العدد 2304 - الجمعة 26 ديسمبر 2008م الموافق 27 ذي الحجة 1429هـ

علي مطر: لنختم عامنا بتوبة نصوح نابعة من القلب

حذر من النفس الأمارة بالسوء

 الوسط - محرر الشئون المحلية 

26 ديسمبر 2008

قال خطيب جامع أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر في خطبته أمس إن هذا العام أوشك على الانقضاء فلنختمه بفريضة من فرائض الدين... لنختم عامنا هذا ونستقبل العام الجديد بتوبة صادقة خالصة نابعة من القلب.

وأضاف لتكن «توبة صادقة من كل ما بدر وصدر منا طوال العام، من ارتكاب الذنوب والمعاصي واللغو والقيل والقال والتقصير في حق الله تعالى وفي الطاعة والعبادة والواجبات، وتقصيرنا في حقوق الوالدين والأهل والأرحام والجيران والزملاء وفي حق كل الناس.

فهذه التوبة فريضة وواجبة على الإنسان في كل وقت وحين وخاصة عند الغفلة والتقصير وذلك لأمر الله عز وجل وأمر رسوله الأكرم محمد بن عبدالله (ص) فقد قال سبحانه في مواطن من كتابه: «وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون». (النور:31 )، «يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا» (التحريم: 8) أي توبة صادقة خالصة توافرت فيها الشروط من إقلاع عن الذنب وندم وعزم على عدم العودة، وشرط رابع ألا وهو رد المظالم إذا كان الذنب بين العبد والآخرين، من ظلم واعتداء وأكل حقوق.

وبين مطر أن التوبة لا تكون مقبولة وهو يقول تبت إلى الله أو أستغفر الله أو اللهم إني تبت إليك، وأموال الناس وحقوق الناس لاتزال عنده، والأرض التي اغتصبها لاتزال باسمه وفي حوزته، مضيفا كيف يتوب إلى الله ولم يستسمح ممن ظلمهم وشوه سمعتهم وطعن في أعراضهم واتهمهم بالكذب أو الخيانة أو السرقة وهم أبرياء وسمعتهم مشوهة بين الناس بسبب الكذب عليهم والافتراء ورميهم بالباطل، ثم يقول إنه تاب، وماذا عن هؤلاء؟!

وقال مطر، هذا نبينا (ص) يوصي أمته بالتوبة والمبادرة إلى طلب الاستغفار: «يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مئة مرة»، مردفا، يبين الرسول سعة رحمة رب العالمين وعفوه سبحانه «إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها».

وأضاف مطر لنكن على حذر من النفس الأمارة بالسوء والتي تسوف وتؤخر التوبة، أو تظن أن الله لن يغفر لها ولنحذر أيضا من وساوس الشيطان بترك التوبة أو عدم الإخلاص فيها.

ولنحذر كذلك من دعاة اليأس من رحمة الله والقنوط من عفوه وكرمه ومغفرته، ولنعلم جميعا أن الله تعالى يقبل التوبة من عباده وأبوابه مفتوحة للتائبين النادمين المستغفرين ورحمته سبحانه قريبة من المحسنين، ومهما عظم ذنب الإنسان فإن الله يغفره وهو سبحانه أعلم بحال الإنسان وضعفه.

قال تعالى: «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم». (الزمر: 53)، وقال سبحانه: «فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياّ. إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا». (مريم:59)

فلنختم صحيفة العام بتوبة صادقة، ومحاسبة النفس على كل ما فعلته طوال العام

العدد 2304 - الجمعة 26 ديسمبر 2008م الموافق 27 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً