أصدرت مجموعة من أصحاب المواقع الالكترونية «ميثاق شرف المواقع الإلكترونية» تحت شعار «مواقع بلا طائفية». ويخطط القائمون على الميثاق لإشهاره في حفل سينظمونه في 31 أغسطس/ آب المقبل تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للبلوغرز.

وجاء في الميثاق الذي طرح أمس «نعلن نحن أصحاب المواقع الإلكترونية والمنتديات والمدونات من إداريين ومشرفين ومراقبين ومشاركين ومعنيين، الموقعين أدناه كل حسب موقعه ودوره الوطني الخالص، تعاهدنا على هذا الميثاق تحت عنوان (مواقع بلا طائفية)»... وثم أعلنوا عددا من المبادئ المرتبطة بحرية التعبير حسبما كفلها الدستور، و «هي مكسب لا يمكن النيل منه إذ إنه جزأ لا يتجزأ من الحريات الأساسية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين، على أن تكون هذه الحرية مسئولة في إطار الحفاظ على النسيج الاجتماعي ولا تتعدى على حريات الآخرين أو انتماءاتهم الدينية أو المذهبية».

وتعهد أصحاب المواقع بالسعي إلى «رفع مستوى الحوار والنقاش في إطارها الديمقراطي بكل حرية وعدالة بعيدا عن أي أطروحات طائفية أو عرقية أو عائلية»، ورفض «أي طرح أو كتابات تتضمن طرحا طائفيا أو تحريضا على الكراهية أو إساءة إلى حرية الدين أو المذهب أو الاعتقاد».

ومن دون شك فإن مثل هذه الخطوة مهمة ومطلوبة، وكانت جمعية الصحفيين قد أصدرت ميثاقا تحت شعار «صحافيون بلا طائفية»، وكل هذه المواثيق المعلنة أو تلك المعتمدة لدى المؤسسات الإعلامية تلعب دورها في حماية مكتسبات الوطن... ولكنها ليست كافية لوحدها.

إننا بحاجة إلى ثقافة عامة ورافضة لأي طرح طائفي من أي مصدر كان، وعلى الجمعيات الأهلية أن ترفض تلك الطروحات ولاسيما إذا خرجت من صفوفها، بمعنى أن عليها أن تحاسب نفسها قبل أن تحاسب غيرها. كما أن على الجهات النافذة في الدولة عدم تبني أي جهة طائفية أو حمايتها أو توفير الدعم المباشر وغير المباشر لها. وعلى الدولة أيضا أن تتعامل مع كل الطائفيين على أساس قانون واحد، إذ لا يعقل أن تلاحق السلطات فئة معينة بينما تغض الطرف عن فئة أخرى لأنها، مثلا، مقربة منها.

إن المواقع والكتابات الطائفية تبني الأوهام وتهدم الأوطان، وما نحتاج إليه هو أن نحافظ على بلادنا من الوهميين والأسماء الوهمية والطروحات الوهمية التي تحتمي بالطائفية.