قد يلجأ البعض للمنتديات الالكترونية للحصول على المعلومات والأخبار بسبب أن هذه المنتديات تعتبر الطريقة الأسهل لتلقي المعلومات، كما أنها الأسرع في نقل الأحداث أحيانا حال حدوثها بالإضافة إلى أنه لا توجد رقابة حكومية عليها أو ضغطا من قبل المعلنين ولذلك فهامش الحرية المتوافرة فيها لا يمكن قياسه بأي صحيفة مهما كان سقف الحرية متاحا لهذه الصحيفة أو تلك, فهذه المواقع غير محكومة بأي قيود كانت, لكن المشكلة تكمن في مدى صدقية هذه المنتديات وإلى أي مدى يمكن الوثوق بما تبثه من أخبار أو أحداث أو حتى معلومات.
كصحافيين نعرف تماما مدى أهمية صدق المعلومة التي ننقلها للقارئ، فلا أصعب على الصحافي من أن يتم تكذيب خبره أو المعلومات التي نقلها ولذلك فإننا لا نكتفي بمصدر واحد للمعلومة وإنما نحاول الحصول على أي معلومة من أكثر من مصدر واحد لنثق تماما بصحتها. وفي المقابل، فإن ما يوجع إدارة تحرير أي صحيفة كانت هو كثرة الردود التي تتلقها في تكذيب أخبار صحفييها مما يفقدها الصدقية أمام القراء. ومهما كانت الصحف مقيدة الحرية فإن صدقيتها تبقى الأهم.
الكثير من الصحافيين قد قدموا إلى المحاكمة، كما تم تغريم عدد من الصحف مبالغ مالية طائلة بسبب المعلومات غير الدقيقة.
في مقابل ذلك، فإن المواقع والمنتديات الإلكترونية تعتمد في مادتها المعلوماتية في أغلب الأحيان على مصادر غير دقيقة أو كتاب بأسماء وهمية لا يهمها كثيرا التحقق من المعلومة أو الخبر بقدر ما يهمها مستوى الإثارة في المعلومة لتشد إليها أكبر عدد من المتصفحين للموقع.
الخطورة في هذا الأمر أن أغلب المتصفحين لهذه المواقع الذين يستقون معلوماتهم منها هم من صغار السن في الفئة العمرية من 13 إلى 25 سنة، ولذلك فهم ينظرون لهذه المعلومات كوقائع مسلم بها لا يكتنفها أي نوع من الشك، وخصوصا إن كانت المعلومات مدعمة بمستندات وصور استخدم في تزويرها تقنية «الفوتوشوب» مما يعني نشوء جيل ثقافته مبنية على الخرافات والأوهام و المعلومات الخاطئة.
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 2129 - الجمعة 04 يوليو 2008م الموافق 29 جمادى الآخرة 1429هـ