العدد 2549 - الجمعة 28 أغسطس 2009م الموافق 07 رمضان 1430هـ

الجودر: ليس هناك أفضل من شهر رمضان للمحاسبة والمراجعة

قال خطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر أمس (الجمعة): «ليس هناك من زمن أفضل لعملية المحاسبة والمراجعة من شهر رمضان، وما أحوجنا اليوم ونحن في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان إلى موقف مراجعة وتقييم، لأقوالنا وأعمالنا، على مستوى الفرد، وعلى مستوى الأسرة، وعلى مستوى المجتمع، ولا يمكن التغيير والإصلاح إلا على القاعدة الربانية: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» (الرعد:11)، فمحاسبة النفس، ومراجعة الذات، هي أولى الخطوات الإصلاحية».

وبين الجودر «يقول رسول الله (ص): (إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاءُ من النار، وذلك كل ليلة)، فهذا الشهر هو ميدان كبير لأصحاب الهمم العالية، وفرصة كبيرة لذوي النفوس المحبة للخير، فرصة حقيقية لاختبار العلاقات بين الناس، وأكثر الناس حرصا على الاستفادة من هذا الشهر هم أهل الصيام والقيام حينما يصبح الصيام في حياتهم عنوانا للتسامح والمحبة، والصفح والعفو».

وأضاف «إن أعمالكم في هذا الشهر تشهد عليكم، وجوارحكم تشهد عليكم، وأماكنكم وتجمعاتكم تشهد عليكم، لذا يسارع المسلم للاستفادة من هذا الشهر في فعل الخيرات، إنها دعوة عظيمة، وفرصة سانحة للمحاسبة والمراجعة، والإصلاح والتغير، فلنبدأ أولا بمحاسبة النفس وإصلاح الذات، فنحن في شهر الصبر، ومقاومة الهوى، ونزوات النفس ونوازعها، هل قمنا بتربية النفس على الطاعة والإحسان وبذل المعروف؟، هل أشبعناها علما ومعرفة، هل ملأنها حبا وتسامحا؟، فإن لجسدك عليك حق».

كما تحدث الجودر عن إصلاح المحيط الأسري، مشيرا إلى أن «شهر رمضان هو شهر صلة الرحم، والتعاون والعمل الجماعي، فهل قمنا بتعزيز علاقاتنا الأسرية وإصلاح ذات البين، فتم إصلاح العلاقة بين الأب وابنه، بين الزوج والزوجة، وبين الأخ وأخيه؟، إنه شهر المحبة والألفة، شهر ترميم الكيان الأسري الواحد، لا مكان للفرقة والخلاف في هذا الشهر، فاتعظوا بغيركم ممن شتت شملهم، ومزق كيانهم».

وأوضح أن «شهر رمضان هو شهر التسامح والتعايش في المجتمع، والمجتمع معروف بتنوعه العقائدي والمذهبي والفكري، وهذا أمر قدري على البشر جميعا، قال تعالى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين»، (هود: 118)، من هنا يجب عليه معرفة قيمة التسامح والتعايش، وتأملوا في شعوب العالم التي تعيش هذا التنوع بأمن وسلام، فالإصلاح لا يقوم على نقد الآخرين والغافل عن نقد الذات، على المسلم أن يكون صادقا مع ذاته، فيروض نفسه على ملازمة الصالح من الأعمال، والاجتهاد في العبادة».

وقال: «روى الإمام أحمد عن عبدالله بن مسعود قال: (إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلبَ محمد (ص) خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعدَ قلب محمد (ص) فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه)، هذه المنزلة الربانية لا يمكن أن تكون إلا لصحابة وآل بيت النبي، فهم خير عباد الله بعد الأنبياء والمرسلين، فقد شرفهم الله بالعلم والجهاد والإنفاق والتضحية، فهم خير القرون، لقد أقاموا أعمدة الإسلام، وشادوا قصور العز والنصر، ونشروا الإسلام في المعمورة، وقد تربوا على يد نبيهم، ونهلوا العلم من حوضه الشريف، وكان الوحي يتنزل على نبيهم بين ظهرانيهم، فلا يمكن بحال من الأحوال الوصول إلى ذلك الشرف وتلك المنزلة، وأفضل الصحابة هم الخلفاء الأربعة، أبوبكر وعمر وعثمان وعلي، ثم العشرة المبشرون بالجنة، لذا لا يمكن مقارنة أحد من الناس بأولئك الصفوة، لا في زهدهم ولا تقواهم ولا عطائهم ولا تضحياتهم».

العدد 2549 - الجمعة 28 أغسطس 2009م الموافق 07 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً