اعتصم العشرات أمس من بحرينيين وأبناء الجاليات العربية والأجنبية في ساحة مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالجفير تلبية لنداء جمعية مناصرة فلسطين، بمشاركة جمعيتي الإصلاح والمنبر.
وهتف المعتصمون لفلسطين طوال الاعتصام بفك الحصار عن غزة، فيما رفعت النساء المشاركات والأطفال أعلام دولة فلسطين ومملكة البحرين في دلالة على التلاحم بين الشعبين. وأكد الشيخ عبدالناصر عبدالله في بيان جمعية مناصرة فلسطين أن علامات النصر الفلسطيني باتت جلية «فقد وعد الله عباده المؤمنين بالنصر».
على صعيد موازٍ، أمهلت «إسرائيل» حركة «حماس» والفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى في قطاع غزة أمس (الجمعة) 48 ساعة لتجنب التعرض لعملية عسكرية إسرائيلية في القطاع، في وقت فتحت «إسرائيل» المعابر مع القطاع للمرة الأولى منذ عشرة أيام من أجل السماح بدخول مساعدات إنسانية أساسية.
وقال مسئولون إسرائيليون إنه إذا ردت «حماس» على المهلة الإسرائيلية بوقف إطلاق القذائف والصواريخ ستلغي تنفيذ عملية عسكرية تهدف إلى وضع حد لتلك الهجمات.
ومن المقرر اتخاذ قرار نهائي بشأن تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية ضد غزة خلال اجتماع للمجلس الوزاري المصغر غدا (الأحد).
الجفير- عبدالله الملا
اعتصم العشرات أمس (الجمعة) من بحرينيين وأبناء الجاليات العربية والأجنبية في ساحة مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالجفير تلبية لنداء جمعية مناصرة فلسطين، بمشاركة جمعية الإصلاح والمنبر.
وهتف المعتصمون لفلسطين طوال الاعتصام الذي لم تمنع إقامته أشعة الشمس، وغصت الساحة بمصلى مركز أحمد الفاتح الإسلامي بعد انقضاء صلاة الجمعة بإمامة الشيخ عدنان القطان.
ورفعت النساء المشاركات والأطفال أعلام دولة فلسطين ومملكة البحرين في دلالة على التلاحم بين الشعبين، فيما التقطت عدسات السياح الذين تزامن وجودهم في الجامع مع الاعتصام الأعداد الكبيرة للمعتصمين.
وقال النائب ناصر الفضالة في بيان المنبر إن «الإخوة في فلسطين الجريحة بحاجة إلى كل الدعم والمساندة، وعندما أغلقت كل السبل لم يبقَ للإخوة غير الاعتصام بحبل الله، وهو ما حدث بالفعل وتجلى ذلك في زيارتنا للأخوة ورأينا الصمود على الأطفال قبل الكبار والنساء قبل الرجال، وإن النصر لآتٍ بإذن الله تعالى».
وتابع «أننا نقول للإخوة في فلسطين، وفي غزة المحاصرة تحديدا؛ أيها المجاهدون في الخليل، حين يشتد الظلم والأذى والقمع، وخصوصا من ذوي القربى فإن الله هو الناصر والمعين، وإن النصر لآتٍ بالصبر والثبات (...) ليس بقرارات الأمم المتحدة، والتحذير الدائم، والمناقشات المطولة تسترد الحقوق، وإن الصبر والثبات هو الطريق إلى النصر الذي وعد الله به عباده، وبالمقاومة يجبر العدو على الاستماع لنا والمقاومة والثبات على المبادئ الوطنية هي الطريق إلى ذلك».
وأضاف «نقول لحكامنا العرب، أما آن الأوان لوقفة صادقة مع النفس، لنصرة فلسطين وفك الحصار عن غزة الحزينة، ونؤكد أن قضية فلسطين لن تسقط حتى يصل الحق لأهله، وبوش خير مثال على ذلك، فأين بوش اليوم (...) لا تعولوا شيئا على أميركا أوباما، ولا على أوروبا ساركوزي، ولا المبادرة العربية التي تستجد من «إسرائيل»، والله هو الناصر والمعين».
وألقى الشيخ عبدالناصر عبدالله بيان جمعية مناصرة فلسطين قائلا: «أبشروا أيها الإخوة، فإن النصر اقترب كثيرا، وإن ما قام به الصهاينة المغتصبون لن يختلف عما قام به الصليبيون والتتار، وقد وعد الله عباده المؤمنين بالنصر».
وتابع «إن ما يقوم به الكيان من جرائم بحق الإنسانية والتي تحظى بدعم ورعاية من الحكومات الغربية، جعل أهل فلسطين يحثون الخطى لاستعجال النصر من الله، وإن هذه الخطوة المباركة والتي تمثلت في الاعتصام الحاشد اليوم في مركز الفاتح الإسلامي وتلبية دعوة جمعية مناصرة فلسطين لهو دليل على الدعم الكبير الذي تحظى به القضية الفلسطينية لدى البحرينيين».
وقال: «إن مشروع الاحتلال الصهيوني، هو مشروع غربي منذ بداياته، وإن الكيان الصهيوني يرتكز على فلسفة الترشيد والقتل والتهجير، ولا سلام مع هذا العدو إلى أن تعود أرض فلسطين إلى أهلها».
استنكر خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان في حديث الجمعة أمس تخاذل الأمة الإسلامية عن نصرة إخوانهم الفلسطينيون، مشيرا إلى أنهم يعيشون وسط الحصار والتجويع والقتل والدمار فيما تكتفي الأمتين العربية والإسلامية بالتفرج.
وقال القطان: «تستقبل الأمة الإسلامية هذه الأيام عامها الهجري الأول، وهي مقطعة الأوصال، والأمة إذا جنحت للشهوات واشتغلت بالخبيث عن الطيب، أسرها الهوى وضل سعيها وتسلط عليها عدوها جزاء وفاقا، فهذه الأيام تحمل في كل يوم ما يزلزل النفس ويعصر القلب بالألم بما يجري في فلسطين، والشعب صامد برجاله ونسائه بشبابه وأطفاله».
وتابع «إنها مشاهد مأسوية، جدار عازل، وتجويع وبربرية (...) إنها مشاهد تذرف لها العيون الدموع، وأين العالم وهو يرون هذا الظلم، مع القتل والتشريد... هناك في غزة يعيش إخوة لنا في سجن كبير بين قتل وتجويع وقطع الكهرباء ومنع وصول الوقود والطعام، وهناك يزج بالضلوع في وجع البرد، ولا أدري أي إبرة تخدير أعطيت لنا فلم نعد نهتم بما يجري».
ولفت القطان إلى أن «ديننا علمنا التفريج عن المكروب وإغاثة الملهوف. ألا فليعلم العالم أن العدل لن يحل إلا بإعطاء الحقوق كل الحقوق لكل مظلوم. وإن على المجتمع الدولي والأمة العربية على وجه الخصوص، أن يتخذوا موقفا عاجلا لتفريج الكرب عن أهل فلسطين، ووضع حد للعبث بالأرواح والقتل والنفي والتجويع ووقف النزيف الدموي على أهل الإسراء والمعراج. إن الأمر خطير والمسئولية كبيرة لنصرة المسلمين».
وقال: «تتجدد الأعوام عاما بعد عام، فإذا دخل الإنسان إلى عامه الجديد نظر إلى آخر نظرة سريعة، فتمر الأيام سراعا فإذا هو في آخر العام، وهذا هو حال الإنسان، يتأمل بطول العمر ويتسلى بالأماني، فإذا بحبل الأماني قد انصرم. وجاهل من تعلق بالشباب، وأحمق من تعلق بالتراب، ويا لخسارة من ألهته دنياه عن آخرته. إننا في هذه الأيام نودع عاما ماضيا شهيدا، ونستقبل عاما مقبلا جديدا، فماذا أودعنا في العام الماضي، وماذا أعددنا في العام الجديد».
وأكد القطان أن «محاسبة النفس تجعل الإنسان يقف على عيوبه، ولكن المحاسبة التي تقتصر على دمع العين فهي محاسبة قاصرة، ودعونا نتساءل: حقوق الله هل أديتها يا عبد الله؟ وماذا عن الصلاة؟ وهل تسكب في خشية الله الدموع؟ أمازلت غافلا عن كتاب الله؟ النوافل والمستحبات لم تقصر فيها؟ ماذا أحزنك هذه الأيام، منصب لم تصله في الدنيا، أم منى لم تحققه، ولماذا يحزنك عامك الماضي، ذلك عام انتهى وجاء عام جديد، فتذكر دينك وأهلك وجيرانك، وأدِ الحقوق للخدم والأبناء والأهل وذكر النفس أن أيامها ماضية، وزينتها فانية، وذكرها بالنعيم المقيم في جناة الخلود»
العدد 2304 - الجمعة 26 ديسمبر 2008م الموافق 27 ذي الحجة 1429هـ