العدد 2544 - الأحد 23 أغسطس 2009م الموافق 02 رمضان 1430هـ

التكامل الخليجي إلى أين؟

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لايمكن النظر إلى القرار السعودي الأخير بإيقاف العمل بآلية استخدام بطاقات الهوية للإماراتيين الراغبين في زيارة السعودية إلا باعتبارها خطوة أخرى تعود بمجلس التعاون الخليجي إلى الوراء، ولاسيما أنها جاءت بعد أن أعلنت الإمارات انسحابها من وحدة النقد الخليجية مؤخرا بعد أن تقرر أن يكون المصرف المركزي الخليجي في الرياض.

السعودية احتجت على قيام الإمارات في الفترة الأخيرة بإعادة نشر خريطة الإمارات التي تظهر أن هناك امتدادا للأراضي الإماراتية يتصل برا بدولة قطر (ممر خور العديد الذي يبلغ طوله 25 كيلومترا)، وهذا ما اعتبرته الرياض إحياء لنزاع حدودي قديم بين الدولتين يرجع للعام 1974.

وقد شرحت المملكة العربية السعودية موقفها بالإشارة إلى أن «المملكة قامت باتخاذ العديد من الإجراءات لاحتواء الموضوع من خلال تقديم مذكرة... دعت فيها الأشقاء في دولة الإمارات إلى تصحيح الخريطة بما يتفق مع الواقع الحالي للحدود المشتركة بين البلدين». أما وزارة الخارجية الإماراتية فقد قالت في بيان لها نقلته وكالة «رويترز» إنها «فوجئت بالقرار وطالبت مواطنيها باستخدام جوازات سفرهم عند السفر إلى السعودية».

وكما توضح البيانات والأنباء، فإن كلا من السعودية والإمارات تمتلكان أكبر اقتصادين في مجلس التعاون، ولا يمكن أن يحدث تكامل اقتصادي خليجي حقيقي إلا من خلال الاشتراك الكامل للدولتين في الخطط التكاملية، النقدية وغير النقدية.

ومن دون شك، فإن أية خطة تكاملية تحتاج إلى بنية تحتية من المواصلات البرية التي تربط البلدين عبر الشوارع العريضة والسريعة، وعبر سكك الحديد، وعبر الجسور، وهذه البنية التحتية تحتاج إلى إمدادات متكاملة من الكهرباء والغاز والماء، مع تسهيل مرور المواطنين والسلع والأموال، وذلك تحقيقا لمبادئ السوق المشتركة، تماما كما هو حاصل بين دول الاتحاد الأوروبي، التي تفسح المجال لأكثر من 450 مليون مواطن أوروبي بالعبور على الحدود وكأنها بلد واحد.

ولكي يتحقق حلمنا بالوحدة الخليجية، فإننا بحاجة إلى كل ماذكر أعلاه، وبحاجة إلى اعتماد آليات فاعلة لاتخاذ القرار وحل النزاعات... فالنزاعات أمر طبيعي بين الدول، وداخل الاتحاد الأوروبي هناك خلافات كثيرة، مثل خلاف بريطانيا وإسبانيا حول جبل طارق، ناهيك عن الخلافات التاريخية بين فرنسا وبريطانيا التي تشمل الخلاف على مسمى القناة البحرية بينهما... ولكن كل تلك الخلافات لا تخرج إلى المستوى الذي يعطل مسيرة الوحدة الاقتصادية والاجتماعية. وإذا كنا نود الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي على التجارة الحرة، فإن من الأجدر أن نسارع إلى تحقيق ذلك بيننا بما يؤهلنا كمنطقة رائدة اقتصاديا أن نحتل الموقع الذي نستحقه على المستوى العالمي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2544 - الأحد 23 أغسطس 2009م الموافق 02 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:18 ص

      يادكتور اين حقوقنا

      عندما قلت حقوقنا اى يعنى لست وحيدا ياعزيزنا الغالي يادكتور عرج شوية علي علاوة الاذلال شويه علشان تنصف عائلات كبيرة جدا وارابها عاطلين ليس لديهم دخل على الاطلاق معقول 9 شهور وه 50 دينار ما تطلع الى الحين ومن استلمنا مسجين بالرد نستحق من عدمه صار له شهرين وليس هناك تجاوب على الاطلاق من الوزيرة لانه لااحد يسألها شنهو صار والى وين وصل حقوق الناس المتعطشه رمضان +عيد +مدارس+ وجع راس وضغط وسكرى وقلب وسلمتكم يعنى جيبوها لى على قبرى انشاء الله وهل من منصف فى زمن ولي فيه الانصاف يادكتور

    • زائر 1 | 11:05 م

      بحرينية اماراتية

      بصراحة السعودية تنزل من مستواها الدولي والخليجي بالاخص وايد يعني ليش تتحجج على كل شي وكل مرة تطلع بشي يديد وفتاوي مضحكة وطريفة جديدة شنو يعني هالكثر المسئولين فاضين ماعندهم شي غير اصدار قرارات يديدة و دون المستوى بصراحة كبروو عقلكم يالسعودية واحنا نبي خليجنا واحد وقلبنا واحد وسهولة السفر والحركة في اشياء اكبر عن جذي عشان تاريخ حدودي منتهي اكثر من 30 سنة. شكرا استاذ منصور على المقال

اقرأ ايضاً