المسئولون بالأندية ليسوا مجبورين على العمل وفق الرؤية الاحترافية لأنه لا يوجد في البلد ما يدعو إلى الاحتراف، وحتى الجيران في الدول الخليجية الذين دخلوا في هذه المنظومة لا يعملون بشكل احترافي بعد، الاحتراف الحقيقي في أوروبا بالذات، هناك تجد العمل الاحترافي الحقيقي.
في بعض الأندية في البلد لا تجد العمل الاحترافي ولكن تجد الرؤية الاستعبادية إن صح التعبير، فهناك من يفضل أن يقتل اللاعب ويلغي طموحه الكروي على أن ينتقل إلى ناد آخر، أنا أتحدث عن اللاعب المميز بل اللاعب الذي لا يجد الفرصة للعب بالنادي، ماذا يمكن أن نوصف هذا التوجه بغير التوجه الاستعبادي؟!
النادي الأهلي القاهري قبل نحو 3 مواسم من الآن عرض مهاجمه محمد فضل على لائحة الانتقال وهو من أبناء النادي حاله حال الكثير من اللاعبين الذين نسقهم النادي، السبب الرئيسي وراء وضع فضل على اللائحة وجود 4 مهاجمين أفضل منه مستوى وخبرة، اللاعب انتقل إلى الإسماعيلي وقدم نفسه بصورة رائعة، وفي هذا الموسم اشتراه الأهلي من جديد.
السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا لو فكر الأهلي القاهري بالأسلوب الاستعبادي وأبقى اللاعب على دكة البدلاء من دون أن يلعب أو من دون أن يأخذ فرصته الكاملة؟، أليست النتيجة الحتمية إنهاء اللاعب بشكل عملي؟، وأنا هنا أتساءل، لماذا لا تفكر أنديتنا بهذا الأسلوب الذي يخدم الرياضة؟، ولماذا تصر على إنهاء اللاعبين وحياتهم الرياضية على أن ينتقلون إلى أندية أخرى يجدون فيها الفرصة للإبداع؟، هذه العقلية يجب أن تجد من يحاربها من المسئولين عن الرياضة في البلد.
عدد من اللاعبين المحسوبين عن الصف الثاني أو الثالث في فرقهم ووجودهم في التدريبات مجرد تكملة عدد وفي المباريات في المدرجات مع الجماهير، لا أقول اتركوهم يرحلون من دون مقابل أو للأبد، ولكن يجب تفعيل دور الانتقالات المؤقتة، طرحت مثالا يخص الأهلي القاهري، وأطرح في ختام هدفي مثالا يتعلق بالنادي الأهلي وتعامله مع أحمد فريد الذي لم يجد مكانا مع الفريق الأول لكرة اليد بالنادي وأعطي استغناءه المؤقت ليلعب في الاتحاد وبعد ذلك في أم الحصم، الكل يؤكد أن اللاعب تميز بشكل لافت مع الناديين مع فارق الإمكانات من ناديه أساسي.
هناك أسماء لها قيمتها في عالم التدريب بلعبة كرة اليد في البحرين لم تحصل على فرصة العمل لدى المنتخبات الوطنية لأسباب كثيرة خلال السنوات الماضية، هذه الأسماء يجب على الاتحاد الحالي برئاسة علي عيسى أن تعطيها هذه الفرصة لكي تنال هذا الشرف، الأسماء التي يعرفها الجميع تمتلك الإمكانات ولديها سجل طيب ولمساتها الفنية ملموسة، لذلك فإن مبدأ التغيير الذي أتحدث عنه ليس لمجرد التغيير من أجل التغيير فقط.
مدرب منتخبنا الوطني الجديد الدنماركي ميك أعطى الاتحاد الضوء الأخضر لحجز منصب المدرب المساعد لمدرب وطني وهذا في الواقع أمر طيب، يتوجب على الاتحاد سرعة تحديد المدرب الوطني المساعد خلال الشهر الجاري كحد أقصى بحيث إذا كان المدرب مرتبطا مع أي من الأندية المحلية إما أن يتم التنسيق أو أن يتم التفاهم على إلغاء الاتفاق مثلا، يجب أن يصل المدرب في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل وكل الأمور جاهزة لبدء العمل على الصعيدين الفني والإداري، فالوقت ضيق جدا بالنسبة إلى الإعداد لتصفيات كأس العالم، ولا مجال لإضاعة الوقت أكثر.
حسنا فعل الاتحاد لما أوضح منذ البداية المهمات المناطة بالمدرب الجديد وأن وجوده في البحرين لن يكون مقتصرا على تدريب المنتخب الأول أو الشباب، وأنه سيساهم بشكل مباشر في تطوير المدربين من خلال إقامة الدورات إلى جانب إقامة الدورات التدريبية للاعبين والمساهمة في تطور برامج مسابقات الاتحاد. فعلا يجب أن يستفيد المدربون الوطنيون من خبرة 34 عاما في مجال التدريب على أكمل وجه، وإن كنت أتمنى أن يركز على المدربين الصاعدين في الأندية بشكل أكبر لأنهم بحاجة إلى التوجيه والنصح والإرشاد ليكون الجيل الصاعد منهم في المستوى المأمول.
طالما أتحدث عن المدربين الصاعدين ويتحدث الاتحاد عن استمرارية المنتحبات الوطنية بما فيها المنتخبات السنية، فأتمنى من الاتحاد ألا يغفل المدربين الوطنيين البارزين الذين يعملون في هذا القطاع بالنسبة إلى الجهاز الفني لمنتخب الناشئين على الأقل، أرى أنه من الواجب أن يكون أحدهم ضمن هذا الجهاز لمعرفته التامة بخفايا الدوري والمميزين فيه، ولكن يجب أن يكون الاختيار على أساس الكفاءة.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2541 - الخميس 20 أغسطس 2009م الموافق 28 شعبان 1430هـ