تعتبر حلبة سيلفرستون واحدة من الحلبات التاريخية على جدول بطولة العالم والتي عادة ما يكون الفوز فيها مهما بالنسبة لأي سائق لأنه سيضع اسمه بحروف من ذهب إلى جانب عظماء هذه الرياضة كونها لم تغب عن استضافة سباقات الفورمولا 1 منذ انطلاقة بطولة العالم منتصف القرن الماضي، وتتشكل الحلبة أساسا من منطقة استخدمت كمهبط للطائرات تمت إضافة بعض الشوارع إليها لتكون حلبة مناسبة للتسابق.
استضافت سيلفرستون أول سباق لها العام 1948، وأدرجت على بطولة العالم منذ فجرها الأول، فاستضافت سباق موسم 1950 والذي فاز به جيوسيبي فارينا بسيارة فريق ألفا روميو، وكان طول الحلبة آنذاك 4.649 كيلومترات.
ثم خضعت الحلبة لبعض التعديلات قبيل انطلاق سباقها الثالث موسم 1952، إذ تم تحريك نقطة البداية والنهاية من منعطف آبي إلى المنعطف التالي له، وهو وودكوت، وازداد طول الحلبة إلى 4.711 كيلومترات لتستضيف 12 سباقا حتى موسم 1973، وفي هذه الفترة كانت الحلبة تستضيف السباق بالتناوب مع بعض الحلبات البريطانية الأخرى، ولذلك فقد غابت في بعض المواسم.
قبيل انطلاق السباق الخامس عشر للحلبة وذلك موسم 1975 طرأ تغيير طفيف على المنعطف الأخير وودكوت وذلك بإضافة شيكان (رصيف) على شكل حرف S وبالتالي تغير طول الحلبة قليلا ليصل إلى 4.719 كيلومترات، واستمر تناوب الحلبة في استضافة السباق البريطاني على الحلبة.
وبدءا من موسم 1987م احتفظت الحلبة بحقها في تنظيم السباق على مضمارها، وبالتالي استضافت السباق رقم 21 موسم 1987 والذي شهد قبل انطلاقته تغييرا طفيفا زاد من طول الحلبة إلى 4.78 كيلومترات، وكان التغيير من جديد متركزا على المنعطف الأخير، منعطف وود كوت، إذ تم التخلص من الشيكان القديم الذي أضيف منتصف السبعينات، واستعيض عنه بمنحنى حاد لليسار يقطع الخط المستقيم بين منعطفي آبي ووودكوت.
مطلع التسعينات من القرن الماضي، شهدت الحلبة تغييرات كبيرة على مضمارها أدى إلى زيادة طول المضمار بمقدار نصف كيلومتر فوصل الطول الكلي إلى 5.22 كيلومترات، والتغييرات كانت بإضافة منعطف جديد سمي منعطف ماجوتس وهو منعطف خفيف لليسار بين منعطفي كوبس وبيكيتس، كما أضيف منعطف فايل في الخط المستقيم بين منعطفي ستو وكلوب، أما التغيير الأكبر فكان على المنطقة التي تسبق المنعطف الأخير، إذ تم إعادة تشكيلها بحيث يؤدي الخط المستقيم بع منعطف آبي إلى منطقة متعرجة تتكون من منعطفات بريدج لليمين، متبوعا بمنعطف برايوري لليسار، وأخيرا منعطف لافيلد لليمين، وهو المنعطف المؤدي إلى وودكوت والذي أصبح أكثر انحناء وانسيابية فازدادت أهميته قبل الوصول إلى نهاية السباق. وقبل موسم 1994 أصبح منعطف آب أكثر حدة لليسار متبوعا بمنحنى لليمين يؤدي إلى منطقة التعرجات، فتقلص طول الحلبة إلى 5.07 كيلومترات، واستضافت بشكلها الجديد 3 سباقات.
ووصلت الحلبة إلى شكلها الحالي وطول مضمارها البالغ 5.15 كيلومترات قبل انطلاق موسم 1997، إذ أجري تعديل طفيف على المنعطف آبي، ليصبح أطول قليلا، ومنذ ذلك الوقت لم يتم تغيير أي شيء في مضمارها، فاستضافت السباقات رقم 31 حتى 41 في تاريخها وهي تستعد إلى احتضان السباق الثاني والأربعين في تاريخ الفورمولا 1 على سيلفرستون، ولكن مواصلة وجودها على جدول بطولة العالم بات مهددا بسبب مرور زمن طويل على بنائها، ومنافسة الحلبات الجديدة كتركيا والبحرين والإمارات وسنغافورة وغيرها من الحلبات المنتظر أن تحل محل الحلبات التاريخية التي اعتدنا عليها، والسبب المتعة الأكبر التي توفرها هذه الحلبات للمتابعين وفرص التجاوز الأكبر بالنسبة للسواق، كما أن المرافق الملحقة بالحلبة أفضل بكثير.
العدد 2130 - السبت 05 يوليو 2008م الموافق 01 رجب 1429هـ