العدد 2544 - الأحد 23 أغسطس 2009م الموافق 02 رمضان 1430هـ

ما بعد «النخلة»... بلد المليون علة!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

عودة إلى أهمية موضوع الاستصلاح الزراعي في البحرين، فإن عملية زراعة خمسة آلاف نخلة بكلفة تتجاوز نصف المليون دينار ضمن الخطة التجميلية للشوارع وتحديدا في المحافظة الجنوبية تعد خطوة متقدمة من الناحية الشكلية ولكن مازال هناك ما ينتظر من أجل إحياء «النخلة» في شوارعنا ومناطقنا المكتظة جدا بالسكان.

ولعل ما كان موجودا في المناطق الزراعية المنتشرة بالمنامة والمحرق وأخرى في الزنج وبلاد القديم وعذاري والسهلة وقرى الشمالية وجزيرتي سترة والنبيه صالح وغيرها كفيل عن قول الحقيقة المؤلمة التي عصفت بهذا الرمز البحريني القديم ... ألا وهو «النخلة» التي اقتلعت جذورها عن عمد إما بسكب المواد الكيماوية أو تعطيشها حتى الموت.

لقد استمرت هذه الممارسات -للأسف- من أجل بيع الأراضي على هيئة قسائم سكنية أو بناء مجمعات فاخرة وعمارات تشيد لأكثر من سبب وعذر، فمنها ما هو صحيح ومنها ما هو غير ذلك.

هذا الدمار الذي لحق بالمساحات الخضراء في مناطقنا الزراعية كان ضمن خطة «الجشع» غير المدروسة بعيدا عن رقابة بيئية لهذه الممارسات الخطيرة بحق الزراعة بما فيها إهمال العيون العذبة وقنواتها التي جفت وحلت مكانها مبانٍ إسمنتية بعد أن كانت في يوم من الأيام بساتين ومزارع غنّاء لكل صنف وشكل من الأشجار والثمار.

أحد القرّاء الذي وقّع باسم «بلد المليون علة» اقترح استغلال جزر البحرين الكثيرة والمنتشرة هنا وهناك في مياهها الإقليمية والاستفادة منها في توفير الأمن الغذائي لسكان البحرين عبر استصلاحها وجعلها محميات زراعية لمختلف المنتجات الزراعية، وهو كلام منطقي، بدلا من الذهاب في مشاريع استئجار أراضٍ زراعية في السودان أو في دول جنوب شرق آسيا لتوفير الغذاء لسكان جزيرتنا.

قارئ آخر وقّع باسم «ولد ناصر» وصف وضع الزارعة في البلاد بأنه حرب على الطبيعة من بحر وزرع، وهو أيضا كلام فيه جزء كبير من قراءة الواقع البحريني الذي يبدو أنه يسير في الاتجاه المعاكس لرؤى استراتيجية 2030.

في الفترة الأخيرة بدأنا نسمع عن بدء خطة لتدمير منطقة زراعية كبيرة في منطقة «عالي» بهدف تحويلها الى جامعة خاصة أو مشروع لا يعلم أحد بدايته أو نهايته. هذه المنطقة الخصبة توفر حاليا 90 في المئة من احتياجات البحرين من العلف الحيواني، بحسب ما يقول المختصون، ولكن بعد إكمال تنفيذ خطة تدمير هذه الأرض، فإن على البحرين أن تحصل على علف حيواناتها من خلال شراء أراضٍ زراعية في أقاصي الأرض... وتتحول بلدنا إلى عصر ما بعد النخلة، و«بلد المليون علة».

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2544 - الأحد 23 أغسطس 2009م الموافق 02 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 7:53 م

      كماليات المسئول أم اساسيات المواطن الفقير

      التشجير لتجميل الشوارع التي يمر بها كبار المسئولين لتنظر عيونهم وهم على طول طريقهم لبيته أو قصره أو عمله.. أما عندنا قرى ملوثة ومنكوبة كقرية المعامير فناسها أحوج لهذه الاشجار والنخيل لعمل التوازن البيئي ليموت ألاف المواطنين ليرى المسئول طريقه دائما أخضر

    • زائر 6 | 9:24 ص

      الم

      دائما يااختي عندم تتكلمين عن النخلة والزراعة والماءعموما احس بان الالم الي يعتصرني هو مايعتصرك في الداخل وذا الخبر عن هورة عالي عصرني عصار من حبي للطبيعة حسافة لن تعوض والله هذه جريمة في حق البحرين

    • زائر 5 | 7:49 ص

      متي يقف الدمار عن بلدي

      اسفي علي البحرين تحولت من بلد المليون نخلة الي مليون علة الي متي تبقي البحرين هكذا اما من يزود عنكي يابلدي وتعودي الي عهدكي الذي تعاهدنا عليكي محبة ومودة وتصافي القلوب وتسامح ونقاء اين وجهاء البلاد اين علماء البلاد اين اين الي متي هذا يحدث من يوقف هذا الدمار عن بلدي البحرين

    • زائر 4 | 4:35 ص

      النخلة الشاهقة

      اذا واحد حب يعور قلبه ويشوف حال نخيلنا الشاهقة بس يمر بجانب ادارة المعارض قرب جيان ويشوف اشلون النخيل اللي كانت تارسة المكان.. وذيك الأرض الخصبة صارت جرداء بغرض الاسثمار العقاري ... و ترى الثروة الزراعية مب أحسن من الثروة السمكية ,, كل شي ضايع ضايع

    • زائر 3 | 4:05 ص

      البلد بلا إرادة للأمن الغذائي

      أختي الفاضلة أنا أشجعك على هذه المقالات التي تهتم بالأمن الغذائي بالخصوص موضوع الزراعة والبحر اللذين يعتبران العمو دالفقري للاقتصاد أيام أالأجداد لكن نحن كما أسلفنا يوم أمس كفرنا بهذه البلد التي سيست كل شيئ من النبع إلى الزرع إلى النهر من أجل أن يبقي الإنسان البحريني تحت رحمتها وليس مستقلا في رزقه عن الدولة كما كان الأجداد فالدولة تتعمد وتتهرب وليس فيها (حكومة مصالح الشعب فهي بلد بلا إرادة و طموح طبعي للأشياء الطبيعية والبيئية)

    • زائر 2 | 3:43 ص

      زرع النخيل لماذا وما الفائدة

      أعتقد أن الكثير منا ذهب الى دولة الإمارات الشقيقة ولاحظ الإهتمام بالنخيل التي زرعت على طول الشارع من تنظيف وتجميل ولف الثمرة حتى
      لا يؤثر عليها الغبار وعادم السيارات لذلك الإمارات
      تستفيد من ناتج التمر الكثير الكثير
      أما في دولتنا نحن تصرف الملايين على زراعة النخيل وبعد ذلك تهمل النخيل وثمرها هناك من يموت منها عطشا وهناك من يذهب تمرها ورطبها
      هباءا منثورا دون عناية . إذا لماذا زرعت في الأساس وما هو الهدف هل هو تجميلي فقط؟

    • زائر 1 | 2:38 ص

      حرب على كل شىء

      بل هي حرب على كل شىء له علاقة بالمواطن او التراث او التاريخ فالمطلوب خلق واقع جديد يخدم المواطنون المنجنسون الجدد.

اقرأ ايضاً