العدد 2543 - السبت 22 أغسطس 2009م الموافق 01 رمضان 1430هـ

عشرة على عشرة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هذا إذا ما تفتق عنه التلفزيون في أحد «أنجح» و«أحلى» و«أغلى» برامجه الحوارية في دورته الجديدة؟

أن تأتي بوزيرٍ يواجه الكثير من التظلمات والانتقادات بسبب تعثّر سياسته، ليتحدّث عن عدم أهمية التسميات، بينما وزارته هي التي أثارت المشكلة بإصرارها الغريب على تغيير مسمى مشروع سكني مذكور ألف مرة في مراسلاتها الرسمية!

أن تأتي بوزيرٍ خرج في إجازةٍ لمدة خمسة وعشرين يوما، وترك الأزمة تتفاعل وراءه، والوزارة محرجة، والعلاقات العامة أصابها الخرس عن التعليق أو التصريح أو التبيين، ليرد في حلقةٍ تلفزيونيةٍ واحدةٍ على كل الانتقادات والإشكالات، وإسكات كلّ الأصوات الناقدة وتفنيد كل المظالم والمؤاخذات... على طريقة «يقولون»!

الفكرة كانت واضحة من البداية، أن تأتي بالوزير ليقدّم دفوعاته وحججه التي لا تُرد، طبعا مع غياب أي رأي آخر، ولا حتى الاسترشاد برأي الأهالي والمتظلمين.

لو كان هناك أيّ حسِّ صحافيٍّ أو التزام مهني يحترم الجمهور، لتمّ إعداد تقريرٍ موجزٍ أو تقديم خلفيةٍ للموضوع مثار المشكلة، كما يحدث في القنوات التي تدير حوارات وتناقش قضايا رأي عام. أما أن تسأل «المذيعة» السؤال وتساهم في تقديم الإجابة، بل وتساعد الضيف عندما تتعثر لديه الكلمات... فهذه قمة «المهنية» و»الحياد»!

فكرة البرامج الحوارية أن تتيح الفرصة لعدة آراء، وتترك الحكم للجمهور، أما في برامجنا «الناجحة» جدا، فلا صوت يعلو فوق صوت الوزير أو المسئول. وإذا اتسع الصدر قليلا لاستضافة رأي «آخر»، فستتحوّل المذيعة «المحايدة» أوتوماتيكيا ضده، فتتحوّل إلى محقّقةٍ كما حدث مع علي سلمان، أو معاديةٍ كما حدث مع إبراهيم شريف... أما مع الوزير فتتحوّل إلى مذيعةٍ أليفة، لا تتمكن حتى من التحكم في انفعالاتها النفسية فتظهر عليها علامات الانبساط والانشراح، والانسجام التام مع كلّ ما يقوله الوزير.

لو كان هناك التزامٌ بالمهنية واحترامٌ للضمير وتقديرٌ للرأي العام، لتم تلقي اتصالين فقط من الجمهور، المستفيد والمتضرّر مما حدث. أما مع غياب كل ذلك، فيتمركز البرنامج حول ضيف واحد، وعلى الجمهور أن يردّد «آمين»!

العرب يقولون في أمثالهم: إذا قالت حذام فصدّقوها، فنعم القول ما قالت حذام، أما هذه الأيام فالمذيعة تقول إنها تعتبر نفسها وسيطا وليس طرفا في المشكلة. كل هذه الفرفشة والضحك غير المكتوم، واللعب على المكشوف مجرد «وسيط»... فماذا لو كانت طرفا!

ومن دلائل النزاهة وعدم الانحياز الإعلامي، أن تقوّم بعرض الخرائط على الجمهور، فهذه آخر مهمات المذيعة العصرية التطوعية، وليس من مهمات الضيف الذي جاء ليدافع عن نفسه ووزارته وسياسته! وفي حال خشِيت عدم وضوح الصورة على الشاشة، تطلب من المخرج والمصوّر برجاء حار، أن يهتما بتقريب الصورة ليشاهدها الجمهور، فيقتنع مباشرة بعدم وجود تزوير ولا تغيير مسميات، ولا استهداف ولا تمييز بين أبناء الشعب الواحد!

عندما تُسأل عن عدم عرض الوثائق والوثائق المضادة، تقول إن وقت البرنامج لا يسمح لعرض كل الوثائق! وبالتالي فإن الوقت لا يتسع إلا لعرض الخرائط المنتقاة والصور المختارة بعناية، والمطلوب عرضها على الجمهور!

برنامج (cool) بالـ (full option)! حلقات عشرة على عشرة! منتهى الحيادية واحترام الرأي الآخر وسماع صوت الجمهور

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2543 - السبت 22 أغسطس 2009م الموافق 01 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 12:56 م

      هذه الدخيلة على الإعلام

      هذه الدخيلة على الإعلام عن طريق الكتابة الصحفية وتقديم برنامج تلفزيوني سيكون لها منصب كبير يوماً ربما يصل المنصب لدرجة وزير بسبب براعتها في فن التلميع!!!! وستكشف الأيام صدق توقعاتي.

    • زائر 26 | 10:13 ص

      الله كريم يا سيد

      لا تأسفن على غدر الزمان لطالما ، رقصت على جثث الأسود كلاب ...
      إعلام مزيف للحقائق ومظلل للوقائع

    • زائر 22 | 8:50 ص

      لا فرق بينها وبين فيصل القاسم

      الصراحه وانا اشاهد هذا البرنامج الحلو اتضح لي بأن معدة البرنامج تشبه وبشكل كبير الأعلامي المتميز فيصل القاسم صاحب برنامج الأتجاه المعاكس فهناك فقط اختلاف بسيط بينهم وهي الحياديه والصدق والسماع الى الطرف الآخر لأبداء رأيه المخالف وهذا اكيد لا يخدش او يصغر بهذا البرنامج الفاشل

    • زائر 19 | 8:31 ص

      حينما يموت الضمير

      سيدي الكاتب
      حين يموت الضمير يكون الخاص عام و العام خاص .الحلال حرام و الحرام حلال.
      حين يموت الضمير تغفو العقول وتثور الأحقاد تتعطل إنسانية الإنسان وتفقد حواسه قيمتها..ويغدو صاحب عقل لا يفقه وصاحب عين لا تبصر وصاحب إذن لا تسمع وصاحب قلب لا يدرك.
      حين يموت الضمير تهاجر الحمامات البيضاء ، و لا يبقى في الجو إلا غربان تنعق صباحا مساء.

    • زائر 17 | 7:47 ص

      تحياتي لها

      يعرف الرجال بالمواقف ولا تعرف المواقف بالرجال فكيف اذا كانت انثى هي وامثالها صفقت يوما للضلم ويوم الإنفتاح صفقت للإنفتاح عجبا مع اي وتر تلعب بلا رأي ولا ضمير اذا كان عدوك القاضي فمن تقاضي

    • زائر 16 | 7:41 ص

      تمتلك الإستهبال والخسة

      ردا على من علقت بـ: " فهي تمتلك الموهبة والثقافة والخبرة و ... " عن أي موهبة وثقافة وخبرة وهب أنها امتلكتها فيكفي أن تكون بلا ضمير وبلا حس وبلا وعي ديني لتصنف في مقبرة الجهل. ويكفيها جهلا بأبسط أبجديات إعداد برمامج حواري أو حتى مسجل.

    • البري | 7:35 ص

      لا أخالفكم الرأي

      س : ما أفضل مقدم برامج حوارية على مستوى العالم ؟
      لا إجابة تعلو على الإجابةالتالية ( المذيعة المسماة يقولون )

    • زائر 13 | 6:02 ص

      محروق

      هذا ديدنها وسيبقى للابد

    • زائر 12 | 4:32 ص

      أنا لا أكذب ولكن أتجمل

      في عصرنا الحالي هناك الكثير من الموظفين والموظفات في مختلف المهن حتى في التدريس ممن جعلوا هذة الصفات الممقوته شعارهم وهي النفاق الاجتماعي,الرياء, التملق, المحاباة والتودد للمدراء والرؤساء, تزوير الحقائق على حساب الموظفين البسطاء والذين على نياتهم للوصول الى منصب أعلى وهذة المذيعه منهم وأنا لا ألومها وهي ستصل حسب توقعاتي الى منصب وزيرة أو نائبة فهي تمتلك الموهبة والثقافة والخبرة و ... - ام محمود

    • زائر 10 | 3:04 ص

      الصراحة الملامة تقع على نوابنا الاعزاء

      كل الذي يجري الان وسيجري في المستقبل اساسه ضعف نوابنا الذين لاترى لهم موقف ابدا وقلتها واقولها مجرد مقال في جريدة بيان استنكار هكذا يعمل النواب اين مواقفكم اكتفيتم بالرد في الجريدة وماذا بعد هل تغير شيء ابدا انكم بضعفكم هذا تعينون الظالم على ظلمه وانتم شركاء معه ؟
      شكرا سيد على هذا المقال ولكن ماذا بعد يومين كتابة في الجريدة وانتهى الموضوع وسنسى كما نسي غيره ولا حياة لمن تنادي

    • زائر 8 | 3:02 ص

      كل شيء ضايع في هالبلد

      عشرة على عشرة يا سيد صح السانك بس ويش نقول هذى الفلوس وما تسوي.
      بس الصراحة المذيعة تعبت روحها واجد لانها جايبة ضيف وحاورته يعني لو هي مقدمة البرنامج بروحها واجد افضل لانها تكفي وتوفي وفي النهاية بتوصل الفكرة اللي تبغاها بكل سلاسة
      من تُرى تظلمون من تُرى تسجنون إنكم تخفون شعباً في الترابِ
      مالذي تفعلون و لما تركضون إنكم تجرون من خلف سرابِ
      كم سجنتم و الزنازين لكم ضاقت بنا
      كم سرقتم و أكلتم كلما كان لنا
      كم صنعتم مسرحياتٍ من الزور هنا

    • زائر 7 | 2:51 ص

      انت يا سيد كلامك عشرة على عشرة

      بصراحة هذه لا تصلح لأن يطلق عليها كلمة مذيعة فهي إنسانة تحقد علينا وقد لاحظت كل برامجها تصب في هذا النوع من الحقد
      اذا استضافت احد من اطياف المعارضة فانها تحاول اسقاطه مهم كلف الثمن واذا استضافت احد من الجهات الحكومية المسؤلة فإنها تستميت في الدفاع عنه

    • زائر 6 | 2:43 ص

      عشره على طمّه !

      لا يلذغ المؤمن من الجحر مرتين... هم ما يفهمون جدي يفهمون إن بنلدغكم يالمؤمنين وبنحاول على طول نلذغكم 99 ألف مرة ومره..
      ( إتقوا الله وأنتم في شهر الله ) واعطوا البيوت وسلموها لأهلها المستحقين.
      واظن اللي بيسكن في بيت من هالبيوت من غير أهل هالقرى شكله بتروح عليه !

    • زائر 5 | 1:51 ص

      اين الضمير

      ويش تتوقع يا سيد من مذيعة وصحفية دائما تلمع سياسات الحكومة وتصف ابناء الشعب بالارهاب ...... اين الضمير يا .......؟؟؟؟؟؟

    • زائر 3 | 1:38 ص

      الدولار

      الدولار و ما أدراك ما سحر الدولار , الدولار يفعل العجائب في بلد العجائب

    • زائر 2 | 11:58 م

      ربيبة الزيف والتلون وبيع الضمير

      وهي في نفس الوقت إحدى حلقات بيع الضمير والتلون القبيح خلف المصالح ، لإرضاء النفوس المريضة القابعة في مستويات من العداء المرضي الذي تستغله في الوصول للمصالح وتحقيق للأهواء التي لا تمانع الحكومة أمثالها من اللعب على أوتارها. ربيبة الزيف والتلون لا تعي أن بيع الضمير معناه بيع للإنسانية، وبيع لكل القيم والمبادئ. فهي منذ أن كانت تكتب في بداية صدور إحدى الجرائد قبل أكثر من عقدين تقريباً ، وجدنا كيف أنها تلونت مئات المرات، وتكشفت أبعاد نفسها التي لم نكن نستغربها فهي هي ولكن على المكشوف.

    • زائر 1 | 11:51 م

      هذي الديرة و الله يعين

      ما عندنا تعليق أكثر من اللي انكتب , وهذي طريقتهم في عرض الحوار و النقاش .. لا يوجد طرفين بل طرف واحد بس و الكل لازم يصفق له و ... وعاشوا

اقرأ ايضاً