تحدّث خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) عن ضرورة تعزيز الوحدة بين المسلمين داخل أوطانهم وبين بلدانهم الإسلامية بحيث تظهر للعالم كوحدة واحدة.

وقال العصفور: «لا يمكن تصوّر وجود المسلمين كأمّة فاعلة وحقيقية إلاّ من خلال الوحدة في اجتماعهم وتعاونهم في جميع المشروعات العلمية والعملية والبناء والإعمار لأوطانهم، وإنّ أخطر ما يواجهه المسملون من تحديات في داخل أوطانهم وبين بلدانهم هو إثارة الخلافات والنزاعات التي لا تنتج إلاّ المزيد من الضعف والوهن، ولا تجرّ إلاّ الخسائر، وضياع القدرات والطاقات، فلا يمكن بحال أنْ نتقدّم خطوة إلى الأمام في هذا السبيل إذا لم نعمل على تجميد الخلافات والمنازعات أوّلا، والعمل على ترميم العَلاقات بين الدول والتفاعل بين الشعوب الإسلامية، وخصوصا في القضايا الكبرى والمصيرية».

وأوضح العصفور «إنّ الله سبحانه وتعالى قد مَنّ على المسلمين بإمكانات كبيرة وضخمة، ولديهم العدّة والعدد والقدرات والكفاءات المادية والبشرية ولكنها مع الأسف غير فاعلة وغير منتجة بالشكل المطلوب، وإلاّ لماذا تكون بلداننا الإسلامية في ذيل قائمة الأمم في جوانب حياتية كثيرة ما ذلك إلاّ بسبب التمزق وتفرّق الشمل وتبديد الطاقات والقدرات في الوقت الذي نجد أمثلة في عالمنا المعاصر لأمم لم يكن لها وجود أو حضارة أصلا، ولكنها استطاعت أنْ تبني حاضرها وتؤمن مستقبلها، ويكون لها الحضور السياسي والاقتصادي في العالم، وإذا كان اليهود الذين كانوا جماعات متفرقة في البلدان كيف أنهم استطاعوا أنْ يجمعوا قواهم ويحشدوا إمكاناتهم حتى أصبحوا قوّة يُحسب لها حساب، بحيث لا يستطيع أحدٌ أنْ يردعها عن باطلها وإجرامها، وتسعى الدول في العالم إلى صداقتها وطلب رضاها، نراها اليوم تهدد وتتوعد بإشعال المنطقة وإدخالها في مواجهة غير محسوبة العواقب من خلال التهديد بضرب المفاعل النووي الإيراني، فإنّ ذلك لوحدث -لا سمح الله- فسيدخل المنطقة بل العالم في تداعيات لا نهاية لها، ولن يسلم أحدٌ من آثارها وأضرارها، ونقول يكفي منطقتنا ما عانته وتكبّدته من أضرار وخسائر لا حصرَ لها، فإنه نظرا للظروف الحالية وللأوضاع الاقتصادية في العالم، فإنّ منطقتنا لا تتحمل مثل هذه المواجهات لو حدثت».