العدد 2539 - الثلثاء 18 أغسطس 2009م الموافق 26 شعبان 1430هـ

التناغم البوذي الإسلامي مزدهر في تايلند

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

يجلس حمزة ديسا، التايلندي المسلم البالغ من العمر 42 عاما متربعا على شرفة منزله الخشبي المكون من غرفة واحدة في كامبونغ تشي بيلانغ في ساتون، وهي مقاطعة غالبية سكانها من المسلمين في جنوب تايلند.

الوقت ظهيرة يوم أحد عادي في قريته. تقوم مجموعة صغيرة من نساء القرية يرتدين الحجاب بشراء سلطة البابايا والدجاج المشوي من بائع متجول.

«أنظر إليهم. البائع بوذي صيني والمشترين من الملايا المسلمين»، يقول حمزة، وهو مسئول في مجال تنمية المجتمع من كامبونغ تشي بيلانغ، باللغة المالاوية المطعّمة بلهجة ثقيلة من لغة الكيدا. «هذا منظر تصعب رؤيته في باتاني (وهو إقليم يتكون من ثلاث مقاطعات ذات غالبية إسلامية، هي يالا وناراثيوات وباتاني، على الساحل الشرقي لمضيق كيرا)».

يشير حمزة بعد ذلك إلى المتجر المجاور الذي يملكه جاره بنلور كارنسانوك، البوذي البالغ من العمر 62 سنة، كمثال على تعايش المسلمين والبوذيين جنبا إلى جنب بتناغم تام في مقاطعة سِتون.

«نحن مثل الإخوة. نقدم الحلوى لعائلة بنلور في عيد الفطر وتقدم عائلته لنا الحلوى في رأس السنة الصينية»، يقول حمزة.

«نحن جميعا سواسية»، يقول صاحب المتجر الذي عاش في القرية منذ أربعين سنة.

تتباين علاقة الأخوّة بين المسلمين والبوذيين في مقاطعة ساتون بشكل حاد مع مقاطعة باتاني حيث أدت اضطرابات تتعلق بالانفصال إلى مقتل 3700 شخص من البوذيين والمسلمين منذ شهر يناير/ كانون الثاني 2004.

وكانت مقاطعة ساتون، المجاورة لكيدا وبرليس، وهما ولايتان في شمال ماليزيا، جزءا من سلطنة كيدا.

وفي معاهدة وُقّعت العام 1909 فصلت السلطات السيامية والبريطانية مناطق باتاني وكيلانتان وتيرنغانو وكيدا المالاوّية التي تقع في أقصى شمال البلاد، وأخذ السياميون باتاني وجزء من كيدا (وهي الآن ساتون) بينما أخذ البريطانيون كيلانتان وتيرنغانو إضافة إلى معظم كيدا.

وتسمى العاصمة الإقليمية لإقليم ساتون، سِتون، وهي تبعد مسافة 973 كيلومترا جنوب غرب بانكوك. ويشكل المسلمون المالاويون نحو 70 في المئة من سكانها البالغ عددهم 280,000 نسمة.

ولدى مسلمي باتاني ومسلمي سِتون تطلعات مختلفة، حسب قول ستي هاجر حسن، المسلمة التي تلبس الحجاب والمقيمة في كامبونغ تشي بيلانغ.

وتبلغ ربة البيت 27 سنة وهي متزوجة من ماليزي يبلغ الخمسين من العمر يملك مطعما يقدم وجبات الحلال في بلدة سِتون، ويصدّر السمك من رانونغ في تايلند إلى كوالا بيرس في ماليزيا. «يريد المالاي في باتاني الانفصال عن تايلند، بينما نريد نحن العيش بوئام تام مع المجتمعات المحلية الأخرى»، تشرح ستي هاجر. «لا نريد سوى السلام. لن يكون القتال ضد الحكومة التايلندية جيدا لمجالات العمل».

استفاد السكان المحليون في سِتون اقتصاديا من غياب التوترات بين الطوائف المختلفة. يبلغ الدخل الفردي فيها ما يعادل 50 في المئة أكثر من الدخل في باتاني، التي تشهد أعمال قتل متعلقة بالحركة الانفصالية بشكل يومي تقريبا.

وتعترف ستي هاجر أنها تشعر بالارتياح في المملكة التي تسيطر عليها البوذية. «إذا أراد مسلم القيام بالأعمال التجارية وأن يصبح مليونيرا فلن تتدخل الحكومة. وإذا أراد المسلمون بناء مسجد فلن تتدخل الحكومة. ماذا أريد أكثر من ذلك؟».

يشارك علي مان وهو زعيم ديني مسلم في كامبونغ تشي بيلانغ يتمتع بالاحترام، يبلغ عمره 75 سنة في الشعور نفسه «رغم أننا أقلية في تايلند، وعندما نتقدم بطلب للحصول على أرض، فإن الحكومة التايلندية لا تهتم إذا كنت مسلما أو بوذيا»، يقول علي، الذي كان يلبس الملابس المالاوية التقليدية، وهي هدية من أخيه الماليزي الذي يقيم في كوالالمبور.

يبتسم علي عند سؤاله إذا كان يملك مساحات هائلة من مزارع المطاط. «الحمد لله»، يقول علي. «أشكر الله لأن الحكومة لا تفرّق بين المواطنين».

كذلك ليست هناك تفرقة في كامبونغ تشي بيلانغ، بحسب قول حمزة. «رغم أننا نشكّل غالبية (90 في المئة من 500 أسرة في القرية) إلا أننا لا نفرض وجهات نظرنا الدينية على الآخرين».

على سبيل المثال، تسمح لجنة تطوير المجتمع في كامبونغ تشي بيلانغ لغير المسلمين أن يشربوا الكحول في الأماكن العامة ولكن في مناطق مخصصة في القرية التي يوجد فيها ميناء يخدم أصحاب القوارب الغربيين.

هل يتمنى حمزة لو كانت ساتون ما تزال جزءا من كيدا؟ «هذا تاريخ. أصبح أجدادي تايلنديين برمشة عين. لست نادما على ذلك. عندما ولدت كنت تايلنديا».

*صحافي ماليزي مركزه بانكوك، ومحرر في شبكة آسيا نيوز، وهو تحالف من 21 صحيفة آسيوية تضم The Star الماليزية وThe Jakarta Post الإندونيسية، والمقال يُنشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2539 - الثلثاء 18 أغسطس 2009م الموافق 26 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:49 ص

      أي تناغم؟؟؟

      لا نحاول نبني أفكار حديثة ومحاولة تزييفها بأطر جميلة ، فمهما بلغ التناغم فالحرام حرام عجل مسلمة تشتري الدجاج من بائع بوذي لو السلام بينهم أهم من الالتزام بحدود الله

اقرأ ايضاً