العدد 2548 - الخميس 27 أغسطس 2009م الموافق 06 رمضان 1430هـ

وخير جليس في الحياة «إي بوك»؟

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في احتفال أقيم في مكتبة مدينة نيويورك العامة، أطلقت قبل أيام شركة سوني اليابانية للإلكترونيات النسخة الجديدة من قارئ الكتب الإلكتروني (eBook Reader) الذي يحمل الكثير من الوظائف الجديدة المتميزة، عن النسخ القديمة المتوفرة حاليا في الأسواق، والتي من بين أهمها توفر إمكانية اتصال لاسلكي من خلال شبكة أي تي أند تي، المبنية على تقنيات شبكات الجيل الثالث ذي الموجة السريعة (built-in free wireless capability via AT&T>s 3G mobile broadband network.).

ومن المتوقع أن يطرح هذا القارئ في الأسواق في نهاية هذا العام، وبسعر تنافسي لن يتجاوز 400 دولار أميركي.

بعيدا عن ذلك القارئ، حرصت «سوني»، أحيانا بشكل منفرد، ومرات أخرى بالتعاون مع شركات عملاقة أخرى، مثل «إركسون» على أن تكون رائدة في هذا المجال، بفروعه المختلفة. يمكن الاستدلال على ذلك من خلال منتجات أخرى طرحتها الشركة في الأسواق في نطاق تسويقها للقارئ الآلي، مثل الحاسوب المحمول الذكي (Smart Book)، أو حاسوب شبكة الإنترنت، الذي تتوفر فيه قدرات، ووظائف التواصل والاتصال للجوال ويقدم تماما ما يقدمه الحاسوب المحمول.

من جانب آخر، ليس قارئ سوني الوحيد المتوفر في الأسواق اليوم، فهناك جهاز منافس آخر أطلقته شركة أمازون (amazon.com) الرائدة في صناعة التجارة الإلكتروينة، والمعروف باسم كيندل (Kindle)، الذي يسمح بتحميل كتب من موقع أمازون مباشرة. وزودت «أمازون» جهاز «كيندل» بتكنولوجيا «واي فاي» للاتصال السريع بالشبكة العنكبوتية، وبسعر لا يتجاوز 400 دولار أيضا، وببطارية تعمل لمدة 30 ساعة، وشاشة عالية التعريف، وقدرة تخزينية فائقة تصل إلى 200 كتاب.

بالطبع لا تأتي إلتفاتة «سوني» هذه نحو القارئ الإلكتروني من فراغ، فهي قادرة على رؤية نمو اتجاه استحواذ الكتاب الإلكتروني، ليس على القراء فحسب، وإنما حتى على المؤلفين، هذا ما قالته أوراق الخبراء الذين اجتمعوا في العاصمة الإسبانية مدريد في مطلع مايو/ أيار 2009، التي توقعت أن تصل نسبة الطبعات الإلكترونية إلى 50 في المئة من صناعة الكتاب، مقارنة بما لا يتعدى عن 1 في المئة، كما هي عليه الحال اليوم.

الجديد، الذي يحمله النشر الإلكتروني ولصالح المؤلفين، على وجه التحديد، هو أن حصتهم، والحديث هنا عن مقاييس عالمية قد تختلف بعض الشيء عن تلك المعمول بها في البلدان العربية، من سعر غلاف الكتاب التي لم تكن تتعدى في صناعة النشر التقليدي عن 10 في المئة من الأرباح في أحسن الأحوال، ويذهب الباقي منها لصالح الناشرين، والموزعين، ومكتبات البيع، ستقفز، من خلال النشر الإلكتروني، إلى ما يقارب من 80 في المئة، من الأرباح. ولعل هذا السبب هو الذي دفع مؤلف مشهور مثل دان براون، مؤلف رواية شيفرة دفنشي (The Da Vinci Code)، لأن يطلق نسخة إلكترونية خاصة من روايته الجديدة (الرمز المفقود) «The Lost Symbol» بشكل متزامن مع صدور النسخة الورقية، التي يتوقع أن يصل عدد نسخ الطبعة الأولى، التي ستصدر في سبتمبر/ أيلول 2009 ما يقارب من 6 ملايين نسخة.

هذا التوقع المتفائل بشأن النشر الإلكتروني، أو إنتاج أجهزة للقراءة الإلكترونية، رغم إمكانية تحققها، لكنها في هذه المرحلة تواجه مجموعة من العقبات من بين أهمها:

1. قصور قنوات الاتصال، التي لاتزال في الكثير من البلدان، وخاصة النامية منها، لا تستطيع توفير بيئة الاتصال الكفؤ، وبالكلفة المناسبة، القادرة على مد القراء بالمتعة التي يحتاجونها لتصفح محتويات الكتاب الإلكتروني، الأمر الذي يحد كثيرا من إمكانيات إنتشار الكتب الإلكترونية، وخصوصا في المناطق الأكثر حاجة لها.

2. الكلفة المرتفعة، فبالإضافة إلى كلفة شراء القارئ الإلكتروني، والذي رغم أنها لا تتجاوز 400 دولار في الوقت الحاضر، لكنها تبقى مكلفة بالنسبة لشرائح اجتماعية، بما فيها بعض دول الكتلة المتقدمة. يضاف إلى ذلك، وفي البلدان النامية على وجه التحديد، هناك الأسعار الباهضة التي تفرضها الشركات المزودة بخدمات الإنترنت، الأمر الذي يحرم المؤلف ومن ثم الكتاب من نسبة عالية من قرائه المحتملين.

3. حجم القارئ الإلكتروني، فعلى رغم التقدم التكنولوجي الكبير الذي حققته صناعة القارئ الإلكتروني، لكنها لاتزال غير عملية، ولا تتمتع بالمرونة المطلوبة المتوفرة في النسخة الورقية، التي لاتزال حتى الآن هي المفضلة.

4. الذهنية السائدة، وهذه قضية نفسية، حيث لم يجر التحول المطلوب بعد الذي يشكل الكتلة الحرجة التي تبرر التحول التجاري نحو المطبوعات الإلكترونية. ولابد هنا من التمييز بين النسخة اللينة (soft coy) المستخرجة من النسخة الورقية، والتي قد تأخذ هيئة ملفات PDF، وبين النسخة الإلكترونية الأصيلة، بكل ما تحمله تلك الكلمة من معنى، عند الحديث عن «نسج» (weave) المحتوى الإلكتروني في نظام مترابط ومتكامل، يتجاوز في ما توفره للقارئ من متعة وخدمات تلك التي قد يجدها في النسخة المرنة.

وقديما كان يقال في المثال ما معناه بأن الكتاب هو خير جليس، فها نحن يتطور بنا الأمر، ونشهد تكنولوجيا متقدمة لصناعة النشر تستفيد من كل ميزات تلك التكنولوجيا، دون التفريط بما تم الوصول إليه من تقدم في صناعة الكتاب التقليدية، فيتحول الكتاب الإلكتروني، بدلا من ذلك التقليدي إلى خير جليس؟

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2548 - الخميس 27 أغسطس 2009م الموافق 06 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 8:47 ص

      رائع

      رائع وانشاء الله أن نتقدم مثلهم

    • زائر 2 | 6:51 ص

      nice artical

      well articalated thanks indeed

    • زائر 1 | 10:40 م

      إحدى حديثات النعمة بالوظيفة الادارية التي حصلت عليها دون جدارة وكفاءه تشكل فريق لمتابعة ما يكتب في الانترنت

      راقبت كل ما يكتب في الانترنت وقامت بطباعة العديد من التعليقات ولو أنه لم يتطرق لشخصها ولكن رفعت للادارة العليا بأن ذلك المقال والتصريح يمس من وقريب تلك الادارة وخاصة بعد فضيحة الجامعات الخاصة حيث أنها تخرجت من تلك الجامعة التي تعطي الشهادة دون اجتياز كافة المقررات الدراسية والتي بموجبها أسندت لها وظيفة ادارية كبيرة وحساسة وهي الادارية ( مقاس 10) حيث أسندت مهامها الادارية لصديقها في العمل والذي لم يستطع إتمام البكالريوس لأكثر من 14 عاما وهو الذي إبان فتح الملفات الاسنة

اقرأ ايضاً