لا يتجاوز عمره 14 عاما، ويجسد واقع جيل جديد منفصل عن واقعه ولديه رؤية خاصة به، هو شاب لديه نظرة خاصة لمستقبل البحرين يرى فيها بلده بصورة مختلفة تماما عن شباب كثر ممن هم في مثل عمره، كما أنه لم يجعل لكلمة مستحيل معنى في قاموسه، ولا أدل على ذلك من حصوله على رخصة لقيادة طائرة حين كان عمره لا يتجاوز التسع سنوات.
إنه الشاب محمد علي محمد الطالب في إحدى المدارس الخاصة، الذي استضافته صحيفة «الوسط» ليتحدث عن تصوره لما يجب أن تكون عليه مملكة البحرين في المستقبل، والخطوات التي يجب أن تقوم بها الدولة للترويج لها في الخارج.
الناقلات الوطنية أفضل مروج للبحرين
اعتبر محمد أن وضع شعار البحرين على الناقلات الوطنية لمملكة البحرين يعد من أفضل وأسهل الطرق للترويج للبحرين، وخصوصا أن هذه الناقلات تجوب دول العالم قاطبة. وأشار إلى أنه يجب على البحرين البحث عن منتجات شبيهة تشهد إقبالا واسعا عليها من داخل وخارج البحرين للترويج للدولة.
وقال: «المشكلة في دول الشرق الأوسط أنه لا يتم التفكير في أساليب مختلفة ومبتكرة للترويج، وإنما يتم الاعتماد على الأساليب ذاتها رغم أن هناك الكثير من المنتجات التي يمكن الترويج لها، وأحيانا نجد العديد من الأشخاص المستعدين للتضحية من أجل أفكارهم الترويجية غير أنها للأسف لا تلقى قبولا لدى المسئولين».
وأشار محمد إلى قصة أحد الشباب البحرينيين الذي ابتكر فكرة وضع إعلان لسباقات «الفورمولا 1» على طائرات الناقلة الوطنية «طيران الخليج» في السنة الأولى التي استضافت فيها البحرين هذا السباق الدولي المهم، إلا أن فكرة هذا الشاب البحريني - بحسب محمد - لم تلق قبولا لدى مسئولي الشركة.
وأضاف: «حين عرض هذا الشاب البحريني الفكرة على إحدى شركات الطيران الأخرى التي تستضيف في بلدها سباق «الفورمولا 1» لقي استجابة وتشجيعا كبيرين منها، وقامت الشركة بتنفيذ فكرة الشاب، ولا شك أن الفكرة لاقت رواجا كبيرا بعد ذلك، ما جعل شركة طيران الخليج تطلب من الشاب نفسه تنفيذ الفكرة على طائراتها».
«الفورمولا 1» أفضل موسم سياحي للبحرين
ونوّه محمد إلى أن المرة الوحيدة التي تتجه في أنظار العالم جميعه نحو البحرين هي في فترة سباقات «الفورمولا 1»، مشيرا إلى أن الكثير من المهتمين بهذا السباق يرون أن تنظيمه على أرض البحرين هو الأفضل من بين دول العالم الأخرى التي تستضيف السباق.
وأكد أن على المسئولين في البحرين أن يدركوا أن وقت انعقاد سباق «الفورمولا 1» هو أفضل موسم للسياحة بالنسبة للبحرين، وبالتالي يتطلب ذلك منهم تركيز جهودهم في هذه الفترة للترويج للبحرين، وتسخير جميع الأمور من أجل تقوية الاقتصاد البحريني، وخصوصا أن البحرين تستقبل في موسم انعقاد السباق من كل عام جماهير غفيرة من مختلف دول العالم.
وقال: «يجب ألا يقتصر الترويج للبحرين على الأمور المتعلقة بالفورمولا وإنما يجب أن يمتد ليشمل جميع الأمور الأخرى، صحيح أن أنظار العالم ستركز على السباق، ولكن من سيشهد السباق على أرض الواقع يرغب في أن يطّلع على جوانب أخرى من البحرين، إذ لن يمضي طوال فترة بقائه في البحرين مشاهدا للسباق فقط».
الحفاظ على العادات والتقاليد عامل جذب للسياح
ودعا محمد المسئولين في البحرين إلى الاطلاع على تجارب الدول الأخرى في الترويج لبلدانها، مع مراعاة أن السياح الذين يأتون لزيارة البحرين لا يرغبون في الاطلاع على ما هو متوافر في بلدهم، وإنما يرغبون في التعرف على أمور جديدة.
وقال: «المواطنون المقيمون في البحرين يرغبون في السفر للخارج بغرض الاطلاع على حضارات أخرى وأمور جديدة بالنسبة إليهم لا يجدونها في البلد الذي يعيشون فيه، والأمر نفسه ينطبق على السياح الأوروبيين على سبيل المثال الذين يأتون للبحرين بغرض التعرف على حضارة وعادات وتقاليد جديدة عليهم».
وتابع: «صحيح أن البحرين يجب ألا تتخلف عن ركب التقدم الذي تشهده دول أخرى، ولابد أن تكون لديها القابلية للتطور، غير أن ذلك يجب ألا يطغى على ما نملكه من العادات والتقاليد والتراث باعتبارها أهم عوامل الجذب للسياح».
وأشار محمد خلال حديثه إلى أن المرحلة التي وصلت إليها البحرين عبر الترويج عن نفسها في الخارج لم تتم بأيدٍ بحرينية، وإنما من خلال أشخاص في الخارج يقومون بأمور الدعاية والترويج، منوها إلى ضرورة أن تقوم البحرين بتحسين جهودها النوعية في هذا الإطار عبر استغلال الإعلام وشبكة الانترنت كأحد أهم الوسائل للترويج عن البحرين.
خطة الاقتصاد البحريني والازدحام المروري
وتطرق محمد خلال حديثه إلى طموح البحرين في أن تكون مركزا استثماريا، متوقعا أن يشهد مستقبل البحرين ازدهارا اقتصاديا وخصوصا في ظل وجود مشروعات اقتصادية كبرى كمرفأ البحرين المالي ومركز التجارة العالمي، وهي أمور ربما لا تتوافر لدول أخرى، غير أنه أكد ضرورة ألا تتعامل الدولة بالتخطيط لليوم وتجاهل التخطيط للمستقبل.
وقال: «يجب أن يتم وضع خطة جيدة للاقتصاد الوطني تستمر حتى العام 2020، كما يجب أن يتم وضع خطط سنوية قابلة للتنفيذ على المديين القريب والبعيد».
وربط محمد التطور الاقتصادي في البحرين بالازدحام المروري الذي تعاني منه الشوارع في البحرين، مشيرا إلى أن بلدا يرغب في أن يصبح مركزا استثماريا لابد أن يحل مشكلة الازدحام المروري في شوارعه، مؤكدا ضرورة تخصيص موازنة كافية لبناء الشوارع والجسور العلوية لتفادي مشكلة الازدحام.
أحب الطيران
منذ صغري
وتحدث محمد عن تجربة حصوله على رخصة قيادة طائرة ، وقال: «منذ أن كنت صغيرا كنت مولعا بكل ما يتعلق بالطيران، وكنت أحب قراءة الكثير عن الطائرات، وحين أصبح عمري 9 أعوام كانت لي فرصة لاستخدام جهاز محاكاة الطيران، ثم أخذني والدي إلى الإمارات حيث اجتزت امتحان الطيران ومنحت رخصة قيادة طائرة ، وبحسب القانون سيسمح لي بالطيران بعد أن أصل لسن الـ 17 عاما».
لو كنت صاحب قرار...
ذكر محمد في إجابته على الأسئلة التي وجهت له أثناء استضافته في «الوسط» أنه لو كان صاحب قرار في البحرين فإنه سيسعى للتعاقد مع شركات عالمية للقيام بحملة ترويجية عن البحرين، وسيسعى للاستماع لمطالب الشعب والتقرب منهم، وتنفيذ ما يريدونه إن كانت غير مستحيلة.
العدد 2132 - الإثنين 07 يوليو 2008م الموافق 03 رجب 1429هـ