كيفية التأثير على مقاومة الآفات؟
سأعطي مثالا، هناك آفات تكون محبة لمحتوى السكر العالي بالنبات كآفات أمراض الصدأ وآفات أمراض البياض الزغبي وآفات أمراض الندوة المتأخرة في الطماطم، وحيث يزيد المحتوى السكري للعصارة النباتية طبقا لحركة القمر فتكون تلك أفضل فترة للمقاومة حتى نوفر كميات المبيدات الحيوية، وأيضا من حيث كفاءة التأثير ولكن لابد أن نضع في الحسبان الحد الاقتصادي الحرج للإصابة، وبالنسبة إلى توقيتات الزراعة والجمع السابق الإشارة لها هذا حددت المواعيد من خلال أجندة كونية طبقا لخطوط الطول والعرض وهذه الأجندة الكونية أو الرزنامة الزراعية تنشر كل عام، وهذه التقنيات تستخدم في الزراعة البيوداينميك والتي تستخدم فيها علوم الطاقة مع بعض أنواع الميكروبيولجي.
والوسائل كثيرة ومتعددة بل والابتكارات لا تنتهي والإبداع له مقوماته أولها العلم وميزانيات البحث العلمي، لأن الجميع على يقين بأن داخل معامل الاختبارات يبنى المستقبل وكان للبحث العلمي في الصين تأثير كبير في حلول بعض المشكلات البيئية وهنا نتعرض لابتكار المياه الصلبة.
قامت إحدى الجامعات الصينية ببكين، والتي تهتم بأبحاث التحريج ومقرها مدينة شنتشن بتطوير أساليب تكنولوجية وتسجيلها كبراءة اختراع، وهي عبارة عن قيام العلماء بتوجيه الماء العادي نحو الصلابة عن طريق تغير في الخواص الفيزيائية إلى عدم الانسياب ولا التبخر ولا الترشيح ولا يتجمد في درجة الصفر المئوي وهذا الماء الصلب على شكل بلورات يتم إحلاله في الحرارة العالية والمخفضة، وهذا الانحلال يتم عن طريق البكتريا الموجودة بالتربة وغالبا بعد إضافته للأشجار لا تحتاج الأشجار إلى الري لمدة 3 أشهر وهي إحدى التقنيات الواعدة.
وهي فكرة حصلت على براءة اختراع منذ عامين والفكرة تتلخص في وضع مجموعة من الجرات الفخارية حول الأشجار، وتبدأ بوضع جرتين حول منطقة انتشار الجذور على أن يتم إضافة المياه إلى الجرات فقط حتى تملأ ويبدأ الجذر في الحصول على احتياجاته من خلال المسام التي يحتوي عليها الفخار، وبهذا لا تفقد أي مياه بالتربة علاوة على برودة مياه الري وهنا يمكن أن يضاف لمياه الري الأسمدة حتى لا يحدث هدر في المياه ولا الأسمدة، وعند كبر الشجرة يمكن أن نزيد بعيد عن منطقة الجذور عدة جرات أخرى ولكن هذه الطريقة في المناطق التي يتميز بها سعر الجرات بالاعتدال السعري.
ولكن من أهم عوامل إدارة الموارد المائية هو التركيز على مصدر مائي متوافر ولابد من استخدامه ألا وهو مياه الصرف الصحي وإعادة معالجتها، وهو من المشروعات الكبرى بمملكة البحرين، حيث اهتمت القيادة السياسية بوعيها الدائم الذي يسبق الأزمات منذ سنوات ببدء مشروع معالجة المياه وتوصيلها إلى المزارع وستثبت الأيام أو الأزمات أن مشروع معالجة مياه الصرف الصحي مشروع الانقاذ، ورغم تحفظات البعض على استخدامها للتخوف من عمليات المعالجة.
