العدد 2538 - الإثنين 17 أغسطس 2009م الموافق 25 شعبان 1430هـ

أوسين بولت... للتاريخ

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

مساء الأحد 16 أغسطس/ آب 2009، الموقع العاصمة الألمانية (برلين)، الحدث بطولة العالم الـ 12 لألعاب القوى، السباق هو سباق الـ 100 متر التاريخي الذي يترقبه الجميع لأكثر من عام منذ أن اشتعلت المنافسة على لقب الرجل الأسرع على ظهر الكرة الأرضية بين الجمايكي الخارق أوسين بولت والأميركي المغرور تايسون جاي الذي صرح بعد أولمبياد بكين بأن الإصابة هي التي منعته من قهر بولت.

تايسون غاي استمر في مناكفة بولت على رغم تحقيق الأخير في أولمبياد بكين رقما تاريخيا نزل من خلاله عن حاجز 9.7 إلى 9.69 ليصبح الرجل الأسرع على مر التاريخ وليتحول إلى أحد أساطير سباقات السرعة بتحقيقه 3 ميداليات ذهبية في الأولمبياد وتحطيمه 3 أرقام قياسية عالمية.

خلال السنة الماضية كان غاي هو الأفضل في مختلف المسابقات من خلال الأرقام القوية التي سجلها من دون أن يكون بولت طرفا مباشرا في أية مواجهة بينهما، ولكن أرقام تايسون غاي القوية جعلته يزداد غرورا ويواصل تحديه بولت وأنه سيطيح به في السباق المرتقب في برلين.

ومساء أمس الأول (الأحد) دقت ساعة الحقيقة التي ترك لها الأسطورة أوسين بولت كل الكلام، ومع أن غاي بذل كل ما يستطيع وحقق رقما قياسيا أميركيا بتسجيله 9.71 إلا أن الصاروخ الجامايكي ظهر وكأنه من عالم آخر وأثبت أن الإنسان قادر على تحقيق المستحيل بتسجيله رقما أقل ما يوصف بأنه خرافي بل مستحيل من خلال تحقيقه 9.58 بشكل أذهل الجميع في استاد برلين وجعلهم يقفون مدهوشين في لحظات للتاريخ سيتذكرها الجميع جيلا بعد جيل، لأن ما تحقق ليس بالأمر البسيط بل هو أشبه بالمستحيل أن ينزل بشر عن حاجز 9.6 لأنه قبل هذا الفتى الجمايكي لم يستطع أحد من المتسابقين أن ينزل عن حاجز 9.7 على مر التاريخ، فإذا ببولت يحقق ما عجز عنه الجميع وينزل عن هذا الحاجز في بكين ثم يحقق المستحيل بنزوله عن حاجز 9.6، ليؤكد أنه ظاهرة غير عادية بل غير طبيعية.

العجيب أن بولت لم يتسابق مع أبطال عاديين وإنما مع متسابقين عظماء لأن تايسون غاي نفسه حقق أمس الأول رقما قياسيا أميركيا، والمنافس الآخر الجمايكي أسافا باول حقق 9.84 وتوج بالمركز الثالث وهو رقم جيد قياسا إلى نتائج المتسابقين في الـ 100 متر.

اللحظة التي ترقبها جميع عشاق أم الألعاب لم تخيب الظن بل كانت بحق لحظة تاريخية ستكون إحدى أهم لقطات القرن الـ 21 وستحفر في ذاكرة البشرية لأنه ليس من القريب أو حتى البعيد من سيستطيع الاقتراب من رقم بولت وليس تحطيمه، إلا إذا كان للمتسابق نفسه رأي آخر، لأننا مازلنا ننتظر منه المزيد وننتظر منه الغريب والعجيب لأنه سينافس نفسه في مقبل السنوات بعد أن حطم في سنتين كل المنافسين.


سلة إيران وسلتنا

توج المنتخب الإيراني لكرة السلة ببطولة آسيا من فم التنين الصيني للمرة الثانية في تاريخه والثانية على التوالي والثانية في تاريخ دول غرب آسيا بعد أن كانت البطولة حكرا على دول شرق آسيا متسيدة اللعبة.

الإيرانيون قدموا كرة سلة حديثة ولم يهابوا التنين الصيني على أرضه بل سحقوه بنتيجة لم يتوقعها أي من المتابعين 70/52.

ما حققه الإيرانيون يثبت أننا في غرب القارة قادرون على تحقيق الكثير لأن كرة السلة لم تعد تعتمد على القوة البدنية فقط والطول الفارع وإنما على التكتيك والتحرك السريع والتغطية الدفاعية الجيدة والارتداد الخاطف وقمة التركيز.

العمل مع القاعدة هو الأساس وهو ما فعله الإيرانيون فتسيدوا القارة الآسيوية في مختلف الفئات العمرية بل على مستوى الأندية أيضا، ونحن نمتلك المؤهلات والمواهب التي تثبت نفسها يوما بعد يوم بعد أن بتنا قريبين من بطولة مجلس التعاون للناشئين لكرة السلة وبعدها بطولة التعاون للشباب، والاهتمام بهؤلاء الصغار هو طريق النجاح في المستقبل.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2538 - الإثنين 17 أغسطس 2009م الموافق 25 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً