كرّمت جمعية الكلمة الطبية 19 متطوعا ومتطوعة من محافظة المحرق، في حفل حضره عدد من الشخصيات ورجال الأعمال بفندق كراون بلازا مساء أمس (الجمعة) تحت عنوان «الساعون في الخير»، ويأتي هذا التكريم بمناسبة اليوم العالمي للتطوع، والذي يصادف 5 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام.

وفي كلمته التي ألقاها بداية الحفل، أكد الرئيس الفخري للجمعية حسن إبراهيم كمال أن للعمل الاجتماعي التطوعي فوائدة كثيرة، تعود على الفرد المتطوع نفسه، وعلى المجتمع بأكمله، موضحا أن ذلك يؤدي إلى استغلال أمثل وأكبر لطاقات الأفراد، وخصوصا الشباب منهم. وأضاف كمال قائلا: «إن مجتمعاتنا العربية والإسلامية بحاجة إلى الكثير والعديد من العاملين المتطوعين في المجالات الحياتية كافة، فنحن نعاني من حالات الفقر الزائدة وأعداد المطلقات، واللاتي هن في أمس الحاجة إلى من يرعاهن، إضافة إلى المعوقين من ذوي الاحتياجات الخاصة».

وذكر كمال المتغيرات الكثيرة التي شملت كل المجالات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، إذ استوجبت الوقوف عندها ودعمها بالأفكار والخطط التي تسهم في تخطيها وتجاوزها بصورة سليمة.

وأكد الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة أنه: «لابد لنا من وقفة تحليلية وتصحيحية لجملة العمل الخيري والإنساني، والذي يتشعب ويتنوع في البحرين حسب الحاجات».

وقال: «للأسف الشديد أن العمل الاجتماعي الكبير الذي تقوم به الجمعيات الخيرية والتطوعية، والأشخاص الخيرين القائمين عليها، يجد التجاهل التام من قبل معظم وسائل الإعلام» مؤكدا: «وهذا ما يفوت فرصة إبراز دور وإسهامات هؤلاء الرجال والمؤسسات للجميع، ليكونوا قدوة لغيرهم من أفراد المجتمع، وذلك ما له الأثر في ازدياد مساحات العمل الخيري في البلاد».

«إن العمل الخيري هو عمل تطوعي في المقام الأول، وتمتد جذوره في البحرين منذ القدم» ذلك ما أشار إليه كمال في كلمته، موضحا أن الأجداد الأوائل كانوا يتصدون لهذا العمل على رغم المعوقات والمشكلات والصعوبات الناتجة عن شح الموارد المالية والطاقات البشرية، والتي تقوم بإدارة العمل الخيري وتنظمه وتتابع التشريعات القانونية المصاحبة للعمل الخيري. ودعا كمال أصحاب المؤسسات الخيرية والتطوعية لوضع ما أسماه بـ «خارطة طريق»، لإزالة كل العقبات التي تقف أمام عملهم، والانطلاق لما هم أكبر وأسمى من مجرد تقديم مساعدات متفرقة، موضحا أن عليهم السعي والإسهام لإقامة المراكز الصحية الخيرية، وإنشاء تحالف خيري بين الجمعيات الخيرية والتطوعية، بغرض تبني مشروعات استثمارية يعود ريعها بالكامل لصالح العمل الخيري، وخدمة الأسر المحتاجة، ذلك بالإضافة إلى زيادة معدلات الأوقاف الخيرية.

واقترح الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة تخصيص مبلغ شهري لعمل صندوق طبي تكافلي للمحتاجين، ولا سيما أن هناك مجموعة من المسجونين الذين حكمت ظروفهم الحياتية المرور بتجارب تجارية خاسرة، مبينا ضرورة مراعاة أسرهم وأبنائهم، خشية انحرافهم عن جادة الطريق، بحسب وصف كمال.

واختتم كمال كلمته بالتأكيد على أهمية وضرورة توحيد الجهود والتعاون بين الجميع، وذلك بغية جعل العمل الخيري هو العمل الأفضل.

من جانبه قال رئيس مجلس إدارة الجمعية حسن بوهزاع لـ «الوسط» إن الجمعية عملت في العام الماضي على إقامة تكريم للمتطوعين في الجمعية فقط، لكنهم ارتأوا في هذا العام تكريم المتطوعين في منطقة المحرق، مشيرا إلى أنهم وجهوا دعوات لجميع الصناديق الخيرية والنوادي الشبابية للمشاركة في الاحتفال وترشيح اسم شخص لتكريمه في هذا اليوم، إلا أنهم استقبلوا 19 اسما فقط.

وأكد بوهزاع أن الجمعية ستعمل على إقامة حفل تكريم للمتطوعين في البحرين العام المقبل، موضحا أن هذا الحفل يبرز ما أسماهم بالعاملين خلف الكواليس.

وفي كلمته التي ألقاها بالمناسبة بيّن بوهزاع أن العمل التطوعي أصبح ركيزة أساسية في بناء المجتمعات ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين، ويعد ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطا وثيقا بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية.

وأضاف رئيس مجلس إدارة جمعية الكلمة الطبية: «اليوم نحتفي بأشخاص نذروا أنفسهم لمساعدة الآخرين، وهم جنودنا الذين طالما بقوا يعملون خلف الكواليس، إيمانا منهم بأن العمل التطوعي هو الوسيلة لراحة النفس»