عندما يطلق شعار للترويج لسلعة معينة أو برنامج معين لابد وأن تتوافر فيه جميع الدلالات للشيء الذي يروج له ولفكرته والهدف الذي يسعى لتحقيقه... فالشعار يمثل جوهر الشيء ولبه، ولذلك لابد وأن يحمل من الصدقية ما يجعل الفرد يركض وراء هذا المنتج، بل ويقوم بدوره بالترويج له بين أوساط معارفه... ووفق هذا المفهوم نحن نبحث عما يروج له شعار «صيفنا في ديرتنا» ليجعلنا نقرر فعلا قضاء الصيف في البحرين برغبة منا، وليس لدافع ضعف الموازنة!
لم ندخل بعد شهري الحر الرسميين (يوليو/ تموز، وأغسطس/ آب) ومنذ الآن بدأت التباشير بانقطاعات الكهرباء المتتالية حتى كدنا نعيش كابوس «الاثنين الأسود» مرة أخرى، ومازلنا على وجل منه، وهذا أول شيء يجعل الفرد منا ينصح الآخر بالفرار إلى الخارج في أسرع وقت! ولو كنت ممن لا يسعفه الحظ للسفر، وحدث أن انقطعت الكهرباء، فأول ما قد يخطر في بالك أن تلوذ بالبحر ناشدا هبة نسيم تلطف الجو... ولكن أين البحر وأين السواحل وعمليات الردم مستمرة حتى تأتي على البقية الباقية منها!
نحتاج إلى حدائق في متناول الجميع، إلى برامج تبعد أبناءنا عن جو المدارس وما يكتنفه ما أساليب بدائية مملة، إلى تراث محفوظ يعلمنا في كل زيارة له شيئا جديدا، إلى بساتين يكفيك فيها النظر إلى خضرة أشجارها ليزيل عنك هموم العام وما فيه... نحتاج إلى كل مقومات السياحة التي تدفع الفرد إلى الاقتراض لأجل التمتع بها في الخارج، وأبسطها مكان نظيف لا تشاهد فيه ما ينفرك ويزكم أنفك... وهذا مطلب مازال يتداول في وزارة البلديات والمجالس البلدية، وربما يستدعي يوما رفعه إلى الأمم المتحدة للبت فيه!... فلنكن واقعيين ولنهرب.
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 2123 - السبت 28 يونيو 2008م الموافق 23 جمادى الآخرة 1429هـ