة وكانت ضمن جزء من برنامج معد لزيارة طلاب قسم الهندسة الكيميائية بجامعة البحرين لمصنع البتروكيماويات. لابد من الاعتراف بأن المرء لا يصدق وهو يمتع ناضريه بهذا الجمال الطبيعي من زهور ونباتات مناسبة للطقس الحار، إنه في أحد المصانع الرائدة في البحرين.
لكن من المؤسف أن تبقى هذه الحدائق البديعة حبيسة داخل أسوار المصانع ويتمتع بها عدة مئات من العمال فقط. لاشك في أن هذه المؤسسات الصناعية الكبرى تستطيع مد يد الشراكة إلى المجتمع وبدء خطوات تساهم في نقل خبرتها العملية وتجربتها في تنسيق الحدائق ومساهمة عمالها في الأنشطة التطوعية لتنظيف وإصلاح السواحل القريبة من هذه المصانع وحتى البعيدة، فالعائلات البحرينية ستكون شاكرة لهذه المؤسسات تهيئة متنفس للاستمتاع بالخضرة والبحر.
لاشك في أن موافقة مجلس إدارة شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) بتكفل إعادة تطوير وتأهيل ساحل المالكية لهو خبر مبهج لتوطيد الشراكة والتعاون بين القطاع الخاص والمجتمع. لاشك في أن هذه الخطوة المحمودة قد تكون بداية مشجعة لإنخراط المؤسسات الكبرى في المملكة في توسيع أنشطتها وتركيزها في خدمة المواطنين، فما المانع أن تقوم إحدى الشركات بتنظيف وتأهيل وإضافة لمسات خضراء مبتكرة وبصورة كاملة لجزء من ساحل جزيرة سترة أو البديع أو المحرق أو المعامير.
لاشك في أن تثقيف أعضاء المجتمع للمحافظة على البيئة وعدم رمي المخلفات بالقرب من السواحل وتوفير ونشر صناديق المخلفات هي خطوات أساسية لتشجيع العامة على الاهتمام بالبيئة لأنها إحدى الخطوات الإيجابية للمواطنة الحقة وأحد الواجبات تجاه الوطن. وأخيرا لابد أن نؤكد أن تجربة شباب المالكية من الواجب تكرارها من قبل شباب المناطق الأخرى وهي أحد الأنشطة التي تزيد من ارتباط الشباب بنظافة وبيئة الوطن ويجب على الأجهزة التنفيذية والمجالس البلدية زيادة الاهتمام بهذه الأنشطة المفيدة.
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 2549 - الجمعة 28 أغسطس 2009م الموافق 07 رمضان 1430هـ