تضاربت الأنباء يوم أمس حول مصير المعتقل البحريني في السجون السعودية لأكثر من خمسة أعوام عبدالرحيم المرباطي وذلك بعد أن انقطعت أخباره عن عائلته منذ نحو شهر.
وفيما أكد أهالي المعتقل والسفارة البحرينية في الرياض في مقابلة مع «الوسط» أن عبدالرحيم كان قد تم نقله من سجن الرياض حيث كان محتجزا، إلا أن الطرفين اختلفا على توصيف استخدام «مفقود»، حيث اعتبر السكرتير الأول في السفارة البحرينية موسى النعيمي أن السفارة بدأت اتصالاتها مع «الداخلية» السعودية لمعرفة مكان اعتقاله، في وقت اعتبر أهالي المرباطي أنه مفقود بعد أن أعلمتهم سلطات سجن عسير - الذي أشارت سلطات سجن الرياض إلى أنه نقل إليها - بأنه غير موجود لديهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع تأكيد «نقله»
المرباطي مفقود بالسجون السعودية... و«الخارجية» تنفي
الوسط - مازن مهدي
تضاربت الأنباء أمس (الإثنين) عن مصير المعتقل البحريني في السجون السعودية عبدالرحيم المرباطي الذي مضي على توقيفه أكثر من خمسة أعوم من دون أن توجه له أي تهمة.
أهالي المرباطي ذكروا أن أخباره انقطعت عنهم منذ نحو شهر بعد أن تم إعلامهم أنه تم نقله من سجن الرياض إلى سجن عسير الأمر الذي نفاه المسئولون هناك.
وفي وقت اعتبره أقاربه «مفقودا» محمّلين السلطات البحرينية والسعودية مسئولية سلامته نفى السكرتير الأول بالسفارة البحرينية في الرياض موسى النعيمي تقارير «فقدانه».
ابن عبدالرحيم أسامة ذكر في حديث إلى «الوسط» أن مسئولي السفارة في الرياض حتى أمس لم يكونوا على علم بمكان احتجاز والده وأن مسئولي السفارة اتصلوا بالعائلة في محاولةٍ لمعرفة مكان عبدالرحيم منهم بعد أن لم يتمكنوا من الحصول على تلك المعلومات من السلطات السعودية.
النعيمي من جانبه نفى توصيف «الفقدان» ولكنه أشار إلى أنه يبدو أن السلطات السعودية كانت قد أقدمت على نقل المرباطي إلى سجن آخر دون إعلام أهله.
وأضاف أن «السفارة تقدمت بطلب لمقابلة المسئولين السعوديين في وزارة الداخلية للحصول على معلومات عن مكان احتجازه ولكنها لم تتسلم ردا حتى الآن».
وأشار أسامة إلى أن العائلة في حالة قلق شديد على سلامة والده والذين كانوا قد التقوه في آخر مرة منذ ثلاثة أشهر بعد بدت عليه حالة الإرهاق النفسي في ازدياد حيث فقد الكثير من وزنه وبدا منطويا اكثر بسبب طول الاحتجاز الفردي والتعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرض له.
أسامة - الذي كان قد التقى وزيري الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة والداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ووزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة على مدى العام - انتقد تلكؤ السلطات البحرينية في استعادة والده بعد أن أمضى أكثر من خمسة أعوام في الاحتجاز السعودي من دون أن توجه له تهم سوى بعض الادعاءات التي أشيعت عن احتمال كون اعتقاله مرتبطا بشبهٍ تتعلق بالإرهاب.
يذكر أن عبدالرحيم هو أخ عيسى المرباطي الذي كان أحد البحرينيين الستة المعتقلين في غوانتنامو والذين أطلق سراحهم منذ فترة دون توجيه تهم لهم وكانت السلطات السعودية قد أوقفت عبدالرحيم بعد أشهر قليلة من اعتقال أخيه.
ويعتبر عبدالرحيم البحريني - البالغ من العمر 47 عاما - المعتقل الأمني ذا الفترة الأطول في السجون السعودية بالإضافة إلى ثمانية شبان بحرينيين تم اعتقالهم نهاية فبراير/ شباط الماضي بعد اقترابهم من منطقة عسكرية محظورة خلال زيارة كانوا يقومون بها للمملكة العربية السعودية حيث تم احتجازهم من دون توجيه أي تهم لهم.
وكانت والدة عبدالرحيم قد توفيت أخيرا من دون أن تعلم أن ابنها معتقل في السعودية إذ أقنعها أبناؤها بأنه مسافر لاستكمال الدراسة وكانت قد تحدثت إليه آخر مرة منذ قرابة العام إذ كان يسمح له في السابق بالاتصال بعائلته كل شهر تقريبا.
وكانت زوجة عبدالرحيم هي الأخرى قد تعرضت لوعكة صحية إذ مازالت تتلقى العلاج ولكن عبدالرحيم حتى الآن لا يعلم بوفاة والدته وحالة زوجته الصحية.
عبدالله شقيق عبدالرحيم ذكر أن عائلة أخيه تعاني من مرارة وقسوة الاعتقال الواقعة على أخيه وما يعانيه هو أكثر، مشبّها احتجازه باحتجاز العائلة.
وذكر عبدالله أن والدته وزوجة أخيه وأبناءهما الستة جميعهم كانوا من أثر اعتقال عبدالرحيم عليهم إذ أثر ذلك على صحة والدتهم وزوجة أخيه ومستقبل أبناء أخيه الدراسي الذين كانوا يعانون الأمرين وخصوصا أن الزيارات كانت محدودة وفي أوقات يتم منع الزيارة بعد وصولهم إلى السجن.
عبدالله أضاف أن «العائلة في حالة قلق شديد بعد أن باتوا لا يعرفون مصير أخي سواء كان حيا أو ميتا أو أنه تم نقله إلى المستشفى دون إعلامنا حيث تم نقل أبناء عبدالرحيم إلى منزله في محاولة لتخفيف التوتر والضغط النفسي الذي ازداد مع فقدانه».
وتأتي تصريحات أهالي عبدالرحيم ومسئولي السفارة البحرينية لتؤكد خبر نقل عبدالرحيم إلى جهة غير معروفة إذ نفى أهالي المتهم التصريحات التي تناقلتها إحدى وكالات الأنباء لمسئول بحريني لم يذكر اسمه بالقول إن «المرباطي مازال في سجن الرياض».
العدد 2132 - الإثنين 07 يوليو 2008م الموافق 03 رجب 1429هـ