العدد 2124 - الأحد 29 يونيو 2008م الموافق 24 جمادى الآخرة 1429هـ

البحرين والسائح الأجنبي

علي الفردان ali.alfardan [at] alwasatnews.com

أستغرب جدا حين يفخر مسئول في السياحة بمشاركة في معرض أوروبي للسفر والسياحة أو يتباهى بمحاولات جذب السياح الأجانب، وكأن الأوروبي أو الأميركي لديهم أكياس من الذهب والفضة مستعدان لإنفاقها في البحرين بكل بساطة.

حلَّ موسم الصيف، وللأسف لا برامج يمكن تسميها بـ «برامج» على مستوى السياحة نراها أو نسمع بها، والخطة السياحية التي نشرت قبل أشهر أو الاستراتيجية السياحية - وما أكبرها من كلمة - لم تبد بالمحاولة الجادة لتحسين وضع السياحة في البلاد.

إن المشاركة في الفعاليات والمعارض ليس بالأمر المهم إذا لم تحدث تغييرات في الداخل، فالترويج من دون وجود شيء على الأرض قد يكون نوعا من العبث.

على البحرين أن تركز بصورة رئيسية على السياحة الداخلية والخليجية النظيفة، وأن لا تنفق الأموال الطائلة تلو الأموال على سائحين غالبيتهم من حملة الحقائب الصغيرة الذين لا ينفقون شيئا خارج بلادهم.

ففي الوقت الذي تنشط فيه دول خليجية لأجل السياحة الداخلية مثل المملكة العربية السعودية من أجل توفير أموال تذهب إلى الخارج من سياحة السعوديين في أوروبا، التي مافتئت تحاول استمالة الخليجيين إليها بوصفهم أكثر السائحين إنفاقا، نجد هنا في البحرين ابتعادا تاما عن السائح الداخلي أو المحلي، فإذا كان المواطن لا يجد مكانا يذهب إليه في بلاده فكيف تريد أن يأتي السائح الخليجي وحتى الأجني إليك؟!

ربما هناك خطط لسواحل عامة وغيرها كما نسمع، لكن على أرض الواقع... لا شيء.

إن دور هيئة السياحة أو المسئولين في القطاع السياحي يجب أن يظهر الآن بصورة أكبر، ويجب أن ينسوا السائح الأجنبي قليلا ويركزوا على السائح المحلي والخليجي خصوصا «فعذاري يجب أن تسقي القريب أولا».

إن وجود السواحل العامة الواسعة والنظيفة هي أول ما يجب على المسئولين التفكير فيه. سمعنا عن خطة للتركيز على الرياضات المائية، ولكننا لم نجدها على أرض الواقع، عدا جزر حوار التي نأمل أن يتم تطوير المرافق فيها وأن تكون لجميع شرائح المجتمع وليس على غرار بعض المشروعات التي وصفت بالسياحية وهي في الحقيقة لكبار القوم فقط.

ولو نظرنا إلى جميع البلاد فإن المواطنين هم من يجعلون للسياحة في بلد ما نكهتها ورونقها، فإذا صممت المقاصد أو السياحة عموما لتستثني ولو جزئيا شريحة كبيرة من السائحين الداخليين، فلا أعتقد أن السياحة ستنجح وتكون متميزة، ولن يكون «صيفنا على كيفنا».

إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"

العدد 2124 - الأحد 29 يونيو 2008م الموافق 24 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً