العدد 2548 - الخميس 27 أغسطس 2009م الموافق 06 رمضان 1430هـ

الحرب العالمية لاتزال تلقي بظلالها على العلاقات الألمانية البولندية

في الوقت الذي يسترجع فيه القادة البولنديون والألمان الأحداث التي تسببت في بدء الحرب العالمية الثانية في أول سبتمبر/ أيلول العام 1939، يمكنهم النظر على 70 عاما من التاريخ المتقلب.

ولاتزال الأحداث التاريخية التي يعود تاريخها إلى هجوم ألمانيا النازية على بولندا تخيم على العلاقات بين الدولتين، كما بدا جليا من خلال خلاف في الأعوام الأخيرة بشأن إصلاح نظام تصويت الاتحاد الأوروبي.

وحاربت بولندا بقوة إصلاحات نظام تصويت الاتحاد الأوروبي المقترحة في إطار معاهدة لشبونة، بحجة أن النظام الجديد أعطى الكثير من النفوذ إلى دول الاتحاد الأوروبي الكبرى مثل ألمانيا. واحتج التوأمان اللذان كانا يحكما بولندا آنذاك، الرئيس ليخ كاتشينسكي ورئيس الوزراء ياروسلاف كاتشينسكي، أن تعداد سكان بولندا كان سيكون أكبر ما لم يتم القضاء عليهم على يد ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وتم التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة، لكن الاتهامات البولندية استمرت بعد القمة، حيث نشرت مجلة محافظة رسما كاريكاتيريا بذيئا للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وأظهر غلاف مجلة «فبرويتا» المستشارة ترضع التوأمين كاتشينسكي تحت عنوان «زوجة الأب لأوروبا»، ما أثار غضب ألمانيا.

وعقد ياروسلاف كاتشينسكي في وقت لاحق مقارنة بين ألمانيا المعاصرة والحقبة التي جاءت بأدولف هتلر إلى السلطة، بينما أشارت صحيفة «بيلد» الألمانية إلى التوأمين بلفظ «القزمين المسمومين».

وفي الآونة الأخيرة، وصل الجدل إلى ذروته بسبب متحف يعتزم فتحه في برلين عن اللاجئين الألمان الذين طردوا أو هربوا من بولندا ودول أخرى في أوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية.

وغضبت بولندا عندما كادت أن تصل النائبة الاتحادية في الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة الألمانية ميركل، إريكا شتاينباخ، إلى الترشيح لمجلس إدارة المتحف.

وكانت المخاوف البولندية هي أن شتاينباخ، المولودة في بولندا قبل عامين من الحرب العالمية الثانية، ستشوه صورة البولنديين وتظهر تحيزا لألمانيا من خلال تصوير الألمان على أنهم ضحايا حرب.

كما اتهمت بولندا أيضا والدا شتاينباخ بأنهما كانا معتديين، لأنهما جاءا إلى البلاد بعد الاستيلاء النازي عليها. وانصاعت ألمانيا في نهاية المطاف لانتقاد بولندا اللاذع وسحبت ترشيح شتاينباخ في مارس/ آذار الماضي.

النقطة الحساسة الأخرى هي خط أنابيب غاز بحر البلطيق المقترح الذي سيحمل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا، متحاشيا المرور ببولندا. ويعتبر النقاد البولنديون أن خط أنابيب الشمال بمثابة محاولة من جانب موسكو لتجاهل وارسو، لأنها يمكن أن تستخدم الخط لتهديد إمدادات الغاز البولندية من دون تعريض تدفق الغاز إلى أوروبا الغربية.

وانتقد وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، المشروع في مايو/ أيار 2006 مقارنة بينه وبين معاهدة مولوتوف - ريبنتروب للعام 1939 الموقعة من وراء ظهر وارسو، والتي قسمت بولندا بين السوفيات والنازيين.

وهدأت بولندا في الأعوام الأخيرة إثر جهود ألمانيا لمساعدة بولندا في الانضمام للاتحاد الأوروبي وإبدائها الدبلوماسي للأسف عن الحرب العالمية الثانية.

يذكر أنه في أول سبتمبر العام 1939 شنت القوات الألمانية هجوما على بولندا، وكان هذا الهجوم الشرارة التي أشعلت حربا حول العالم. وفي الثاني من الشهر نفسه العام 1945 سكتت المدافع نهائيا، لكن بعد أن أودت الحرب العالمية الثانية بحياة ما يربو على 55 مليون شخص.

العدد 2548 - الخميس 27 أغسطس 2009م الموافق 06 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً