العدد 2542 - الجمعة 21 أغسطس 2009م الموافق 29 شعبان 1430هـ

العطور الفرنسية أمام سحر الشرق في العطر العربي

ملايين الدولارات تصرف على العطور في الخليج

لكل شيء في هذه الحياة عطره ورائحته الخاصة. للناس، للبيوت، للملابس الجديدة، لحقائب المدارس في أول يوم من العام الدراسي، للأطفال حديثي الولادة، لكل بداية في حياتنا رائحتها الخاصة التي تنطبع في أذهاننا، تبقى ذكرى نستحضر من خلالها الكثير من المشاعر المختلفة عند تذكرها أو شمها من جديد.

والعطور على أشكالها تبقي فينا إحساسا قد لا ندركه لحظة شمنا له، بقدر ما نستحضر أثره فينا إذا ما استعمل بقربنا فيما بعد. فعلى رغم أن العطور من الأشياء التي تعتبر كماليات ليست ضرورية أو ملحة، فإنه من أكثر الأشياء تداولا بين الناس، صغيرهم وكبيرهم، ثريهم وفقيرهم، رجالهم ونساءهم طبعا.

فسوق العطور تقدر بمليارات الدولارات، مئات الملايين منها تنفق فقط في دول الخليج، التي تعتبر من أكثر مناطق العالم استهلاكا للعطور بمختلف أشكالها، فالعطر جزء من ثقافة منطقتنا منذ قرون وقرون، يحضر حتى اليوم بمختلف أشكاله الشرقية والغربية. العطر العربي والعود والبخور ومختلف أنواع المعطرات الشرقية تعيش بقوة بين سكان الخليج بشكل خاص، بنسبة تفوق الكثير من الدول العربية الأخرى، التي مازالت تصنع هذا النوع من العطور الأصيلة من الورد ومكونات محلية، ذات روائح مميزة جدا وساحرة، إلا أن استهلاك هذه الدول للعطور الأصيلة الشرقية، بدأ ينحسر بشكل كبير أمام العلامات التجارية الغربية الكبرى، وكل ما يحمل علامة صنع في فرنسا، موطن أشهر العطور وأجملها وأغلاها.

وعلى رغم حضور العطور العربية بقوة في أسواق الخليج، فإن هذا لن ينفي المنافسة الحادة والقوية التي تواجهها من أسماء عالمية في عالم مستحضرات التجميل، أسماء باتت اليوم أشهر من نار على علم، ومجرد وضع علامتها التجارية على منتج ما، يرفع من قيمته ويضاعف سعره إلى أرقام خيالية في بعض الأحيان.

فكثير هم من يستثقلون رائحة البخور أو العود ولا يتقبلونها، وخصوصا في مقابل عطور خفيفة وأكثر نعومة على الحواس. وعلى رغم أن مجموعة كبيرة من العطور العربية تعتبر خفيفة، لكن الإفراط في استعمالها، أو عدم منحها الوقت الكافي لتبرد وتندمج مع رائحة الجسم، يجعل منها غير مستساغة لدى البعض.

في المقابل تمتاز العطور التي تستورد من الخارج، بتنوع وتدرج رائحتها، فهي تأتي برائحة الفواكه، والتوابل، والحلويات، والزهور، والأعشاب، وتأتي خفيفة أو قوية الرائحة، مما يعطي لمحبها خيارات أكثر تنوعا واختلافا عند اختيار النوع المناسب.

وبسبب هذا الميل الكبير لدى الكثير من الناس تجاه العطور الأكثر حداثة، فقد طورت بعض مصانع العطور المحلية خلطات ونماذج لعطور تمزج ما بين الشرق والغرب، حتى بات هذا الصنف من المنتجات العطرية مطلوبا في الخارج، لما يحمله من قوة العطر العربي، وجاذبية العطر الغربي.

وإلى جوار العطور العربية والغربية، تأتي فئة تحتل جزءا كبيرا من السوق، وهي العطور المقلدة، التي تتوافر بأسعار زهيدة للجميع، وخصوصا ضمن الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم، من دون أن ننسى أن نشير إلى أنه هناك دائما فرق شاسع وكبير بين ما يصنع من مواد عطرية أصلية ومركبة باتقان وعناية، وبين ما يعطي انطباع الرائحة الجميلة لدقائق، أو ما يزيد عليها بقليل.

وأيا كانت الأسماء الموضوعة على علب هذه العطور من أسماء مشاهير، أو علامات تجارية، أو أسماء معروفة في مجال صناعة العطور محليا أو عالميا، فإن سر كل عطر يكمن في تفاعله مع البشرة التي يرش عليها، فهي السر الحقيقي للرائحة العطرة. ففي أحيان كثيرة نجد أن عطرا رائع الرائحة في قارورته يعطي انطباعا مختلفا على بعض مستعمليه، ولعل هذه الصفة هي ما تميز بعض الأنواع الفريدة جدا والمميزة عن غيرها، فهي تتلاءم مع غالبية الناس، وتعطي انطباعا ساحرا أينما شممناها.

العدد 2542 - الجمعة 21 أغسطس 2009م الموافق 29 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً