العدد 2540 - الأربعاء 19 أغسطس 2009م الموافق 27 شعبان 1430هـ

أسئلة اللغة، أسئلة اللسانيات

تماشيا مع عصر العولمة وتلبية لحاجة سد الفراغ الموجود في البحوث المتعلقة بعلم لسانيات اللغة العربية التي «لم تنجح في تطوير حلول ناجعة لأهم مشكلات المجتمع العربي اللغوية: التعددية اللغوية، والازدواجية والتعريب وحوسبة العربية...»، يأتي هذا الكتاب القيّم الذي يضم مجموعة من الحوارات التي أجريت مع مجموعة من الأساتذة المتخصصين في هذا المجال، والتي تهدف إلى «الخروج بحصيلة تقييمية لواقع البحث اللساني في الثقافة العربية، وطرح الأسئلة الكبرى التي ما زالت تؤرق الباحث اللساني...»، خاصة وأن بعض أبجديات هذا العلم مغلوطة أو شبه مجهولة في سوق التداول». «ولعل أظهر الأدلة على منزلة اللسانيات ووجاهة شأنها ومركزيتها، هو قدرتها على «محاورة» العلوم الأخرى محاورة متكافئة بل متفوقة، فكان أن انتهى العلم اللساني الآن إلى حقول بينية متفوقة: اللسانيات الاجتماعية واللسانيات الحاسوبية واللسانيات العصبية واللسانيات البيولوجية واللسانيات التربوية واللسانيات الأدبية... إنه زمن اللسانيات بلا منازع!» تتمحور مقالات المحاورين على شقين، الأول ويتعلق بأسئلة حول اللسانيات، ويضم بحوثا متعددة في مدى أهمية اللسانيات وعلميتها، وفي شرح واقع البحث اللساني في الثقافة العربية وعوائقه، وفي المصطلح اللساني وقضية التعريب والترجمة اللسانية، كما علاقة اللسانيات بالتراث اللغوي العربي، وباتجاهاتها الجديدة، وبالحاسوب، كما يتطرق إلى البحث اللساني في بعض الأقطار العربية، ويوجّه نصائح للّسانيين الشباب. يتوجه الشق الثاني بأسئلته إلى محور اللغة العربية ويبحث في إمكانيات مواجهتها لتحديات عصر العولمة، وارتباطها بالمحيط الاجتماعي ـ الثقافي، والتنمية البشرية، كما يبحث في وسائل ترقيتها، وعلاقتها بالحاسوب، وبالاقتصاد، ويطرح مسألة الثنائية اللغوية، والمجامع اللغوية.

«لا تختلف حوارات اللسانيات عن حوارات السياسة أو الدين أو الثقافة»، وهي اليوم «محور أي نشاط علمي على هذه الأرض...»، لذا فإن أهمية هذا الكتاب الفريد تكمن في «جمع حصيلة البحث اللساني العربي منذ انطلاقاته الأولى وما انتهى إليه حاضره، وانتهاء بتشوّف صورته في المستقبل القريب أو البعيد»، وتتخذ شكل حوارات صادرة عن متخصصين يمثلون «جيل الريادة» في هذا العلم.

العدد 2540 - الأربعاء 19 أغسطس 2009م الموافق 27 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً