العدد 2127 - الأربعاء 02 يوليو 2008م الموافق 27 جمادى الآخرة 1429هـ

شكرا خليفة بن سلمان

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

«نعم... الذي يشغلنا قيادة وحكومة هو أن نرد لهذا الشعب جميل صبره معنا في السنوات العجاف... نريد أن نتأكد أننا نشاطره فرحه وترحه ونشجعه دائما على العمل والاستفادة من تلك الفرص التي أتى بها الانفتاح»، رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.

لم تهملك قدماك حين سمعت عن مأساة بحارة سماهيج والدير إذ جئت إليهم عانيا رغم وقتك الثمين وفتحت قلبك لسماع شكواهم، بل أعطيت أوامرك للمسئولين بان ينصفوا بحارة المحرق بالتعويضات المناسبة، فكنت بذلك الموقف خير مسئول وخير معين. كرم الله الإنسان ورفعه عن الذل وعن كل ما يمس كرامته الإنسانية بسوء، بإعطائه الحرية في أن يختار لنفسه ما شاء من طرق الحياة المعيشية، وليس لأحد من بني نوعه أن يستعلي عليه فيستعبده ويمتلك إرادته ويرغمه على فعل ما لا يريده، أو يصنفه في دوائر أو طبقات مجحفة قائمة على الهوى، أو الإرث التاريخي غير المنصف، لذلك أحاط الله خلقه بمجموعة من القوانين والسنن، وأفطره على تأسيس المجتمع الأسري والمدني وألزمه أن يكون حرا على ألا يزاحم حرية الآخرين، ومن البديهي ان هذا الاجتماع البشري أفضى إلى وجود حكومة يتولاها بعضهم بالحق تحفظ النظم وتجري القوانين كل ذلك على حسب ما يدعو إليه مصالح المجتمع بقضاء حوائج المواطن والعمل على سد الحاجة والعوز بحيث يؤدي ذلك إلى سعادته وعزته. فالحوائج ونقصان بعض الخدمات أصبحت هاجسا تقلق المواطن، بل تهز من كيانه، وتقلل من فعاليته في المجتمع، وهي مدعاة للنظر فيها بشكل يتطلب دراسة واعية بالطرق الكفيلة لتهيئ للناس بث شكواهم بكل حرية وان يجدوا جوابا شافيا بل حلا سريعا يرضيهم ويؤمن استقرارهم بدلا من اللجوء إلى الاعتصام أو العنف أو خلق ضجة بغية الحصول على التفاتة هنا أوهناك، فإلى متى يستمر الحال؟ هل إلى أن تتعسر الأمور، وتضيق، وتسد الأبواب ولا تجد لها حلا إلا حين تصل إلى الكبار؟ وهل من الطبيعي أن في كل مرة يجب علينا أن نصرخ وامعتصماه ونحن في القرن الحادي والعشرين، فالإمام علي (ع) أوصى بإنصاف الناس والصبر على حوائجهم دون تمييز: «أنصفوا الناس من أنفسكم واصبروا لحوائجهم فإنكم خزان الرعية ووكلاء الأمة...»، وقال «وإنما يؤتى خراب الأرض من إعواز أهلها». إن نزول المسئولين إلى ارض الميدان له فاتحة خير ومسلك حسن دأبت عليه الدولة في عهد الإصلاح، لكن المطالبة هنا بتحقيق ما يتمخض عن هذه الزيارات وتلك اللقاءات بوضع آلية سليمة ومعيار عادل للتعويض وشفافية مع سرعة الإنجاز. نتمنى أن يدوم الحال وتتسع الزيارات مع جدية التنفيذ لينال من تطوله الحاجة سعة، وتخفف على من ينوء بثقلها. التفاتة طيبة وبادرة أجمل من رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة على هذه الزيارة التي خص بها سادسة المحرق، رغم أنها كانت زيارة خاطفة وقصيرة لم يسع المقام فيها أن يلتقي بالأهالي ليسمع منهم ويتعرف على حوائجهم، فهم أهله وناسه قبل أن يكونوا شعبه ورعيته، ربما كانت الضرورة أو ربما كانت المشاغل، كل التقدير لكم يا صاحب السمو على هذه الزيارة ونتمنى المزيد، فشكرا خليفة بن سلمان.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 2127 - الأربعاء 02 يوليو 2008م الموافق 27 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً