يصحو أهالي مدينة عيسى بعد سبعة أيام ولأول مرة منذ أربعين عاما دون أن يجدوا بوابتهم التراثية، إذ من المزمع أن تتم إزالتها فجر يوم الثلثاء المقبل ونقلها لأحد مخازن إدارة الطرق لحين نقلها لموقعها الجديد عند دوار الدفاع المدني وذلك ضمن خطة تطويرية شاملة للمنطقة تصل كلفتها إلى 41 مليون دينار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حصونها تُدَكُّ فجرا
7 أيام تفصل مدينة عيسى عن وداع بوابتها التراثية
مدينة عيسى - زينب التاجر
سبعة أيام فقط أمام أهالي مدينة عيسى للنظر لبوابتهم التراثية التي ولدت مع ولادة المدينة نهاية الستينيات وكانت معلما تراثيا ميزها ودليلا سياحيا، إلى أن جاءت فكرة التضحية بها في سبيل تحقيق نقلة عمرانية وتطويرية للمدينة تتناغم مع روح العصر. سبعة أيام فقط وتودع البوابة هي الأخرى أهالي مدينة عيسى لتأخذ «إجازة محارب» بعد سنين في أحد مخازن إدارة الطرق لحين نقلها لموقعها الجديد عند دوار الدفاع المدني وتتنفس الصعداء مجددا بعد أن شهدت أكثر من عملية ترميم في السنوات الماضية.
الساعة تشير إلى الثالثة من فجر يوم الثلثاء وتحديدا أمام بوابة مدينة عيسى التراثية، حيث تدك حينها حصون المدينة معلنة ساعة رحيل بوابتها مخلفة وراءها ذكريات سياحية وتراثية لن تمحى من الذاكرة، ومع حلول العام 2010 وهي المدة المحددة للانتهاء من المشروع ستتغير ملامح المدينة ولن تبقى سوى بقايا من ذكرياتها.
العضو البلدي للمنطقة الوسطى عدنان المالكي أوضح خلال حديثه إلى «الوسط» أن «توجه البحرين يقتضي الحفاظ على ملامحها التراثية، بَيْد أن الوضع المروري فضلا عن التوجهات لتحقيق نقلة عمرانية ونوعية في المنطقة الوسطى والبحرين كانت وراء التضحية ببوابة مدينة عيسى وتدشين مشروع تصل كلفته الإجمالية إلى 41 مليون دينار، ويقضي بإنشاء جسرين علويين بمسارين في كل اتجاه وبطول كلي يصل إلى 900 متر لنقل الحركة المرورية القادمة من المنامة على شارع الشيخ سلمان والمتجه إلى شارع الاستقلال باتجاه دوار ألبا وبالعكس ونفق يصل طوله إلى 800 متر».
وأضاف المالكي أن «وزارة الأشغال ممثلة في وزيرها فهمي الجودر وضعت مسألة حل مشكلة الاختناقات المرورية من خلال تحسين شبكة الطرق ولاسيما أن تقاطع بوابة مدينة عيسى يعتبر واحدا من أهم التقاطعات الرئيسية بالبحرين، إذ وبحسب إحصائيات الوزارة يشهد الشارع اختناقا مروريا طيلة ساعات اليوم، هذا ويصل حجم الحركة المرورية الداخلة للتقاطع إلى 6200 مركبة في ساعة الذروة الصباحية؛ مما دفع الوزارة إلى تدشين خطة تراعي هذه الاحتياجات بالتنسيق مع المجالس البلدية التي تعد الشريك الأساسي للوزارات الخدمية وفقا لتوجهات عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بدعم العمل البلدي وتأكيد الشراكة بين مثلث البلديات».
وتابع أن «التنسيق المتواصل مع الجودر أفضى إلى دراسة خطة لتطوير مدينة عيسى تشمل تطوير شارع الرياض الذي من المتوقع إعلان مناقصته فضلا عن تطوير شارع عمّان وإزالة الدوار الذي يقع أمام مأتم مدينة عيسى واستبداله بإشارة ضوئية».
ولأجل كل ذلك تقدم بوابة مدينة عيسى التراثية نفسها قربانا للعملية التطويرية والنقلة العمرانية للمدينة وترحل بعد ثمانية أيام في سكون الليل وأهالي مدينة عيسى نيام لتتفادى لحظات الوداع، على أن يصحوا صباحا للمرة الأولى منذ سنين ولا يجدون بوابتهم في مكانها...
العدد 2132 - الإثنين 07 يوليو 2008م الموافق 03 رجب 1429هـ