يستذكر العالم الإسلامي، بسنته وشيعته، هذين اليومين، خطبة الرسول الأكرم (ص) التي ألقاها في آخر جمعةٍ من شعبان، استقبالا لشهر رمضان المبارك.
الرسول (ص) خطب في الناس قبل أربعة عشر قرنا، قائلا «إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهرٌ هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات». بينما يستقبل العالم الإسلامي رمضان هذا العام بأخبار الفواجع والقتل الجماعي، في أفغانستان والعراق وفلسطين والصومال، وكلها أقطارٌ خاضعةٌ للاحتلال. والدماء التي تُسفك فيها أنهارا، أغلبها يُستحل على أيدي مسلمين متصارعين على السلطة، وليس على أيدي جنود الاحتلال.
في أفغانستان، استهلت حركة طالبان أعمالها «الجهادية» على أبواب الشهر الكريم، بحملةٍ تستهدف ترويع وقتل المدنيين، فكلّ من يشارك في الانتخابات يعتبر كافرا أو عميلا للكفار. فالحركة التي حكمت أفغانستان سنوات، وأقامت سلطتها على أنقاض حكومة «المجاهدين»، تتصوّر نفسها الممثل الرسمي والوحيد باسم السماء.
في فلسطين التي تخضع لأبشع مشاريع الاحتلال، وفي غزة المحاصرة عربيا وإسرائيليا ودوليا، تطلّ برأسها حركةٌ تعتبر نفسها مسئولة حصريا عن إقامة إمارة إسلامية، وتكفّر «حماس» لأنها لم تطبّق الشريعة، في قطاعٍ صغيرٍ من الأرض، يُمنع عنه الدواء والغذاء ومواد البناء، وتريد الحركة أن تطبق الشريعة والحدود على الجياع!
الصومال، البلد الذي لم يعد بلدا، أصبح ساحة تتلاعب فيها أهواء الميليشيات، وتتقاذف مصير شعبه الفقير، وكلٌ منهم يحمل راية إسلامية، وشعارات ضد الحكومة «الكافرة» المتعاونة مع الاحتلال! هناك أيضا يريدون أن يطبقوا الشريعة، على شعبٍ من الجياع والمشرّدين، فوق أنقاض دولة كانت يوما يتنافس على قلبها الروس والأميركان.
أما العراق... وما أدراك ما العراق، الجرح الذي نزف لأكثر من سبعين عاما، ويريد له البعض من أبنائه وأشقائه أن يظلّ ينزف سبعين عاما أخرى، من أجل حسابات سياسية وطائفية شديدة الضيق واللؤم والأنانية.
هذا العراق الجريح المدمّى، استقبل الشهر الكريم بقافلةٍ جديدةٍ من الشهداء، ومئات الجرحى، يسقطون كالأضاحي على مذبح السياسة، في صبيحة يوم واحد. صراعٌ على السلطة والنفوذ، يدفع ثمنه الأبرياء، من موظفين وعمّالٍ وكسَبةٍ ينتزعون لقمتهم ولقمة عيالهم من السوق يوما بيوم. كل هذا العنف الأعمى الذي يرتكب باسم المقاومة والجهاد، لو وُجّه عُشره ضد الاحتلال لانسحب منذ سنوات. ولكنه موّجهٌ ضد المواطنين العراقيين، في حملات قتلٍ جماعيةٍ متنقلةٍ، تستهدف المدارس والمساجد والكنائس والمطاعم والشوارع والأسواق.
الجريمة الدموية الأخيرة أوقعت مئة ضحية، ورمّلت عشرات النساء، وأيتمت مئات الأطفال، والجديد أن أنصار سفك الدماء، تفنّنوا في إيقاع أكبر عدد من الضحايا، باستخدام أطنانٍ من المتفجرات، تحقيقا لوعد باراك أوباما الذي بشّر العراقيين باستمرار جولات العنف والقتل، غداة انسحاب قواته من المدن العراقية.
الغريب أن الكثير من القيادات «الإسلامية» والحركات السياسية والتيارات القومية وحتى الجامعة العربية، لم تصدر أي إدانة لهذه الجريمة، فالعراقيون لم يعودوا عربا، ودمهم أصبح مستباحا ومن أرخص الدماء.
رسول الله (ص) يدعو المسلمين في شهر رمضان بالتحنّن على الأيتام ورحمة الضعفاء وترك الذنوب... وأشقياء العصر يستقبلونه اليوم بقتل المسلمين الأبرياء، وزيادة أعداد الأرامل والأيتام، والإصرار على سفك مزيدٍ من الدماء.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2541 - الخميس 20 أغسطس 2009م الموافق 28 شعبان 1430هـ
رد على رد يسألني سردار
الزائر 7 - يعني على السردار ان يقراء كتب المسلمين حتى يفرق بين الاسلام و المسلمين ,العمل اكبر منزلة واقوى حجة من القول ، السؤال المهم من يمثل الاسلام في الارض الاجابة بدون جدال المسلمين. المسلمين في منزلق ويرغبون بسحب شعوب العالم الى هذا المنزلق
يسألني سردار
أخي الكريم قول للسردار(( فساد المسلمين ليس دليلا على فساد الا سلام ) يعني الخلل ليس في مبادىء الاسلام السامية وقيمه، في الخجريه الا فهموا الاسلام من قاعه وسلطوا الضوء على زاوية ضيقة من رحابه الوسعة وخله يحلق لحيته ويلبس مكسي لأن الدين في الاول والأخير معاملة مو شكليات ومظاهر وتظاهر ولحية
خبره يحلق لحيته ويحسن تصرفه مع الناس أفضل من أن يكون رجل دين سحلية
البحرين اولا
لا تنسى البحرين تستقبل رمضان بالظلم على اكبر شريحة من المواطنين فنظر الى تصريح وزير الأسكان وقائمة التعيينات في وزارة التربية ومااتبعها من تعليقات ستظح لك مدى الظلم الواقع على اهل هذا البلد وشكرا
الفتنة الكبرى .. علي وبنوه
انه الاختبار الاكبر والامتحان القاسي.. ايها يمثل الاسلام هل السلام هو الاستسلام ام ان الاسلام هو في حرق الانسان للانسان .
استاذ قاسم
عزيزي الفاضل الاستاذ قاسم , لماذا لم تذكر ازدياد اعمال الحرق و التخريب في قرى و مناطق البحرين, لماذا لم تذكر استقبال الشهر الكريم و نحن نعاني من ظلمة الشوارع و الطرق بسبب تخريب الاضائة من قبل خفافيش الليل, لماذا لم تذكر تزايد ارهاب الناس و ترويعهم بحرق الاطارات و تعطيل الطرقات و مصالح الناس بأسم الديمقراطية و المطالبة بالحقوق, فما هوا الفرق بين هذة الجماعات و جماعات التكفير و الارهاب الاخرى
رد يسألني سردال
قول الى السردال شكرا على هذا السؤال قول له نحن متفشلين كلش مسوين روحنه "خير امة اخرجت للناس" بس مستخدمين الدين للوصول الى السلطة و المال ناس بدون قيم كله نحن و الاخر وكانه الاخر لم يخله الله نعيب على خلق الله ونقتل خلق الله باسم الله و الناس تحط روحهم محل الله
يسألني سردال
سألني سردال يعمل معي وقال لي عندي سؤال وأرجو أن لا تزعل مني ومجرد طلب استيضاح قلت ماذا قال لماذا دينكم يدمر البشريه ويقطع الرجل اشلائه وأشلاء الابرياء في الشوارع والمستشفيات كما في افغنستان والعراق فلو كنت مكانك لتركت دين القتل والدمار والغلظه وتدمير البشريه فماذا ارد عليه يا جماعه وقال أفكر في مخالفة ديني ةأحلق لحيتي لانهم يطلقونها مثلنا والله قهر
ابو ملاك
شكرا على المقال المحزن والواقعي، فنحن بين سندان التخلف الطالباني ومطرقة الحكام العرب والمتسلقين بالاسلام العظيم، والغرب ينتظر ان تليننا المطرقة والسندان حتى يشكلوننا على هواهم، ولكن ماذا عن الذين يستقبلون الشهر بالحرمان وفقدان الاحبة وتجرع الظلم في بلادنا.