منذ ما يزيد على المئة عام والرسوم المتحركة تشارك النجوم الحضور على الشاشات، حتى أنها وصلت لمرحلة باتت قادرة على أن تنافس أهم الأعمال السينمائية على شبابيك التذاكر العالمية، وبات حضور أسماء عالمية في مجال الفن عبر الأداء الصوتي في فيلم كرتوني كثير الحدوث أخيرا، وخصوصا أن المردور المادي الذي تعود به هذه الأعمال الكرتونية المسمى بأفلام «الإنميشن» يصل لأرقام خيالية في كثير من الأحيان.
أفلام «الإنميشن»، هي نموذج مطور لأفلام الرسوم المتحركة، وللدقة أكثر هي تطوير لنوع من القصص المصورة الناجحة التي كانت تعرض في المجلات المصورة، وتختلف هذه الأفلام عن برامج الأطفال العادية بأنها تعتني بشكل خاص بنقاء الصورة وجودتها العالية وقوة المؤثرات البصرية والسمعية. ويعتبر هذا النوع من الأعمال من أنجح أنواع الأفلام التي تستهدف فئات عمرية مختلفة، ما جعل عددا كبيرا منها يتربع في صدارة قوائم أكثر الأفلام مشاهدة وتفضيل من قبل جماهير محبي السينما والأفلام، فحققت مجموعة من هذه الأعمال أرقام قياسية تصل أحيانا لما يزيد على المئة مليون دولار خلال بضعة أسابيع.
كما أن هذه التقنية موظفة في كثير من الأفلام المصورة بالكاميرات السينمائية التقليدية، بغرض الدمج ما بين الواقع والخيال، وغالبا ما كانت أفلام كوميدية عائلية.
من أكثر ما يميز هذه النوع أنه قادر على إبهار الكبار كما يجذب الصغار، فلم تعد أفلام مثل (شريك) أو «هميلتون» أو «باندا كونغ فو»، حكرا على عيون وخيال الأطفال، فغالب رواد هذه الأفلام من المراهقين والشباب؛ ما جعلها مقصدا لمختلف الفئات العمرية، كونها لا تقدم فقط أفكارا وقصصا بسيطة تربوية كما هو الحال في البرامج المعدة للأطفال أصلا، بل إنها تتطرق لكثير من القضايا العامة التي تهم الكبار أيضا.
من المميزات الأخرى لأفلام «الإنميشن»، أنها تستطيع أن تقدم مالا يمكن للتصور العادي أن يقدمه مهما جمح في تخيلاته، كالمناظر الطبيعية الخيالية وملامح الشخصيات الغريبة، والحركات الصعبة التي يقوم بها أبطال العمل من رسوم، كما أنها قادرة على إحياء الكثير من الحيوانات والأشياء التي انقرضت ولم يعد لها وجود كالديناصورات، وذلك من دون أن تفقد تقبل المشاهد، الذي يعرف أساسا أنه يتعامل مع عالم الخيال المرسوم.
وعلى رغم أن غالبها لم يختلف كثيرا من حيث الموازنات عن الأفلام العادية، فإنها لا تطلب تنقل فريق عملها ما بين أماكن كثيرة للتصوير والإعداد، ومع هذا فإن وقت أعدادها قد يطول ويصل لعدة سنوات، كما في فيلم «باندا كونغ فو» الذي أحتاج إنتاجه لجهود 300 شخص لمدة خمس سنوات لكي يظهر بشكله النهائي.
وأخيرا بات عدد كبير من أهم الأسماء وأشهرها في هوليود يشاركون في تأدية أدوار لهذه الأفلام من خلال أصواتهم، أمثال الممثلة الأسترالية نيكول كيدمان والممثلان الأميركيان جون ترافولاتا، ويل سميث، والممثلتان الأميركيتان أنجلينا جولي، وكوين لطيفة، وحتى نجمات الغناء مثل كرستينا أغاليرا وجاستن تامبرلايك.
من جانب آخر، فإن هذه الأفلام التي تصمم بشكل أساسي لكي تستقطب جميع أفراد العائلة كبارا وصغارا، لاقت بعض الانتقادات، فمنتجوها لا يغفلون أنها مشاهدة من قبل عدد كبير من البالغين، فهم حريصون على أن تتوافر حبكات روائية ومشاهد تشد هذه الفئة حتى لو كان على حساب الصغار، لعل من أبرز هذه الأمور المعارك والحروب العنيفة التي قدمه من بعض الأعمال، أو بعض السلوكيات في العلاقات الحميمة وموضوعات الحب ما بين الرجل والمرأة، والتي لا يستطيع جميع الأهالي تبريرها لأطفالهم في مختلف المجتمعات
العدد 2304 - الجمعة 26 ديسمبر 2008م الموافق 27 ذي الحجة 1429هـ