ونحن نؤكد أنه لا بديل في هدر القطاع الزراعي إلا إلى معالجة مياه الصرف الصحي واستخدامه في الزراعة حتى ولو زراعات تخصصية مثل المشروعات التجميلية وفي زراعات أخرى ولكن كل ما نطلبه هو زيادة إدخال تقنيات أحدث الوسائل العلمية في معالجة المياه لتحقيق مبدأ جودة المياه، ولا ننظر إلى خلوها من الميكروبات الضارة فقط، ولكن أيضا لنسب العناصر النادرة بالمياه وهنا نرجو أنه ليس من المنطقي هو اتباع المقاييس العالمية لبعض الدول سواء أتباع المقايس الأميركية أو المقاييس البريطانية أو الروسية والتي لو تعرضنا للمقاييس الثلاثة سنجد بينها اختلافات في نسب العناصر المسموح بها وذلك لأن كل دولة تضع مقاييسها طبقا لمعطيات وبيانات تلائمها وهي متعددة ومتشابكة ولدينا من الباحثين الاكفاء القادرين على تحديد أي من المقايس مناسب لأتباعه طبعا للبيانات المتوافرة عن تركيب التربة في ظل حرارة مرتفعة، هذا فضلا عن تجنب زراعة محاصيل معينة نظرا إلى أن بعض المحاصيل تمتص بعض العناصر النادرة أكثر من محاصيل أخرى مثل نبات الخس له القدرة على امتصاص الكاديوم من التربة بصورة كبيرة، وكذلك نبات السبانخ يمتص نسبة عالية من الرصاص بالتربة أكثر من أي نباتات أخرى وهذا أيضا يقع على مسئولية الباحثين بمزيد من الدراسة بتأثير المياه المعالجة على المحاصيل المعهود زراعتها بالبحرين.
ولكن كيف نزيد ونطور في أساليب معالجة المياه حتى يزول هذا التحفظ لاستخدام المياه المعالجة؟
أولا لابد وأن نقدر دور القائمين على معالجة ونقل المياه وسعيهم وحرصهم على تطوير محطات معالجة المياه، ولذا سوف نعرض أحدث أساليب معالجة المياه باستخدام تكنولوجيا النانو:
تكنولوجيا النانو... إنها حلم المستقبل لحل مشاكل كثيرة وما يهمنا هنا مشاكل التربة والمياه باستخدام تكنولوجيا النانو وكلمة النانو تعني وحدة قياس، وهي تساوي واحد على مليار من المتر، وحتى نتخيل هذا، نتصور أن قطر شعرة واحدة من الإنسان تساوي 80 الف نانو.
والنانو يعني استخدام الجزيئات بصورتها المنفردة أو كأصغر وحدة ارتباط، وهنا تكون الجزيئات نشطة جدا ولها قدرة عالية على الارتباط بأي من العناصر الأخرى، وبنفس الفلسفة في الفكرة تم تسخيرها من خلال عدة تقنيات.
أولا أنابيب النانو كربون، والتي تعتبر أقوى المواد المخلقة في العالم حتى الآن فما من عنصر بالجدول الدوري للعناصر يمكن أن يضاهيها في القوة لأنها تتميز بخصائص كهربائية فريدة في نوعها ولها القدرة على التوصيل الحراري أقوى من الماس وتركيبها الكيماوي يشبه الكربون، وعلى هذا الأنبوب من النانو كربون يمكن إعادة ترتيب الذرات. وبذلك يغير من خواص المواد المحيطة به. وبنفس آلية العمل السابقة والتأثير على سلوك الجزيئات تم التعامل مع المياه للحصول على مياه منقاة بدرجة تنقية المياه، إذ إن المركز البيولوجي لعلم النانو نجح في إنتاج غشاء متفاعل باستخدام أغشية أكاسيد الحديد الخزفية التي تعرف باسم الفيروكسين تمثل هذه الأغشية التفاعلية وسيلة لإزالة الملوثات والمخلفات العضوية من المياه لتنقيتها، وذلك راجع للطبيعة الفريدة التي يتميز بها عنصر الحديد، كما أن الفيروكسين يتفاعل مع حمض البنزويك السام، وكذلك تستخدم أغشية أكسيد الالومنيوم والتي تعرف بالالموكسين، وهي مادة غشائية متناهية في الصغر، حيث تقوم بمعالجة المياه وتنقيتها بوضع الأغشية الخزفية في محاذاة واحدة داخل نظام المعالجة، مستخدمين المواد المحفزة النانونية وهي مواد متناهية في الصغر تبلغ بعد نانوني واحد مما يتيح لها كبر مساحة أسطح الاحتكاك بالمواد المتفاعلة.
العدد 2548 - الخميس 27 أغسطس 2009م الموافق 06 رمضان 1430هـ
ماهر
شكرآ على المعلومات