العدد 2122 - الجمعة 27 يونيو 2008م الموافق 22 جمادى الآخرة 1429هـ

توفيق: على المسلمين إبعاد الهوان وأوصيكم بتوثيق الدين والوصية

الوسط - محرر الشئون المحلية 

27 يونيو 2008

اعتبر خطيب جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق ان المسلمين في هذا الزمن يعيشون في حالة ذل وهوان، داعيا إياهم للمجاهدة على تغييرها إلى عزة، كما حذر في موضوع آخر من التساهل والتهاون في توثيق كتابة الدين والوصية لما لتركهما من آثار وخيمة وتداعيات جسيمة على أفراد المجتمع.

وقال توفيق في خطبة الجمعة أمس «جال في نفسي سؤال هل نحن أذلاء لأن ليس لنا مكانة عند الله تعالى؟ إنه سؤال خطر في بالي فأخذت أبحث عن إجابة لهذا السؤال، وفوجدت أدلة كثيرة تنص على قيمة المؤمن عند الله تعالى».

ودعا كل مسلم الى «أن يجاهد على تغيير ذله إلى عزة، فأنت عزيز عند الله تعالى، فلا تذل ولا تهون ولا تستصغر نفسك أمام أحد وارفع رأسك وآمن بالله تعالى الذي رفع قدرك وشأنك، والعجيب أن في الاخرة يا عبد الله يا مسلم لا أحد يدخل الجنة قبلك وهذا من عظيم مكانتك عند الله، طالبا حسن الظن بالله عن طريق التمسك بالدين.

وبخصوص توثيق الدين قال توفيق «نعيش في زمن كثرت فيه البنوك والمصارف، وكثرت حاجة الناس إلى القروض والاستدانة من الناس، وهذا إلى الآن ليس بجديد ولكن المشكلة تكمن في عدم توثيق الكثير من هذه الحقوق فالدين لا يوثق في حين أن أطول آية في كتاب الله هي آية الدين وحث الله تعالى فيها بكتابة الدين، وفصّل سبحانه أحكام الدين من شروط الدائن والمدين والشهود ومن الذي يكتب الدين».

إلا أنه استدرك قائلا «الكثير من الناس تساهل في كتابة الدين، وصنف آخر لم يكتبه وكأنه لم يرض بحكم الله تعالى، وكم اشتكى إليّ بعض الإخوة ممن يستدينون منهم فيقول وهو غاضب: بيني وبينك أوراق وعقود؟ ألا تثق فيّ؟ وأين الثقة؟ وأين الأخوة؟ وهكذا في حين أن هذا الجاهل بحكم الله تعالى والغافل عن حكمة كتابة الدين فاته الكثير من الحِكم، ولو أنه تدبر لوجد أن الموت وهو أكبر حكمة قضى الله بها على العباد، فلو مات هو أو صاحب الدين لتعسر إثبات ماله وما عليه من أموال ولذلك شرع الله تعالى الكتابة»، لافتا إلى أن كتابة الدين شرع من الله تعالى وأمر منه، فكم ضاعت من الأموال وكم فقد الناس من البينات لإثبات أموالهم عند الغير، لا سيما إن ابتلوا بأناس لا يخافون الله تعالى فينكرون رغم علمهم صدق المدعي ينكرون المال ليستمتعون به ويدخرونه لأنفسهم، على حد تعبيره.

وفي موضوع ذي صلة، ذكر توفيق أن إثبات وكتابة الوصية أمر واجب على من له مال يوصي فيه، وواجبة على ما عليه دين للناس، لافتا إلى أن من أحكام الوصية أمور عدة منها أن يوصي أهله بتقوى الله تعالى وممكن أن يسمي منهم من كان على معصية أن ينتهي.

كما أن من أحكامها ألا يوصي لوارث وهو ما عليه إجماع المسلمين، فإن أوصى لوارث أثم لا سيما إذا كان يريد الإضرار ببقية الورثة، كذلك يستحب له أن يوصي بشيء من ماله للفقراء ووجوه الخير إن كان ذا مال وإلا فالورثة أولى بماله.

كما لا تنفذ الوصية إلا بعد سداد دينه فإن استغرق الدين التركة كلها فليس للموصى له شيء، بالإضافة إلى أنه يبين في وصيته ما له ومال عليه عند الناس، كما يستحب لمن كان وارثا ومات قبل مورثه أن يوصي له من التركة وهذا من فعل الخير، وهو على الاستحباب لا الوجوب.

العدد 2122 - الجمعة 27 يونيو 2008م الموافق 22 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً