العدد 2545 - الإثنين 24 أغسطس 2009م الموافق 03 رمضان 1430هـ

الأمن الغذائي... وممارسات خاطئة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

وافق مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية أمس الأول على تشكيل لجنة لتعزيز الأمن الغذائي في البحرين، تكون مهمتها تأمين الغذاء للمجتمع من خلال اتخاذ إجراءات للاستثمار الزراعي والحيواني والسمكي في البحرين وخارجها وخصوصا في الدول ذات الموارد الزراعية والحيوانية. قرار تشكيل لجنة لتعزيز الأمن الغذائي الذي أقرّه مجلس الوزارء بإمكانه أن يتحقق منذ زمن بعيد، هذا لو كانت الدولة جادة في وقف تدمير المساحات الخضراء يوما بعد يوم في مناطق متعددة من البلاد، وأخرها مزارع «عالي» التي مازالت جرافاتها تقتلع الزرع الأخضر والنخل البحريني ليلا ونهار خلال شهر الصيام دون محاسبة.

لدينا الآن في «عالي» مليون متر مربع مزروع وهو حاليا يقتلع هكذا فقط من أجل تشييد جامعة خاصة وكأن البحرين «ناقصة» جامعة أخرى خصوصا من بعد أن فاحت رائحة غسيل الجامعات الخاصة في بلدنا.

هذه المنطقة الخصبة التي جاء ذكرها في مقال الأمس توفّر حاليا تسعين في المئة من احتياجات البلاد من العلف الحيواني، وحتى لبعض المنتوجات الغذائية التي تزود بها في الأسواق المحلية لبيع الخضر والفواكه - بحسب كلام المختصين - وهي ممارسات تناقض التوجه الرسمي في ذهابه لتشكيل لجنة للأمن الغذائي، بينما نرى المزارع تدمر والجزر مهجورة أو ممنوعة من التصرف العام في استصلاح أراضيها وبالتالي يكون الحل الذهاب إلى السودان والفلبين وتايلند حتى نؤمن غذاءنا وأيضا غذاء الحيوانات عندنا.

أحد القراء علق أمس أن دولة مثل الإمارات زرعت النخيل على طول شوارعها لكنها لم تزرعه من أجل الشكل والتجميل فقط بقدر أنها تنظفه وتعتني به وتلف ثمره الرطب في أشباك خاصة تحميه من الغبار، ومن عوادم السيارات وهي بذلك تستفيد من محصول تمر الشوارع (...) أما نحن فنصرف الملايين على زراعة النخل وبعد ذلك نهمله ونهمل ثمره الذي يظل منثورا دون عناية، أو تموت عطشا... فلماذا زرعت من الأساس وهل الهدف فقط تجميل الشوارع؟!

قارئ آخر قال: «دائما يا أختي عندما تتكلمين عن النخلة والزراعة والماء عموما أحس بأن الألم إلي يعتصرني هو ما يعتصرك في الداخل وذا الخبر عن «عالي» عصرني عصار من حبي للطبيعة حسافة لن تعوض والله هذه جريمة في حق البحرين». وكلام هذا القارئ أيضا يعبر عن مرارة الوضع الزراعي والبيئي في البحرين وإذا أردنا بحق أن نوقف هذه الممارسات فليبدأ وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي بمنع الجرافاتمن اقتلاع الزرع في واحدة من أهم المناطق الزراعية في البلاد؛ لأن ما تبقى الآن يا سعادة الوزير هو القليل لذا دعونا نحافظ عليه قبل فوات الأوان!

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2545 - الإثنين 24 أغسطس 2009م الموافق 03 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً