كرمت جمعية الوفاق على مدى اليومين الماضيين الخميس والجمعة ما يقارب 650 متفوقا ومتفوقة من المرحلة الثانية والمرحلة الجامعية مع تكريم حاملي شهادة الماجستير والدكتوراه.
وأكد أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان في حفل تكريم الطلبة المتفوقين الثالث والذي أقامته الوفاق في مركز البحرين الدولي للمعارض تحت عنوان «وطني يستحق التفوق» بأن شعب البحرين يستحق مدارس متطورة، كما يستحق أعدادا أقل في هذه المدارس، مع ضرورة وجود مدرسين متفرغين حتى يكون هناك اهتمام أكبر إلى العملية التعليمية بما يصب في صالح بناء الوطن.
ولفت سلمان إلى أن ملف التعليم يستحق أن يبذل من أجله أضعاف ما يصرف عليه من الموازنة الحالية، ذلك من أجل أن تتوافر الأرضية الطبيعية اللازمة للرقي والنهوض بالمسيرة التنموية في البلاد، مشيرا إلى أن استمرار إهمال هذا الجانب واستمرار التقصير فيه قد يوقع المسيرة التنموية الوطنية في مشكلة كبيرة ستتعدى ما اعتدنا عليه من سماع المشكلة المزمنة المتمثلة في عدم ملاءمة نتاج المؤسسات التعليمية مع سوق العمل.
وأوضح سلمان أنه في حال لم يُلب التعليم بالميزانية الكافية والشروط اللازمة لنهضته فإن التعليم الرسمي مستقبلا لن يلبي طموح المواطنين، ما سيؤدي إلى وجود ضغط شديد نحو الاتجاه للقطاع الخاص في مرحلة التعليم الأساسي ما سيمثل عبئا كبيرا جدا.
وأشار سلمان إلى أنه من المؤسف أن هناك أعدادا متزايدة ممن يفضلون القطاع الخاص على القطاع الرسمي لتعليم أبنائهم، لأنهم يتوسّمون في القطاع الخاص مادة علمية أفضل من القطاع العام، مبينا أن ذلك يعتبر مؤشرا خطيرا ولابد العمل على تلافيه.
ونوه سلمان إلى أن الحفاظ على مستوى التعليم الحالي وتطويره وتدعيمه أحد مهام الوطن الأساسية، إذ إن ذلك سيساهم في إعطاء أبناء هذا الوطن ما يستحقون تقديرا لما بذلوه من عطاء وجهد وتعب من أجل رفعة هذا الوطن.
كما ذكر سلمان للمتفوقين حقوقهم والتي تتركز على توفير فرص الدراسة التي تمكنهم من التفوق، وهي الفرص التي من المفترض أن تكون عادلة حتى تمكن الطلبة المتفوقين من الابتعاث ومواصلة الدراسة والتحصيل، مطالبا المتفوقين بمواصلة الجهد والتعب.
كما أكد سلمان أن جمعية الوفاق تعمل على عدم استمرار التمييز في فرص الابتعاث إلى الجامعات، إلى جانب عدم التمييز في العمل، مشيرا إلى أن هناك فسادا في هذه الجوانب.
ولفت سلمان إلى أن قرار توظيف نحو 4500 من الجامعيين ورصد 20 مليون دينار لذلك، تعد خطوة إيجابية تساهم في معالجة المشكلة التي يعاني منها العاطلون الجامعيون.
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة شركة «جلف انترناشيونال» وهي الراعي الرسمي للحفل مصطفى الشيخ «إن طلبة العلم الذين يجدون ويجهدون ويتفوقون في تحصيلهم الدراسي هم كنز ذخير لهذا الوطن، وأن جدهم واجتهادهم سيجعلهم من دعامات هذا البلد الراسخة ويمكنهم من طرق شتى المجالات والتميز فيها بكفاءة، ليسهموا في نهضة هذا البلد ورقيه، لذلك فإنه إيمانا منا بتلك الرسالة سعت شركة جلف انترناشيونال إلى رعاية هذا التجمع العلمي الذي يضم ما يقارب ستمئة طالب وطالبة خطوا طريق تفوقهم ونجاحهم بقلم الجد والاجتهاد».
وأضاف الشيخ «إن طريق التفوق الدراسي هو نقطة بداية كفيلة بأن تثبت لصاحبها مدى قدرته على التفوق في مختلف مجالات الحياة، فمنها يتعلم كيف يجتهد ويحصد نتيجة اجتهاده بإرادته وعمله الدؤوب».
