تبقى أيام قليلة وسنقف على مشارف نهاية العامين الهجري والميلادي. المتابع المحلي يعلم أن الشهورالإثني عشر الماضية كانت تحمل بين طياتها العديد من الحوادث المتنوعة والمساهمة في دفع عجلة الحياة والتي تعبرعن إرهاصات المجتمع المدني في أرخبيل البحرين. هذا المقال عبارة عن محاولة لاسترجاع لأهم الأحداث البيئية - سواء الإيجابية أو السلبية - في مملكة البحرين خلال العام المنصرم ومن ثم ترتيبها حسب الأولوية التي يراها كاتب المقال.
أولا: استمرار عمليات الدفان في مختلف المناطق سواء من متنفذين أو قطاع حكومي أو خاص لإقامة مشاريع إسكانية أو صناعية أو استثمارية وحتى برلمانية! ويبدوا أن الصيادين هم المتأثيرون المباشرون لدفن مساحات شاسعة تقدر بعشرات الكيلومترات المربعة من البحر فهولاء فقدوا جزءا كبيرا من أرزاقهم بينما فقدت الدولة والمواطنون نهائيا جزءا من التنوع البيولوجي وهذا مصاب أعظم. فحسب المعلومات المتوافرة رسميا فقد زادت مساحة المملكة من 665.3 كيلومترات مربعة في عام 1981 إلى 741.4 كيلومترات مربعة في نهاية عام 2007 وبالتالي فقد زادت الرقعة الجغرافية للملكة بحوالي 11.4 في المئة خلال عقدين ونصف من الزمان.
ثانيا: نجاح مشروع عاشوراء البيئي في العاصمة المنامة والذي أقيمت فعاليته الأهلية تحت رعاية كريمة من جلالة الملك في شهر يناير/كانون الثاني 2008. ونتمنى تطوير المشروع ليتم تبنيه في مناطق أخرى وبالتالي تتواصل الأنشطة التوعوية والحضارية للمحافظة على البيئة من خلال اللجان التنظيمية للمهرجانات والتجمعات الشعبية سواء من قبل القطاع الأهلي أو الحكومي.
ثالثا: في خطوة مثيرة للجدل مع البيئيين المحليين فقد قامت وزارة البلديات بالموافقة في نهاية العام الجاري على إنشاء محطة حديثة ومتكاملة لمعالجة المخلفات الصلبة وبالتالي إختيار عملية الحرق كوسيلة مثلى للتخلص من ألوف الأطنان من القمامة المنزلية. رابعا: زيادة التوعية بالآثار السلبية للأكياس البلاستيكية عن طريق حملات إعلامية وعلى صفحات الإنترنيت وبالتالي أخذت بعض محلات السوبرماركيت الكبرى المبادرة. هذه المحال قدمت للمتسوقين عدة طرق إبداعية للمساهمة في خفض الآثار البيئية مثل شراء أكياس القماش أو استخدام أكياس تتحلل بيولوجيا.
خامسا: توصل تقرير البحرين للأهداف الإنمائية للألفية بتناقص مساحة المحميات الطبيعية بسبب الأنشطة البشرية فعلى سبيل المثال تناقصت مساحة محمية خليج توبلي ورأس سند من 24 كيلومترا مربعا في عام 2000 إلى حوالي 10 كيلومترات مربعة فقط. سادسا: تأسيس الحكومة لجنة «تغيير المناخ» للمساهمة في تحضير تقرير البلاغ الوطني الثاني لتحضير قاعدة بيانات وطنية لقوائم الجرد لغازات الدفيئة. سابعا: أعلنت وزارة الأشغال عن اختيار الطريقة الأفضل من بين عدة حلول قدمتها شركة استشارية لتنظيف وإعادة تأهيل خليج توبلي. لكن هل سيتم العمل على طرح المناقصات العملية لتنفيذ المقترحات؟ سؤال سيتم الإجابة عليه في الشهور المقبلة وملاحظة جدية الأطراف التنفيذية.
ثامنا: استضافة البحرين وبنجاح لعدة مؤتمرات بيئية مثل مؤتمر المنتدى العربي للبيئة والتنمية الأول. تاسعا: مساهمة لجان البيئة في كل من مجلسي النواب والشورى في حماية البيئة المحلية تشريعيا بواسطة 3 طرق: الاقتراح برغبة، الاقتراح بقانون والأسئلة المباشرة للوزراء. وأخيرا: القيام بحملة وطنية لحماية السلاحف بعد تأكيد دراسة لمركز البحوث عن موت 170 سلحفاة بسبب شباك الصيادين. وكل عام وأنتم بخير
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 2304 - الجمعة 26 ديسمبر 2008م الموافق 27 ذي الحجة 1429هـ