أتوق جدا وأتحمس إلى شهر ديسمبر/ كانون الأول كثيرا لا لأني أحب الشتاء أو المُسمى شتاء في البحرين ولبس الملابس الشتوية التي نتحسر عليها كلما اشتريناها، بقدر ما أحصل عليه من انشراح في خاطري مثلي مثل الكثيرين وأنا أمشي في أغلب شوارع البحرين، كل المشاريع نقطة النهاية لها شهر ديسمبر، وترى عجلة العمل تدور بأسرع من سرعة الصوت في كوبري هنا يجب أن ينتهي في ديسمبر، وكورنيش مهما كان كبيرا أو صغيرا معقدا أو بسيطا هناك يجب أن ينتهي في ديسمبر أيضا رغم السلحفائية في العمل فيه طوال العام، حتى صباغة الأرصفة وتنظيف بلاعاتها (أعزكم الله) ما تصير إلا لشهر ديسمبر.
المشوار الذي يأخذني يوميا من نادي المحرق مرورا بالمنطقة الدبلوماسية والسيف الى البديع يشرح الخاطر من زهو الإنارات الراقصة والملونة والأعلام المرفرفة والصور المُعلقة، ومن ترتيب الأشجار وتقليمها بتصاميم مبتكرة لا نجدها إلا في ديسمبر وطوال العام لا نرى إلا كشة المجنونة واقفة في الشارع!
هي ورود وزهور من كل حدب وصوب، هي حشائش نظرة نظيفة على جانبي الطريق، الزائر للبحرين في ديسمبر يحسدنا على ما نحن فيه لأنه ما يدري ويش السالفة، مباني الوزارات تراها تزهو بإضاءاتها البراقة التي تنسيك فواتيرك للكهرباء وتنسيك بوسترات الاقتصاد والتقشف في الكهرباء؛ بل تنسيك كل انقطاع داهمك في أنصاف الليالي!
لماذا يا ترى هذه الفزعة في ديسمبر بس...؟ ترانا نستاهل أن ينشرح خاطرنه طول السنة ونستاهل نشوف إضاءات ملونة ونافورات تشتغل طوال العام ومو كأنها بلاعات مهجورة طوال العام، ونستاهل تنظيف الشوارع واستعجال بنائها واستكمال خدماتها.
فهل يا ترى ستسعى هذه الادارات والوزارات الى سَنِّ سُنّة حسنة لنعيش طوال العام ديسمبر، أم سنظل نشتاق وندعو الله صباح مساء في أن يعودنا ويبلغنا ديسمبر من كل عام لننعم برؤية بلدنا في وجه غير الذي نراه (إيّاه) طوال العام
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2304 - الجمعة 26 ديسمبر 2008م الموافق 27 ذي الحجة 1429هـ