أما كلمة المتفوقين فقد ألقائها الطالب السيد مجيد العالي، أشار فيها إلى ضعف البنية التحتية في القطاع التعليمي، إذ غالبية المناهج قديمة، إلى جانب أن غالبية أساليب التعليم المستخدمة قديمة هي أيضا.
ولفت العالي في كلمته إلى أن التعليم العالي يقوم على المحسوبيات وندرة البعثات ما أدى إلى استياء الطلبة، مشيرا إلى أن المتفوقين يحلمون بتنفيذ القوانين والتشريعات التي تسن لخدمتهم وتضع اللبنة تلو اللبنة لمحاربة التمييز والإقصاء والتهميش الذي بدأ ينهش في حصادهم عبر إزاحتهم من التخصصات التي يرغبون في دراستها.
وقدم العالي الشكر إلى كل أولياء أمور المتفوقين على حرصهم على تفوق أبنائهم، مقدما الشكر أيضا إلى جمعية الوفاق على حرصها على إقامة هذا الحفل.
أما في اليوم الثاني من تكريم الدفعة الثانية من المتفوقين والذي كان بالأمس فأكدت أمين سر الأمانة العامة بجمعية الوفاق سكينة العكري خلال إلقائها كلمة الأمانة العامة أن التعليم من أهم الأصول الاستراتيجية في الدولة الحديثة، وأن حجر الزاوية في التنمية المستدامة هو وجود نظام تعليمي متطور يلبي الحاجة للمعرفة والعمل، مشيرة إلى أن جمعية الوفاق تتطلع دائما إلى مزيدٍ من الإنفاق على التعليم في مختلف مراحله وإلى مدارس متطورة وأعداد أقل في المدارس والفصول الدراسية، وإلى تعليم نظامي عالي الجودة لجميع المواطنين من المراحل الابتدائية حتى الجامعة.
ولفتت العكري إلى أن رعاية الوفاق لهذا الحفل تأتي كعادة سنوية دأبت عليها الجمعية، بغرض توفير الدعم المعنوي للذين يتميزون في دراستهم ويتفوقون على أقرانهم وهو الأمر الذي من شأنه أن يخلق جوا من التنافس يحفز على اكتشاف الطلاب لإمكاناتهم وقدراتهم وينمي مواهبهم ويمكنهم من التعرف على طاقاتهم الكامنة ويحفز البقية على التفوق والإنجاز، مبينة أن التفوق له أسباب عديدة وكثيرة ومن أهمها الجهود الكبيرة و الطاقات الجسيمة التي قام بها المتفوقون.
وذكرت العكري أن أعداد المتفوقين كل عام تتضاعف، ما يشكل بدوره تحديا كبيرا لن يستطيع أحد مواجهته، إلا من خلال البرامج والمبادرات التعليمية والتربوية التي من شأنها جعل المؤسسات التعليمية مواكبة للمعايير العالمية المعتمدة، منوهة إلى أن البحرين بحاجة إلى مناخ يحفز الطلبة على الإبداع لجعل التفوق هدفا يتسابق عليه الجميع، كما أن هناك حاجة إلى خلق مستويات طموح عالية لدى كل من المعلمين، والمتعلمين، ورفع مستويات الأداء المتوقع، والاستفادة من خبرات البلدان المتقدمة في هذا المجال، مع وجود حاجة إلى ربط التعلم النظري بالتعلم العملي، والتعلم المهاري، والتأكيد على مبدأ شمولية التعلم، إلى جانب تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بما يكفل الحق في الحصول على التعلم المناسب للقدرات والإمكانات الخاصة لكل فرد .
وأوضحت العكري أن الدولة عليها مسئوليات تجاه المتفوقين، إذ إن عليها مضاعفة جهودها بمقدار تضاعف أعداد المتفوقين في كل عام، كما أن عليها توفير الدراسات العليا الجامعية، واستثمار الطاقات الفكرية المبدعة، وتقديم المساعدات المادية والمعنوية، إلى جانب توفير الفرص الوظيفية أمام المتفوقين لخدمة وطنهم، إضافة إلى الالتزام بتطبيق المبادئ والتي تتمثل في تكافؤ الفرص في الابتعاث وفي التوظيف والترقي، مع مراعاة الفروق الفردية وتفعيل القدرات الإبداعية، مع توظيف كل الطاقات الممكنة.
العدد 2549 - الجمعة 28 أغسطس 2009م الموافق 07 رمضان 1430هـ
يا من رفعتم رأسنا
يا من رفعتم رأسنا/
سوف نريكم بأسنا/
فذا بريقنا سنا/
سنخدم ألف سنة
يعطيكم العافية
انشا ء اللة يقدرون يخدمون هذا الوطن بدون صعوبات