تحدث خطيب الجمعة بمسجد فاطمة (ع) بمنطقة القرية بسترة السيد حيدر الستري، عن شهر رمضان المبارك، قائلا: «كله نور على نور، وعطاء في عطاء... كله شحنات ونفحات وهبات من لدن الجواد الكريم المتفضل الوهاب المعطي... عطاء غير مجذوذ وغير مقطوع، وكرم غير محدود، وجود لا نهاية له، وفيض دائم التدفق... فهل نوفق لاستقباله وتحيته بما يليق به؟».

وتطرق الستري إلى أن الرسول(ص) كان يستقبل شهر رمضان خير استقبال وينادي في الناس ليتهيأوا ويكونوا على استعداد لقدومه فيقول: «أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله،

أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام،

أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة فاسألوا ربكم أن لا يغلقها عليكم، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم... «.

وقال الستري، نسأل المولى جل شأنه أن لا ينطبق علينا ما يؤثر عن أمير المؤمنين علي (ع) «كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء».

فمن المهم على الإنسان المؤمن أن يدقق في عباداته وأعماله ويأتي بها على طبق الأحكام الشرعية حتى تكون صحيحة وخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، وهذه مسألة في غاية الأهمية، فعلى الإنسان المؤمن عندما يؤدي صلاته عليه أن يؤديها خالصة من شوائب الرياء والعجب، وشوائب القضايا الشخصية وغيرها.

كما أنه إذا امتنع عن الطعام والشراب وكل ما يهدم فريضة الصوم، عليه أن يقوم بكل ذلك قربة إلى الله سبحانه وتعالى، وهذه العبادات ومنها الصوم في شهر رمضان المبارك إنما يأمر بها الله سبحانه وتعالى عباده من أجل تهذيبهم وتربيتهم وتنشئتهم النشأة التي تسمو بالإنسان وتحلّق به في رحاب الله بعيدا عن الشهوات والنزوات الضيقة والعواطف والمشاعر المنحرفة التي تعمل على الحطّ من كرامة الإنسان والتقليل من قدره، وإرباك تطلعاته نحو السمو والارتفاع على كل هذه الظواهر التي هي أغلال وسلاسل تعمل على تقييد حركة السمو التي تتطلع إليها فطرته وجبلته على الدوام.