العدد 2543 - السبت 22 أغسطس 2009م الموافق 01 رمضان 1430هـ

عودا حميدا هاشمي رفسنجاني!

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

عودة تدريجية حذرة للرجل القوي في إيران الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني بعد أن لزم «الشيخ الرئيس» داره واختار الصمت إثر أزمة الانتخابات الإيرانية.

رفسنجاني الذي يعد أحد كبار مهندسي الثورة الإسلامية في العام 1979 كان لفترة طويلة يمثل نقطة التوازن في النظام الإيراني، لا من جهة كونه رئيسا لمؤسستين مهمتين هما مجلس الخبراء (التي تراقب أداء المرشد الأعلى للجمهورية) ومجمع تشخيص مصلحة النظام (الذي يبت في شأن الخلافات بين السلطات في البلاد) وإنما لقوة بأسه في أحلك الظروف في منحى الجمهورية الصعبة المراس.

الشيخ رفسنجاني نسج علاقات وثيقة بين إيران وغالبية جاراتها، واستطاع أن يحتوي التوترات المذهبية بحكم علاقته الحميمة مع كبار القادة في المملكة العربية السعودية، وهو مقبول لدرجة كبيرة من جانب المجتمع الدولي.

في غمار أزمة الانتخابات نما إلى الاعتقاد ثمة شك أن رفسنجاني قد أصبح جزءاَ من الماضي، ولكن العارف ببواطن الأمور ومجريات الأحداث في الشريان الإيراني يدرك أن رفسنجاني لن يفقد حضوره في المشهد السياسي، كما بدا وأن الرئيس أحمدي نجاد (الذي كان طالبا في عهد الثورة) قد جاوز الخطوط الحمراء حينما أشعل النار في وجه هاشمي رفسنجاني على إثر اتهام عدد من أفراد عائلته والمقربين له بالفساد.

ظهور رفسنجاني بعد الانتخابات برز في محطات ثلاث: المحطة الأولى هي عودة هاشمي رفسنجاني لمحراب صلاة الجمعة في جامعة طهران، وعندما أعاد طرح جدل قديم - جديد وهو «إسلامية النظام وجمهورية النظام»، وهو البحث الذي رد عليه المرشد الأعلى بشكل غير مباشر في خطاب تنصيب رئيس الجمهورية الذي قاطعه رفسنجاني.

أما المحطة الثانية في عودة قطار رفسنجاني إلى سكة النظام هي حضوره مراسم تنصيب الرئيس الجديد للسلطة القضائية الشيخ صادق لاريجاني، وقد التفتت عدسات التلفزة والإعلام للفتة السلام الخجول بين الرئيس أحمدي نجاد ورفسنجاني.

غير أن المحطة الثالثة والأهم في «رحلة العودة» هي ترأس هاشمي رفسنجاني مجمع تشخيص مصلحة النظام أمس، بحضور رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية (الشقيقين علي وصادق لاريجاني).

رفسنجاني تناول في «إفطاره السياسي» بعد صيام دام أكثر من 40 يوما تداعيات أزمة الانتخابات، وحاول غير مرة أن يستعيد قدراته في ترجيح أسلوب المصارحة والمصالحة في معالجة آثار أحداث ما بعد يونيو/ حزيران.

يتجه رفسنجاني إلى إعادة التموقع في الخريطة السياسية الإيرانية، فهو سيحتفظ بعلاقته التاريخية مع المرشد الأعلى الذي وصفه بأنه «رفيق درب النضال في الأمس واليوم وغداَ»، كما سيسعى تدريجيا للوقوف على التل، فلا ينجرف مع موجة الإصلاحيين ولا يميل كل الميل لرفاقه القدامى.

وبقي أن نقول: عودا حميدا هاشمي رفسنجاني

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 2543 - السبت 22 أغسطس 2009م الموافق 01 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:34 ص

      ربما الوقوف التل أفضل

      ربما الوقت الحالي يجب على الشيخ الرفسجاني صاحب التاريخ الكبير و الحافل في تاريخ الجمهورية الأسلامية التريث قليل و عدم الأسراع في اتخاد الخطوات السريعةالتي ربما يندم عليه في المستقبل
      ولذلك نؤيد الوقوف على التل في الفترة الحالية على أقل تقدير

اقرأ ايضاً