العدد 2122 - الجمعة 27 يونيو 2008م الموافق 22 جمادى الآخرة 1429هـ

«وعد» تطالب بالكشف عن الفائض النقدي للنفط

طالب الأمين العام لجمعية العمل الوطني (وعد) إبراهيم شريف بالكشف عن مصير الفائض النقدي الكبير الذي يقدر بمليار دينار كحصيلة من ارتفاع أسعار النفط.

كما حذر شريف - خلال افتتاح المؤتمر العام الرابع لـ «وعد» الذي عقد أمس (الجمعة) في مقر جمعية المهندسين البحرينية في الجفير من أن «الطائفية انتقلت من السلطة إلى المجتمع ومؤسساته المختلفة (...) بعض القوى الرسمية تمارس عملية التمييز وهناك في المقابل من يتخندقون في طوائفهم، فالضحية يخطئ أحيانا ويتخندق بطائفيته ولكن المعركة الحقيقية هي ضد من يمارس إنتاج الطائفية».

وقام أعضاء المؤتمر بانتخاب 25 عضوا من بين 37 مرشحا ضمن الانتخابات التكميلية للجنة المركزية - أعلى سلطة للجمعية - والبالغ عدد أعضائها 50 عضوا، فيما حصدت حملة للتبرعات للجمعية خلال مؤتمر أمس 40 ألف دينار.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في مؤتمر «وعد»... قادة الجمعيات يدعون لإعادة بناء المعارضة ووقف الاصطفاف

شريف: الوطن تحول إلى مشروع عقاري كبير يتقاسمه المتنفذون

الجفير - حيدر محمد

اعتبر الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) إبراهيم شريف أن «البحرين تحولت إلى مشروع عقاري كبير يتقاسمه المتنفذون» كما حذر من أن عدوى الطائفية لم تعد مقتصرة على السلطة، بل انتقلت إلى المجتمع ومؤسساته، حيث تتشكل فيه أحزاب وصناديق خيرية ومنتديات إلكترونية تساهم في العزلة ومنع الانصهار الاجتماعي بين أبناء الوطن.

على الصعيد ذاته، طالب قادة الجمعيات السياسية بإعادة تنظيم صفوف المعارضة، ووقف الاصطفاف الطائفي الذي يمثل التحدي الأكبر الذي يواجه البحرين خلال المرحلة الحالية ومستقبلا، مؤكدين أن السلطة السياسية تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية في وقف ما أسموه «ممارسات التمييز والطائفية».

وأضاف شريف - خلال افتتاح المؤتمر العام الرابع لجمعية «وعد» الذي عقد أمس (الجمعة) في مقر جمعية المهندسين البحرينية في الجفير- أن «المستفيدين من الطفرة النفطية التي تمر بها البلاد هم أصحاب الأراضي والعقارات الضخمة التي حصلوا عليها بوضع اليد، وهم المؤثرون في القرار، وهم الأفراد أنفسهم الذين يرمون 40 مليون دينار علاوة غلاء للسكوت عن مليارات تنهب سنويا من موازنة الدولة وأراضيها».

وتابع شريف «رغم معاصرة مجلس النواب هذه الطفرة غير المسبوقة، جرت أكبر سرقة للأراضي، حيث تم دفن 24 كيلومترا مربعا في الفصل التشريعي الأول للمجلس، أما قيمة الأراضي التي صودرت أثناء نحو ثلاثين عاما فهي تزيد على 100 مليار دولار أي أكثر من ضعف إيرادات النفط للفترة نفسها».

وتساءل شريف عن حصة المواطن من طفرة أسعار النفط، قائلا: «منذ أن بدأت تباشير ما يسمى بعهد الإصلاح في العام 1999 باعتلاء الملك سدة السلطة زاد سعر النفط عشر مرات، ولا نرى من آثاره الإيجابية إلا الفتات، بينما نشاهد آثاره السلبية في كل شيء من ارتفاع فاحش في الأراضي والسكن وغلاء المعيشة واختلال سكاني خطير لصالح الوافدين، حيث يصبح المواطنون أقلية في بلدهم».

وتابع «لماذا يتحول أصحاب الملايين إلى أصحاب مليارات بينما يضطر رب أسرة متوسطة الدخل إلى الانضمام لطوابير الإسكان وإعانة الغلاء المذلة، ولماذا يتم تخصيص وطننا ويصبح مجرد مشروع عقاري واستثماري كبير يتقاسمه المتنفذون ومواليهم وبعض المصارف والشركات الأجنبية، فيما ينتظر المواطن دوره أكثر من 15 عاما في قائمة الإسكان التي تضاعفت خلال سنوات الطفرة العشر».

وأشار شريف إلى أن «مشروع (ديار المحرق) البالغة مساحته 12 كيلومترا مربعا يكفي لبناء 30 ألف وحدة سكنية، ويستطيع لوحده أن يحل 60 في المئة من مشكلة الإسكان»، متسائلا عن مصير المدينة السكنية للمواطنين التي أعلن عنها العام 2001 قد اختفت من مخططات الدولة.

ولفت إلى أن «الخطورة تضاعفت بعد أن تفشت عدوى الطائفية وانتقلت إلى المجتمع ومؤسساته، حيث تتشكل فيه أحزاب وصناديق خيرية ومنتديات إلكترونية تساهم في العزلة ومنع الانصهار الاجتماعي بين أبناء الوطن. ولا يمكن مجابهة السلطة في ساحة هذه المعركة الطائفية بأسلحتها نفسها. فهي تريد كل منا أن ينكفئ ويدافع عن طائفته، أن يؤسس حزب طائفته، وصندوق طائفته، ونقابة طائفته، وجمعية طائفته».

وتابع شريف أن «إعادة إنتاج الطائفية وتشطير المجتمع كل يوم من خلال ممارسات التمييز الفاضحة التي تمارس في أجهزة الدولة، يساعدها في ذلك أبواق معروفة تثير الكراهية بين الطوائف والأعراق وتطلق حممها الطائفية من خلال منابر الجمعة والتصريحات والأقلام الصحافية أو تحت قبة مجلس النواب».

ولفت شريف أن هناك مسلسل تراجعات في كل الميادين، حيث هناك تراجع خطير في مجال الحريات العامة وحقوق الإنسان فقد عادت أساليب العقاب الجماعي والتعذيب ومعها أساليب اعتقال المواطنين بسبب آرائهم بحجة ازدراء الدولة... وتم تقويض قانون النقابات بمنع موظفي الحكومة من تشكيل نقاباتهم ومعاقبة النشطاء النقابيين بالتهديد والإيقاف عن العمل والفصل التعسفي».

وشدد على «إننا لا نبحث عن أعذار لأعمال العنف فنحن نرفضها سواء من الدولة أو من قوى المجتمع ونعتقد أن أساليب النضال السلمي يجب أن تكون من جنس المبادئ النبيلة التي نسعى لها... ولكننا نرفض المعالجات الأمنية المبالغ فيها بدل معالجة الأسباب وندعو الحكم لتقديم حلول سياسية واقتصادية ومعيشية واجتماعية على أساس مبادئ العدالة والمساواة».

ولفت إلى أن «التغيرات التي حدثت خلال العام ونصف الماضيين مهمة لإعادة النظر في البناء التنظيمي للمعارضة، وخاصة أمام الاستقطاب الطائفي الشديد الذي ساهم المجلس النيابي في حدته بسبب هندسة الحكم لنظامه الانتخابي والتلاعب في نتائجه».

مشاركة عربية في مؤتمر «وعد»

شهد مؤتمر وعد حضورا لافتا من الأحزاب العربية، وعبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبوأحمد فؤاد عن «اعتزاز الجبهة بالعلاقة الوطيدة التي تجمعنا وجمعية العمل الوطني الديمقراطي، التي كانت ومازالت في مقدمة المدافعين عن القضية الفلسطينية وأشد الداعمين لشعبها ونضاله».

وأضاف «كما نعتز بدعم شعب البحرين الشقيق لكفاحنا ودعم الجمعيات بمختلف مسمياتها، ونحن على يقين بأن تبقى جمعيتكم مستمرة في دفاعاها عن الديمقراطية وعن شعبكم لاختيار ممثليه بحرية على قاعد المساواة بين كل المواطنين وأن تتمكنوا مع بقية القوى من أجل ترسيخ الديمقراطية».

أما الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وممثل اللقاء المشترك لأحزاب المعارضة في اليمن، سلطان أمين فقال: «أمل أن تنعكس تجربة القوى السياسية اليمينية المتوحدة على الوضع البحريني، وتعزيز العلاقات فيما بين القوى السياسية البحرينية».

المحفوظ: عمال البحرين مازالوا في القلب من الحراك السياسي

الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سلمان المحفوظ، دعا إلى «وحدة القوى النقابية وكل المؤمنين بمواجهة النيوليبرالية بوصفه سلاحا من أجل الإصلاح».

وأضاف «عمال البحرين دائما مازالوا في القلب من الحراك السياسي والمجتمعي، ونحن على إيمان دون تراجع بأن الارتباط بين الكفاح العمالي والعمل السياسي وثيق جدا».

وأشار المحفوظ إلى عدد من القضايا المطروحة على الساحة العمالية، وعلى رأسها قضية مفصولي «بتلكو» وتمثل العمال في مجلس إدارة هيئة التأمين الاجتماعي. وتابع «في الوقت الذي تعمل فيه الدولة على وضع خط للفقر ليتم حماية الطبقات الاجتماعية من الهبوط إلى ما دونه، نرى أن مشاريع أخرى تتعارض معها والمتمثلة في الفصل الجماعي والتسريح دون مبررات».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التقرير السياسي لـ «وعد»: فشل المعارضة في تشكيل قائمة وطنية موحدة أضعفها

الجفير - حيدر محمد

تداول أعضاء المؤتمر العام الرابع لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) الذي عقد أمس (الجمعة) في مقر جمعية المهندسين، وبحضور تجاوز 70 في المئة من الأعضاء المسددين اشتراكاتهم التقرير السياسي المعد من قبل اللجنة المركزية للتنظيم.

وأشار التقرير إلى أن فشل المعارضة وعجزها عن تشكيل قائمة وطنية وتكتل موحد كان له الأثر في إضعاف قوى المعارضة سواء داخل المجلس النيابي أو على الصعيد الشعبي.

واشتمل التقرير على تشخيص وتحليل لأهم المحطات السياسية والاقتصادية في الشأن المحلي والمشاريع الاستراتيجية الكبرى على الصعيدين العربي والدولي، ورؤية تنظيم «وعد» حيالها.

كما بين التقرير أن قضايا الفساد المالي والإداري، وسرقة الأراضي، والزيادة الهائلة في أعداد المتجنسين، والتمييز والطائفية، واستفحال موجة الغلاء وعدم القدرة في معالجة ظاهرة التضخم، وأزمة نقص مواد البناء، وغياب الأمن الغذائي، وعدم التناسب بين زيادة أسعار النفط ودخل المواطن، وتعمد الدولة التخلص أو تقليص مسئولياتها في توفير الخدمات التعليمية والصحية والبلدية والكهرباء والمياه والمواصلات العامة عبر تنفيذ سياسات التخصيص مع احتكارها للثروات الكبرى كالنفط والأراضي والجزر، ووجود انتهاكات في حقوق الإنسان، وغيرها من الأزمات والمشاكل التي مازالت تتراوح مكانها دون حلول جذرية، مرجعها جميعا وجود سلطة تشريعية ضعيفة وهيئات رسمية بعيدة عن الرقابة والمحاسبة الدستورية وتعدد مراكز القرار في الحكم.

كما تطرق التقرير إلى خطورة الاصطفاف الطائفي الذي يساهم فيه الحكم عبر سياساته وكذلك الجمعيات الطائفية وبعض رجال الدين والكتل النيابية عبر صراعاتها الطائفية التي تعكس نفسها على الساحة الشعبية، مشيرا إلى أن غياب القناعة والممارسة الفعلية في تعزيز مبدأ المواطنة بديلا عن الولاءات القبلية والعرقية والطائفية، وتعزيز دولة القانون وتطبيقه على الجميع دون تمييز ودولة المؤسسات بديلا عن المكرمات وغياب أسس الملكية الدستورية السليمة هو السبب الرئيسي في استمرار هذه الأزمات وتراجع الإصلاح والديمقراطية المنشودة.

وأشار التقرير إلى أن قوى المعارضة السياسية فشلت في تحقيق تحالف وطني بعد انهيار التحالف الدستوري رغم الجهود التي بذلت، وذلك لعدد من الأسباب والظروف الموضوعية والذاتية وتغيير أولويات بعض القوى السياسية وبروز خلافات وانشقاقات أثرت على مسيرة العمل الوطني المشترك.

وتطرق التقرير إلى مبادرة اللجنة المركزية في تنظيم «وعد» بإقامة حلقة نقاشية ثرية نوقشت فيها الجوانب المتعددة لمسألة التحالفات الوطنية من أبعادها التاريخية وممارساتها العملية في القطاعات العمالية والنسائية والشبابية ومقوماتها وشروطها والقواسم المشتركة فيما بين التنظيمات السياسية في الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدستورية والحقوقية، حيث توصلت اللجنة المركزية إلى قرار هام يؤكد ضرورة مواصلة تنظيم وعد في جهوده لرص صفوف قوى المعارضة الوطنية والإسلامية.

وأكدت اللجنة المركزية على إعادة التوازن بين القوى السياسية عبر العمل بآليات وبرنامج محدد يهدفان إلى خلق تكتل وطني ديمقراطي لجميع التنظيمات والشخصيات الوطنية الديمقراطية وصولا إلى وحدة التيار الديمقراطي في البلاد.

وعلى الصعيد العربي والدولي ركز التقرير السياسي على المشاريع الاستراتيجية الكبرى سواء المنبثقة من بيوتات صناعة القرار في الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا والأحلاف العسكرية ومخططاتها الموجهة للدول العربية سواء في فلسطين أو العراق أو لبنان أو غيرها، بالإضافة إلى الصراعات الإقليمية المؤثرة على منطقة الخليج العربي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجمعيات السياسية تحيي النعيمي في مؤتمر «وعد» الرابع

حيا كل من الأمين العام لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي، الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، الأمين العام لجمعية التجمع القومي الديمقراطي، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والأمين العام للتنظيم الشعبي الوحدوي الناصري في اليمن رئيس اللجنة المركزية عبدالرحمن النعيمي، داعين له بالشفاء العاجل ومواصلة نضاله من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل.

كما استحضر المشاركون في المؤتمر العام الرابع لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) الخصال التي يتمتع بها عبدالرحمن النعيمي.

وقال الأمين العام لـ «وعد» إبراهيم شريف: «طوال ما يقارب النصف قرن كان الرجل يناضل بيده وعقله وفكره، في جبال ظفار أو ساحل الخليج العربي المحتل، في ساحات العمل الطلابي أو في المنافي بين أبناء وطنه القومي الكبير، في بيروت ودمشق وبغداد والقاهرة والمغرب واليمن كما في البحرين بين أبناء وطنه الصغير، هو الرجل ذاته لا يتعب ولا يكل، ثابت في مواقفه رغم تبدل الفصول».

وأضاف «هو الإنسان الذي علمنا في سيرته كيف يكون المناضل صلبا كالفولاذ ثابتا كالجبل دون أن يفقد مرونته عندما تقتضي مصلحة الوطن ذلك... وفي كل الأحوال دون أن يفقد نزاهته وثبات قيمه ومبادئه».

وتابع «طلب إعفاءه من منصب الأمين العام في العام 2003 إلا أننا جميعا رفضنا لعلمنا أنه مازال أفضل من يقود التنظيم في بداية مرحلة الانفتاح كما كان أفضل من قاده في مرحلة العمل السري. أصر مرة أخرى في 2005 وخضعنا لمشيئته وربما أعتقد بعضنا أنه ينشد قسطا من الراحة... فاجأنا بطاقته المتجددة واستمراره أكثر نشاطا وحركة من قبل فقاد قائمتنا الانتخابية رغم آلامه ومرضه».

العدد 2122 - الجمعة 27 يونيو 2008م الموافق 22 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً