تحدث خطيب جامع عالي الكبير الشيخ أحمد العصفور في خطبته أمس (الجمعة) عن اقتراب موسم عاشوراء، واستعداد الناس لهذا الموسم الكبير كما هي العادة في كل عام لإحياء النهضة الحسينية.
وقال العصفور: «إن الإمام الحسين (ع) أعلن للناس وللأمة أهداف نهضته العظيمة بشكل واضح وصريح، وبيّن للأجيال ذلك من خلال خطبه وبياناته، التي قال فيها إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، فهو (ع) ينطلق في هذه الحركة لإصلاح هذه الأمة التي وصلت إلى مرحلة خطيرة جدّا من الانحدار والتراجع بحيث أصبح الإسلام في وضع خطر جدّا، وهذا ما أشار إليه النبي: حسين مني وأنا من حسين».
وأشار العصفور إلى دور الخطابة الحسينية ومسئولية الخطيب في موسم عاشوراء بالذات، وقال: «إن الخطيب يحمل رسالة الحسين التي هي رسالة الإسلام وهي مسئولية كبيرة وضخمة لهذه المجالس التي يستعرض فيها الخطباء مختلف القضايا الإسلامية والأخلاقية والتربوية وبيان قيم الإسلام». ودعا خطباء المنبر الحسيني إلى الالتزام برسالة الحسين والتركيز على القضايا التي تزخر بها النهضة الحسينية من الدعوة إلى الخير والمعروف والحث على الالتزام بقيم الدين والأخلاق، وطرح القضايا التي تجمع الكلمة وتوحد المسلمين وتلم شمل الأمة.
وقال العصفور إن المجالس الحسينية في العهود السابقة التي كان يمارس فيها الخطابة في بعض مدن مملكة البحرين مثل مدينة المحرق كان يجتمع فيها أهل البحرين من الطائفتين الكريمتين، حيث كانت مجالس العزاء في ذلك الوقت يحضرها إخواننا أهل السنة من أهل المحرق، مبينا أنه كان يقرأ مجلسا خاصّا بإخواننا من أهل السنة، الذين كان المأتم يمتلئ بهم. وسأل العصفور: أين هي تلك الأيام التي كانت تجمع أهل البحرين سنة وشيعة في مأتم العزاء؟، في حالة من الاجتماع والتعايش الذي قل أن يوجد في أي مكان في العالم.
كما تحدث العصفور عن أوضاع البلدان في المجال الاقتصادي والمعيشي في مقارنة بين الأزمان السابقة والأوضاع المعاصرة، قائلا إن بلداننا في القديم كانت لديها من الموارد الخاصة مثل الجانب الزراعي الذي كان يحقق بعض الاكتفاء الذاتي في الحد الأدنى وممارسة بعض المهن التي تلبي حاجات الناس الضرورية آنذاك، وبعد تطور الحياة، والانفتاح الواسع على المجتمعات الأخرى أصبح الاعتماد كليّا على جانب الاستيراد في كل المجالات والاحتياجات الحياتية ما أدى إلى فقدان الكثير من المهن والحرف التي كان يزاولها الآباء والأجداد.
وحتى في مجال الزراعة التي تكاد تندثر الآن بعد أن كانت البحرين تمثل واحة خضراء من النخيل والأشجار وكان يكثر فيها عيون ومجاري المياه الوفيرة، وشبه الوضع بـ «قطاع غزة المحاصر، ولولا الانفتاح الذي نعيشه لكان وضعنا مثل غزة»
العدد 2304 - الجمعة 26 ديسمبر 2008م الموافق 27 ذي الحجة 1429هـ