أخيرا تمكن المنتخب الإسباني من الحصول على إحدى البطولات الكبرى من خلال تتويجه بالبطولة الأوروبية 2008 بفوزه على المنتخب الألماني بهدف المقاتل السريع فرناندو توريس، ليحقق اللقب الأول له منذ 44 عاما عندما توج في العام 1964 بالبطولة الأوروبية.
إسبانيا عادة ما تدخل مختلف البطولات الأوروبية والعالمية مرشحة لإحراز اللقب خلال العقود الثلاثة الأخيرة غير أنها لا تتجاوز في أفضل الأحيان دور الثمانية على رغم أنها تملك أحد أبرز الدوريات على مستوى العالم ونجوم لهم وزنهم على المستوى العالمي.
غير أن هذه المرة اختلف الأمر تماما بقيادة المدرب العجوز أراغونيس الذي تمكن من صوغ توليفة مميزة من اللاعبين على رغم كل الانتقادات التي وجهت له وفاز بها بكأس الأمم الأوروبية بكل جدارة واستحقاق وبالفوز في جميع المباريات.
أراغونيس لم يلتفت إلى الأسماء بقدر ما التفت إلى التوليفة الصحيحة القادرة على التناغم مع بعضها بعضا، وهو ما نجح فيه بامتياز بعد أن استبعد القائد الكبير راؤول غونزاليس الذي قدم موسما استثنائيا مع ريال مدريد وكذلك غوتي وسط هجوم الصحافة الإسبانية عليه.
أراغونيس انتبه للتوليفة ونسي الأسماء كما فعل من قبله إيميه جاكيه قبل كأس العالم 1998 عندما استبعد أريك كانتونا من التشكيلة خوفا على تزعزع جماعية الفريق وتوج باللقب العالمي، وفعلها أيضا فيلبي الكبير (سكولاري) عندما استبعد روماريو من تشكيلة المنتخب البرازيلي قبل كأس العالم 2002 وتوج باللقب بتوليفة رائعة ومتكاملة، وهو ما سار عليه أراغونيس ونجح فيه أيضا. الإسبان أثبتوا مجددا أن العطاء في الملعب والجماعية أهم من الأسماء الرنانة التي لا تعطي لمنتخباتها الكثير وهو ما حصل مع المنتخب الفرنسي الذي اعتمد على أسماء منتهية الصلاحية فخرج من الدور الأول.
كرة القدم الحديثة تتطلب خيارات صعبة وجريئة من المدربين ليس فيها مكان للمجاملة أو المصالح الشخصية، وهذا ما يجب أن نعيه تماما على مستوى منتخبنا الوطني قبل خوض الجولة النهائية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010، فالمدرب ماتشالا يجب أن يصنع التوليفة القادرة على تحقيق الانتصار بدل الاعتماد على الأسماء!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2125 - الإثنين 30 يونيو 2008م الموافق 25 جمادى الآخرة 1429هـ