ثمة قضيتان أساسيتان وملحتان دفعتا الدبلوماسي العربي الأول، الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى الخروج عن طوره ودبلوماسيته، وكاد أن يستعمل «عصاه»، ألا وهما استمرار سياسة الاستيطان في الأراضي المحتلة والتدخل الأميركي للحيلولة دون إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية.
فقد شهدت إحدى جلسات مؤتمر الحائزين على جائزة نوبل الذي انعقد في مدينة البتراء الأردنية الأسبوع الماضي تلاسنا بين موسى والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز عندما حث الأخير العرب على اتخاذ خطوات جريئة نحو السلام على غرار الرئيس المصري الراحل أنور السادات والعاهل الأردني الراحل الملك حسين.
لم تعجب كلمات بيريز الأمين العام لجامعة العربية (وكذا كل العرب بالطبع) فرد ثائرا «نحن منزعجون من الذي تقوم به (إسرائيل) من إقامة المستوطنات والتوسع بها، وتغيير الأرض وهدم البيوت... فعن أي سلام تتحدثون.... نحن لسنا أغبياء».
أما ثورة موسى الثانية فكانت الثلثاء الماضي في وجه كوندوليزا رايس أمام مؤتمر المانحين في برلين فقد أصر الأول على أن المصالحة بين «حماس» و»فتح» مسألة أساسية للسلام ويجب رفع الرفض (الفيتو) الدولي في هذا الشأن.
لم يشر موسى إلى دولة بعينها ولكنه قال بلهجة حادة ان هذه مسئولية تقع على عاتق الجميع وانه يجب أن يكون الفلسطينيين جبهة واحدة. لم يعجب هذا «الحكي» رايس فردت على طريقتها.
هكذا كان موسى يصارع وحده في المحافل الدولية... ولكن كان الأجدر به قبل كل شيء ترتيب بيته الداخلي أولا وتفعيل (أسلحة) شتى متاحة في وجه الاستيطان وكذا إصلاح ذات البين الفلسطينية قبل أن يتلاسن مع «المحرضين» الدوليين.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 2121 - الخميس 26 يونيو 2008م الموافق 21 جمادى الآخرة 1429هـ