خلال هذه الأعوام، تجتمع على الأسرة البحرينية ثلاثُ مناسبات، حلول شهر الصيام، وافتتاح المدارس وعيد الفطر السعيد، ولكلٍّ مصاريفه ولوازمه واستحقاقاته التي لا مفر منها.
مع هذا الموسم، تبدأ عجلة العمل الخيري بالدوران، ويخصّص المحسنون ومحبو الخير مخصصاتٍ سخية لإنجاد الأسر الفقيرة، وتقدّم بعض المصارف والشركات جزءا مخصّصا لهذا الغرض، وكلها جهودٌ مشكورةٌ تنمّ عن النبل والتكافل الاجتماعي.
الصناديق والجمعيات الخيرية تستنفر طاقاتها وكوادرها خلال هذه الفترة، للقيام بتوزيع وإيصال هذه المخصصات للأسر المستحقة، بعيدا عن الصخب والأضواء، إلى جانب ما ترصده من موازنات.
من بين الأفكار التكافلية الجميلة التي طُرحت في الأعوام الأخيرة، «السلة الرمضانية»، وهي سلةٌ غذائيةٌ تغطي جزءا أساسيا من حاجات الأسرة خلال الشهر الفضيل (طبعا باستثناء اللحوم والأسماك). هذه السلة تقدّمها مؤسسات وشركات معروفة، وبسبب تعدّد المصادر تزيد أحيانا عن حاجة الأسر، فضلا عمّا تتطلبه من استلامٍ وإيصالٍ وتكاليف نقل، والعملية تعني صرف أوقات وطاقاتٍ وطرقِ أبواب الأسر وكشف سترها في وضح النهار.
وللتخفّف من كل ذلك، اقترح الكثيرون استبدالها بكوبونات مشروطة لشراء الحاجات الأساسية، لضمان عدم صرفها على شراء كماليات أو سجائر أو بطاقات هاتف. ولقد استجاب أحد المصارف لهذا الاقتراح المطروح منذ عدة أعوام، ويمكن أن تتبناه الشركات الأخرى التي تقدّم السلال الرمضانية.
الحقيبة المدرسية فكرةٌ تكافليةٌ أخرى، قد لا تعني للكثيرين شيئا، لكنها تعني الكثير للأسرة الفقيرة، وتخفّف عنها عبئا كبيرا. هذه الحقيبة تقدّمها عادة شركات الاتصالات، وهي ممهورةٌ بشعارها من الحجم الكبير. ولأن لكل إنسانٍ كرامة يحب أن يحافظ عليها حتى لو كان طالبا بالابتدائية، فإن الكثيرين من الطلاب الفقراء ينزعون هذا الشعار، أو يتخلون عن استخدامها، وهي حقيقةٌ نذكّر بها هذه الشركات لتضعها في الاعتبار، للتنازل عن هذا الشعار أو تقليل حجمه على الأقل، فيكفي الإعلان عن إطلاق الحملة في الصحف لتحصل على نصيبها من الدعاية في السوق.
ومادمنا نتكلم عن المدارس، لابد من التذكير بأن المدرسة لا تعني حقيبة فقط، فهناك اللباس الذي يستر الحال. فلباس الطالب الذي كان يكلّف طقمه (قميص وبنطلون) فيما مضى 10 دنانير، قفز إلى 14 دينارا، بسبب الغلاء الذي رفع قيمة القماش وكلفة الخياطة. أما لباس الطالبة (مريول وقميص) فقفز من 12 دينارا إلى 16 دينارا. ولا تنسوا أن كلا منهما يحتاج على الأقل إلى بدلتين، بالإضافة إلى بدلةٍ رياضية. ويمكنكم أن تتخيّلوا أعباء ثلاثة طلاب (كمتوسط) على موازنة الأسرة محدودة الدخل... فالمدرسة لا تعني حقيبة مدرسية فقط لا تزيد كلفتها على ثمانية دنانير.
وهناك العيد أيضا، الذي يرتبط بلبس الجديد، فرغم كل المأثورات التي تربطه ببعده العبادي والأخلاقي السامي، فإنه سيظلّ مرتبطا في الذاكرة العامة والوعي الجمعي باللباس الجديد. وربما لا يعني ذلك شيئا لدى أكثر الأسر، لكنه يعني وجعا إضافيا للأسر ذات الدخل الضعيف والمحدود، التي تجد نفسها ملزمة بتوفير طقم إضافي، يضيف على كاهلها عبئا جديدا.
إنه عالمٌ آخر مجهولٌ نتحاشى النظر إليه، آلاف الأسر، عدا الأسر المتعفّفة التي تجهل أوضاعها وزارة التنمية والصناديق. عالمٌ لا يتكلّم عنه الإعلام، ولا خيام الفنادق الرمضانية، ولا تاءات الشباب... أليس كذلك؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2538 - الإثنين 17 أغسطس 2009م الموافق 25 شعبان 1430هـ
تحية اجلال لقلمك
بارك الله فيك
لقد ضربت في الوتر الحساس
الشكوى لله
الله يرحم بحال الجميع في ناس بعد ماتتسلم معونات وعلى الراتب والحمد لله بالكاد يكفي لتغطية بعض المصروفات والاسعار مازالت ناااااااااااار والخمسين دينار مالت العلاوة ماتكفي تغطي مصاريف والمفروض تنزل شوي اسعار العقارات والايجارات والسلع التجارية واقساط الروضات التجارية اكثر من تعليمية واللي كل سنة يزيدون اسعار الرسوم بدون أي رقابة من وزارة التربية! الدنيا نار ناااااااااااااار
صندوق بلاد القديم
احد موظفينه يشتغل ببتكلو يعني بخير وفوق هذا يسمح لنفسه بسرقه الصندوق وياخد سلات رمضانيه اللي المفرووض يعطونها الفقار ياخدها لنفسه واهل بيته وين الرقابه عنه ووين اعضاء الصندوق شلون يخلونه ياخد هذا مو من حقه اهم مقتدر وحالته ممتازه ليش ياخد من نصيب المحتاجين
ياسيد قللو الشعار
هل تعلم ان ما تقدمه الشركة في الحقيبة المدرسية عبارة عن دفتر60ورقة دفتر40 ورقة ومسطرة وقلم.هاي بالله عليكم ايسمونها حقيبة .
اما قولك ان بعض الطلاب يتخلى عن الشبطة فهذا كلام 100%. لا نقلل من مساهمات الشركات ولكن يجب ان تون مجزيه وللدعاية يمكن للشركة وضع رسالة تهنئة في كل شنطة طالب بدلا من الشعار امسوا ويش كبره.
ام شركة اخرى تقدم السلة الرمضانية بما قيمته 3.00 فقطططططططططططططططططططططططط.
اباحكم كبيرة فالفقراء يستحقون منكم الاكثر.
إدلال الفقراء والمحتاجين من قبل المؤسسات والوزارات!
الكل يعمل من أجل إدلال الفقراء والمحتاجين وليس التجار والمؤسسات التي تسعى لإدلال الفقراء والمحتاجين عن طريق طرق أبوابهم في وضع النهار وأمام عيون المواطنين كافة, وأنما نرى حتى وزارة التنمية تفعل كذلك عندما وزعت (معونة الغلاء) على المواطنين (طبعاً المحتاجين)... فلذلك فإن الشعب البحريني أصبح بأجمعه محتاج ونحن دولة نفطية. فشكراً لنوابنا وهنيئاً لهم معاش التقاعد. ومبارك عليكم الشهر
وما الله بغافل عن الاحوال
بدايةً اشكر الاخ قاسم على الطرح الهادف ولكن الى من توجه الكلام الى جهات تمن على الناس(أقصد الحكومة) فالحكومة تدرك تماماً ان حل مشكلة الناس يكمن في إسقاط القروض أو شراؤها وإعادة جدولتها بحيث يتبقى من الراتب ما يسد حاجة الناس وللأسف ان الحكومة تنظر للمواطن على انه متزوج من موظفة بحيث يتشارك مع زوجته قسوة الحياة لكن على الحكومة ان تدرك ان أغلبية الموظفات المتزوجات تساعد عائلتها أتمنى من النواب يقفلوا جميع الملفات ويركزو على احوال الناس إذا كانو يخافونا المعاد وحسبنا الله ونعم الوكيل
ويلي على لفلوس !!!
لو يحسن تجارنا في البحرين استغلال أموالهم المكدسة , لما بقي فقيرا واحدا فيها . ألا ترى أنهم يحسنون التخطيط - ضاربين بعرض الحائط كل المبادئ الأخلاقية والقرآنية... - لتدمير الطبقات المتوسطة والفقيرة عبر سن القوانين التي ترفع من السلع الإستهلاكية , والحكومة " خبر خير "
كلها جروح .....
الأوضاع في البحرين كلها جروح، أين ما تضع يدك تجد جرحا ولكن للآسف نجد من يحاول أن يخفيها ويغطيها والأمر من ذلك لا يساهم في تخفيفها ورفع عبئها، نحتاج لبرنامج وطني متكامل بين وزارة التنمية والصناديق لمساعد المعوزين والمحتاجين، فكاذب من يقول أن البحرين ليس تحت خط الفقر، فهناك الفقر الذي لا يعلم بحالة إلا الله
سلمت يداك يا بن العم، ولا حرمنا الله من رائع كتاباتك،