أفاد شهود بأن الشرطة أوقفت عدة أشخاص تجمعوا أمام مقر صحيفة المرشح السابق للانتخابات الرئاسية مهدي كروبي بطهران أمس (الإثنين) احتجاجا على تعليقها. وقال شاهد: «إن الناس كانوا يتنقلون في مجموعات من عشرين إلى ثلاثين شخصا، ويرددون شعارات ورأيت بعيني عدة اعتقالات».

وتحدث الشاهد عن انتشار أمني كبير قرب مقر صحيفة كروبي «اعتماد ملي» التي حُجبت عن الصدور أمس، حسب موقع كروبي على الإنترنت.

في هذه الأثناء، نقلت وكالات أنباء عن المدعي العام في طهران قوله «إن السلطات الإيرانية أفرجت عن مساعدة تدريس فرنسية متهمة بالتجسس بكفالة قدرها 300 ألف دولار تقريبا».

ساركوزى يحث طهران على إسقاط التهم الموجهة للمعلمة الفرنسية

القضاء الإيراني يعلق صدور صحيفة تابعة لكروبي

طهران، باريس - أ ف ب، د ب أ

حظر القضاء الإيراني أمس (الاثنين) صدور صحيفة «اعتماد ملي» التابعة للمرشح الإصلاحي للانتخابات الرئاسية مهدي كروبي بعد أن أوردت اتهامات بشأن تعرض العديد من المتظاهرين الذين اعتقلوا بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتيجتها، إلى سوء المعاملة في السجون، بحسب ما ذكر موقع كروبي على الإنترنت.

وقال حسين وهو أحد أبناء كروبي على الموقع الإلكتروني لحزبه «حضر ممثل عن النيابة العامة مساء الأحد إلى مطبعة اعتماد ملي وأمر بتعليق الصحيفة مؤقتا». ولم تحدد مدة التعليق.

واعتبر حسين كروبي أن هذا القرار اتخذ بعد «رد (كروبي) على الإهانات التي وجهت إليه». واتهم العديد من المسئولين المحافظين كروبي بالكذب وبإعطاء حجج للحكومات الأجنبية التي انتقدت إيران لطريقة معاملتها للمتظاهرين. غير أن كروبي أعلن مجددا مساء أمس الأول (الأحد) أنه لن يلزم الصمت مؤكدا تمسكه باتهاماته.

وعلى إثر ذلك، دعا رجل الدين الإيراني أحمد خاتمي مجددا إلى جلد كروبي بسبب ادعاءاته المثيرة للجدل. ونقلت صحيفة «كيهان» عن أحمد خاتمي قوله «طبقا للتعاليم الإسلامية إذا اتهم شخص ما آخرين بارتكاب جرائم جنسية ولم يتمكن من إثبات ذلك، فيجب جلده 80 جلدة».

وأضاف خاتمي «والآن اتهم السيد كروبي النظام وقد رفض اثنان من أجهزة النظام اتهاماته».

في إطار متصل، صرح والد المعلمة الفرنسية التي أفرج عنها في طهران أمس لشبكة «فرانس انفو» أنه بعد يوم من الإفراج عنها واصلت الحكومة الفرنسية دعوتها لإسقاط جميع التهم المتعلقة بالتجسس الموجهة ضدها.

وقال ريمي ريس الذي تمكن من التحدث لابنته كلوتيد بعد الإفراج عنها «نحن سعداء للغاية هذه خطوة كبيرة والآن سنفعل كل ما في وسعنا للإفراج عنها بالكامل». وتحدث ريمي ريس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى أمس الأول.

ويتعين على كلوتيد ريس التي بقيت لمدة ستة أسابيع في السجن البقاء في طهران حتى يتم إصدار قرار بشأن القضية الموجهة ضدها. وكان قد ألقي القبض عليها في الأول من يوليو/ تموز الماضي في مطار طهران بعد فترة قصيرة من اعتزامها مغادرة البلاد بتهمة التجسس على خلفية أحداث الشغب التي أعقبت الانتخابات في أعقاب الانتخابات المثيرة للجدل.

وقد اتصل ساركوزى بكلوتيد هاتفيا الأحد وخلال المكالمة أخبرته أنها بصحة جيدة. وشكر ساركوزي أيضا الاتحاد الأوروبي وسورية للدعم الذي قدماه للتوسط للإفراج عنها. وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن باريس قامت بدفع مئات الآلاف من اليورو من أجل الإفراج عن كلوتيد.

من جانب آخر، أكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني أن المجتمع يجب أن يشعر بالأمن القضائي.

وأفاد مراسل وكالة «مهر» أن رفسنجاني أعرب في مراسم تقديم رئيس السلطة القضائية الجديد التي حضرها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشورى الإسلامي وكبار المسئولين، عن تقديره للجهود التي بذلها هاشمي شاهرودي خلال توليه رئاسة السلطة القضائية طيلة الأعوام العشر الماضية، مضيفا: أن «شاهرودي قام خلال الأعوام الماضية بخدمات قيمة في الجهاز القضائي تستحق التقدير».

وأشار رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام إلى أهمية الأمن القضائي، مضيفا: «يجب أن يشعر المجتمع بالأمن القضائي، كما يجب أن لاينتاب أحد اليأس، لأن اليأس إذا ساد في المجتمع فسيؤدي إلى إيجاد الفوضى».

وتابع قائلا: «إذا فقد الأمن القضائي في المجتمع فهذا يعني أن الإنسان يأكل طعاما جيدا ولكن يحتوي على شوائب زجاجية».

في سياق آخر، قررت السلطات الإيرانية تأجيل محاكمة سبعة من أفراد الطائفة البهائية المحظورة بتهمة التجسس لحساب «إسرائيل»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (ايرنا). وكان من المقرر أن يحاكم المتهمون السبعة أمام محكمة ثورية اليوم (الثلثاء).