تشغلنا الدنيا بهفوات الكثيرين من أن نقدم كلمة حق في آخرين قدموا الكثير لهذا الوطن الغالي.
أعرف عن الأخ الأستاذ عبدالله سلمان مدير وكالة أنباء البحرين الكثير مما يتعلق في الجانب الشخصي له، إذ إنه إنسان صاحب خلق رفيع، ورقي في الخطاب، وتغليب المصلحة العامة للبحرين، ولا أريد الإطالة... إذ مدار الحديث هو ما يتعلق بالجانب المهني، أي الإعلامي لعبدالله سلمان.
عبدالله سلمان تدرج في العمل الصحافي مذ العام 1989، بوظيفة محرر بريد القراء في الزميلة «أخبار الخليج» لمدة 11 سنة، ثم انتقل إلى العمل بمجلة «صدى الأسبوع» لمدة عامين، ثم بالزميلة «الأيام» مديرا للتحرير لمدة عامين.
وفي العام 2004 انتقل إلى ديوان رئيس الوزراء رئيسا للرصد الإعلامي، وفي العام 2005 صدر قرار تعيينه بمنصب مدير وكالة أنباء البحرين (بنا)، وقد قدم الكثير والكثير على الناحية الإدارية والتطويرية، وأحدث تعيينه في الوكالة نقلة نوعية إذ تضاعف الإنتاج الإعلامي للوكالة، وباتت تشاطر المجتمع همومه وتكتب تقاريرها عن مختلف الأحداث والقضايا التي تمور بها الساحة البحرينية، بل وزادت على ذلك إنها كانت تكتب آراء مختلفة بشأن قضية واحدة (الرأي والرأي الآخر) ما يُعد نقلة نوعية على صعيد الإعلام الرسمي في دولة عربية.
الفكر الخلاق لعبدالله سلمان ترك بصمات دامغة في نشاط الوكالة المحموم، إذ كانت صياغة الأخبار والتقارير تتم بصورة مهنية حرفية، حتى بتنا نطالع ذلك من خلال الصحافة، أو الموقع الإلكتروني لوكالة أنباء البحرين وموقع الأخبار المحلية على وجه الخصوص.
كلامي عن عبدالله سلمان لا ينفي الجهد المضني الذي يقوم به طاقم الوكالة، وعملهم الدؤوب من أجل الرقي بالعمل الإعلامي الرسمي. إذ جهودهم لا ينكرها عاقل ولا تجحدها عين منصف.
كنا نأمل أن تتم ترقية هذه النماذج البحرينية إلى السلم الوظيفي في هرم الوزارة، ويتم تتويج هذه الخبرة والدراية بتعيين الأستاذ عبدالله سلمان في منصب كبير، وخاصة أنه في قمة العطاء والتجلي المهني الراقي.
جلست بجانبه وهو لا يعلم عن عمودي هذا الذي أكتبه بحقه، وودعته وحارت دمعة في عيني على خسارة الجهاز الإعلامي في البحرين لمثل هذه الكفاءات، التي نأمل أن يتواصل عطاؤها الإعلامي من خلال الصحافة البحرينية أو غيرها من مجالات العمل الإعلامي.
أعلم أن عبدالله سلمان لن يقبل بما كتبته عنه، فهو يكره الأضواء أو الحديث عن نفسه، أو أن يتحدث أو يكتب عنه الآخرون، وأعلم أنه سيخاصمني بعض الوقت، ولكني آمل بعفو كريم الطباع.
هذه سطور في حق عبدالله سلمان الذي عرفته إعلاميا ألمعيا من الطراز غير المتحزب أو المتعصب لرأيه، فهو لا ينتمي إلا لحزب أمنا الحنون (البحرين).
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 2123 - السبت 28 يونيو 2008م الموافق 23 جمادى الآخرة 1429هـ