العدد 2305 - السبت 27 ديسمبر 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1429هـ

رسالة خاصة بمناسبة الأعياد: حبّ القدس يجمع المسيحيين والمسلمين معاَ

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

«إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين».

قبل أن تبدأ البحث في العهد الجديد عن هذه العبارة، يمكنك أولا أن تطلب من يعمل معك من المسلمين نسخة من القرآن الكريم. تلك هي الآية رقم 45 من السورة الثالثة (آل عمران) في القرآن.

الأمر المعروف بشكل جيد، وخصوصا في فترة الأعياد، أن المسيحيين يتبعون تعاليم السيد المسيح. ما هو مفهوم بصورة أقل هو أن المسلمين كذلك يحبّون السيد المسيح ويقدرونه كواحد من أعظم أنبياء الله تعالى ورسله إلى البشرية.

وتنص آيات أخرى من القرآن، الذي يعتبر من قبل المسلمين على أنه كلام الله تعالى، على أن السيد المسيح قد قوّته «الروح القدس» (القرآن الكريم 87:2) وأنه «إشارة إلى العالم أجمع» (القرآن الكريم 91:21). وقد ثبت ميلاده من عذراء عندما نُقل عن مريم، عليها السلام، قولها: «قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَر؟» (القرآن الكريم 47:3).

وُيظهر القرآن الكريم السيد المسيح وهو يتحدث من المهد ويقوم، بإذن من الله تعالى بشفاء البرص والعميان (القرآن الكريم 110:4). ويقول تعالى في القرآن الكريم كذلك: «ثُم قَفَّيْنَا على آثارهم بِرسُلِنا وَقَفَّيْنَا بِعيسى ابن مَريَمَ وَآتيناه الإنجيلَ وجعَلنا في قلوب الذين اتبعوه رَأفة ورَحمة ورهبانية» (القرآن الكريم 27:57).

بينما تقوم قوى الكراهية في هذا البلد وفي كل أنحاء العالم بمحاولة إبعاد المسلمين والمسيحيين عن بعضهم بعضا، نحن بحاجة ماسة لقوة موحِّدة تستطيع أن ترأب الصدع الذي ما فتئ يتسع في سوء التفاهم وانعدام الثقة بين الأديان. يمكن لهذه القوة أن تكون رسالة الحب والسلام والغفران التي علمنا إياها يسوع المسيح وقَبِلها أتباع الديانتين.

يحسن المسلمون والمسيحيون صنعا إذا أخذوا بالاعتبار آية قرآنية كريمة أخرى تعيد التأكيد على رسالة الله تعالى حول التوحد الروحاني: «قولوا آمنّا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون» (القرآن الكريم 136:2).

لقد سعى النبي محمد (ص) إلى محو أي تمييز بين الرسالة التي بشّر بها وتلك التي بشر بها السيد المسيح، التي أشار إليها «بروح وكلمة». وقد قال النبي محمد (ص): «في كل من هذا العالم والآخرة، أنا أقرب الناس إلى عيسى بن مريم. الأنبياء أخوة، لهم أمهات مختلفات، ولكن دينهم واحد».

عندما يذكر المسلمون النبي محمد (ص) فهم دائما يضيفون «صلى الله عليه وسلّم». قد يستغرب المسيحيون إذا عرفوا أن التعبير نفسه يتبع دائما ذكر المسلمين للسيد المسيح (سيدنا عيسى)، وبأننا نؤمن أن السيد المسيح سيعود إلى الأرض في الأيام الأخيرة التي تسبق يوم القيامة. فأي سوء احترام تجاه السيد المسيح، كما رأينا أحيانا عديدة في مجتمعنا، تعتبر مهانة كبيرة للمسلمين.

لسوء الحظ توفر الحوادث العنفية واللغط الذي يطفح كراهية حول العالم فرصة كافية لتشجيع العداء الديني. ونعم، لدى المسلمين والمسحيين بعض وجهات النظر المختلفة حول حياة السيد المسيح وتعاليمه. إلا أن إرثه الروحاني يوفر فرصة بديلة لأصحاب الإيمان ليدركوا إيمانهم الديني المشترك.

تقف الجالية الأميركية المسلمة على أهبة الاستعداد لتكريم ذلك الإرث من خلال بناء جسور التفاهم بين الأديان وتحدي هؤلاء الذين يعملون على تفريق أمتنا عبر خطوط دينية أو عرقية.

لدينا أمور مشتركة أكثر بكثير مما نعتقد.

* مدير الاتصالات الوطنية لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية مركزه واشنطن، وهي أكبر مجموعة حريات مدنية مسلمة في أميركا، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2305 - السبت 27 ديسمبر 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً