العدد 2548 - الخميس 27 أغسطس 2009م الموافق 06 رمضان 1430هـ

ردا على روبرت فيسك!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في واحدةٍ من أغرب الأخبار الصحافية هذا الأسبوع، تصدّي وزير خارجية عربي للرد على مقال لصحافي بريطاني عُرف باهتمامه بمنطقة الشرق الأوسط، ومعرفته الكبيرة بقضاياها المعقدة.

ففي تقريرٍ نُشر أمس، قام وزير الخارجية الكويتي بالردّ على الكاتب روبرت فيسك، من صحيفة «الاندبندنت» البريطانية، حمل عنوان «تركة حرب الخليج تلتهب مع ضغوط الكويت البخيلة على العراق». وفيسك الذي يتهمه الكثيرون في الغرب بتبني وجهات النظر العربية أحيانا، وبمناصرة الفلسطينيين أحيانا، وبالكتابة ضد السياسة الأميركية خلال الأعوام السابقة، وخصوصا في العراق وأفغانستان، ربما يُتهم الآن بالانحياز للعراقيين، فهم من يطالبون أشقاءهم الكويتيين بإلغاء الديون عن بلادهم، بحجة عدم مسئولية العراق الجديد عن أخطاء النظام السابق، وأن الأشقاء كانوا أولى بإلغاء الديون من الدول الأجنبية التي ألغتها فعلا. وهو مطلبٌ تكرر على لسان نواب ومسئولين عراقيين، فضلا عن تكرر طرحه في الصحافة والشارع العراقيين.

وزير الخارجية الكويتي قال إن حقيقة سخاء الكويت والتزامها بدعم الدول الأقل نموا في العالم يصعب تجاهلها، وإن بلاده تعتز بأنها في طليعة الدول التي تقدّم المساعدات للدول الأقل حظا.

وإذا كان غير مألوف في السياسة الدولية أن يردّ وزير خارجية على كاتب صحافي من قارةٍ أخرى عبّر عن رأيه، وخصوصا في المنطقة العربية، فإن العبارة التالية ربما تفسّر هذه الخطوة: «من يعرفون الكويت معرفة حقيقية يعرفون بأن إطلاق صفات مثل البخل وغيرها على الكويت أمرٌ لا أساس له ولا سند»... فالاتهام بالبخل ربما كان سبب إثارة الشجن الكويتي.

في مثل هذه الحالات، كان المعتاد أن تتولى الردّ وكالة الأنباء الرسمية، بإيراد تقارير مفصلة عن المساعدات، أو الإيعاز لبعض الصحف الرسمية أو شبه الرسمية بالرد، أو شن حملةٍ مبرمجة، للنيل من الكاتب أو الصحيفة أو البلد بأكمله. لكن ما حدث هو أن الوزير ردّ برسالةٍ أعرب فيها عن خيبة أمله من المقال، لذلك رأى من الضروري إيراد بعض الملاحظات لوضع الأمور في نصابها الصحيح كما قال.

ويبدو أن المقال تضمن ما هو أكثر من صفة «بخيلة»، فالوزير يقول إن الذين يعرفون الكويت سيوافقون بالتأكيد على أن استخدام صفات مثل بخيلة وقاسية وجشعة وسارقة ولصة ودنيئة في وصف بلادي هي صفات بلا أساس أو سند». وأشار إلى أن مثل هذه الصفات تذكّر بالقاموس الذي اعتمده النظام العراقي السابق للتمهيد لغزو الكويت بتهمة سرقتها لنفط العراق في مطلع التسعينيات.

الوزير انبرى لتقديم بعض الحقائق التي تبرز جهود بلاده خلال السنوات الثلاث الأخيرة لإثبات خطأ كلام فيسك، وأن «سخاء الكويت يعادل ثلاثة أضعاف معدله في معظم البلدان المتقدمة». وفي تضاعيف الرد وردت كلمات مثل «المبادرات السخية»، و «سلوك دولة بخيلة»، ما يؤكد أن هذا التوصيف كان موجعا.

الجزء الأخير وغير المشجّع من الرد، ما قاله الوزير: «قد يكون صحيحا أن معاهدة فرساي ساهمت في ظهور هتلر، فإنني واثق من أن استراتيجية الاسترضاء في مؤتمر ميونيخ 1938 أفضت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وقد يكون من المفيد الرجوع إلى بعض كتب التاريخ»، ترى... من الذي يجب أن يعود لقراءة التاريخ؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2548 - الخميس 27 أغسطس 2009م الموافق 06 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 12:18 م

      الكرم الكويتي في مملكة البحرين -ام محمود

      لم تذكر استاذ قاسم المشاريع الرائدة التي قامت دولة الكويت بانشائها في البحرين منذ سنوات مثل المدارس منها مدرسة مدينة حمد الثانوبة للبنات والتي تسمى الكيكة لأنها بنيت على شكل كعكة من ثلاثة أدوار ومثيلتها للبنين في المحافظة الوسطى وغيرها الكثير من المساهمات المميزة أما بالنسبة للعراق فالكويت لن ينسى الجرح العميق والألم ومعاناة الشعب والأمهات الذي سببه الغزو العراقي والفظاعات التي قام بها صدام حسين من الصعب عليه النسيان أو الغفران ونشكر لوزير الخارجية الكويتي بالرد (اللي ما يعرفك ما يثمنك)-

    • زائر 4 | 6:39 ص

      جبتها ياقاسم

      خل وزيير عندنا يرد على الكتابات الصحفية حول هورة دلمون او اي هورة اخرى ...... ولكن لسان حالهم يقول دعهم يقولون ودعنا نفعل مانشاء والقوة لدينا

    • زائر 3 | 5:27 ص

      اليوم عدل

      امس و اول امس انت على برد

    • زائر 2 | 4:20 ص

      خالد الشامخ: لا للتنازل عن الديون و التعويضات

      لو تتنازل الكويت عن جميع مطالبها فلن يرضي عنها العراقيين لانهم مشبعون بثقافة (مايستاهلون) التي تنتشر في دول أخري ، حيث يرون أن الخير الذي من الله علينا به لا نستاهله و هم أولي به من الخليجيين البدو المتخلفين..عرفتوا الحين من هو الحقود ........الحل هو أستثمار تلك الاموال في داخل العراق بمشاريع عملاقة تخدم البلدين و تألف بين قلوبهما...

    • زائر 1 | 3:35 ص

      جوع وضرب جموع

      مالنا ياسيد بهالموضوع يبا اكتب لنا عن علاوة المذلة والاذلال ويش صار عليها ليش ساكتين والوزارة سامته وماترد علينا شنهو السالفة يعنى ننسى وانام وسكنوه باقت حلايه ابويه سيدنا انصفنا الله يرحم والديك دوس فى بطن التنمية ترى نمو الفقير نزل 100 كيلو وصار مثل لحلايه بس الاماتنكل ولا تنهضم وجزاك الف خير فى شهر الرحمة والغفران والله والله والله ماعندنا ناكل ولانقدر نشحت لانه بودونا السجن ويش نسوى سيدنا وعمل مايعطونه الحل شنهو برأيك سيد

اقرأ ايضاً