حديثي ليس عن دورة «يورو 2008» التي تعد الحدث الكروي الأبرز والأقوى بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم، ولكن الحديث عن الدورة الأهم والأفضل والأحسن من بطولة كأس العالم وكوبا أميركا وكأس آسيا وإفريقيا... إنها دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي تعتبر تاج كل البطولات والدورات، لأن البطل الأولمبي يدخل اسمه التاريخ الرياضي ويصبح بطلا قوميا في بلاده.
وأفضل ما قرأته عن صناعة البطل الأولمبي كان لأحد أساتذة علماء الرياضة العرب قال فيه: «إن كلفة صناعة بطل أولمبي يفوق كلفة بناء مصنع»، وطبعا ما يقصده العالم بمصنع للرمل والحديد الذي «دوخ» سوق العقار في البحرين!
ويوم أمس شدني حديث تلفزيوني لنائب رئيس تحرير صحيفة «المساء» المصرية الأستاذ سمير عبدالعظيم بثته قناة «النيل الرياضية» تحدث فيه عن مشاركة جمهورية مصر العربية في أولمبياد بكين 2008، وقال: «ستشارك مصر بـ 92 لاعبا في هذه الدورة الأولمبية يمثلون 17 لعبة فردية إضافة إلى لعبتين جماعيتين هما كرة اليد والكرة الطائرة، وان المجلس القومي للرياضة مهتم بهذه المشاركة فضخ 10 ملايين جنيه في موازنة اللجنة الأولمبية، ومن أجل تحقيق ميداليات أولمبية بلغت كلفة إعداد بعض اللاعبين في اليوم الواحد 1000 جنيه مصري، كما تم تخصيص (بدلة) لائقة لكل عضو في البعثة قيمة كل منها 750 جنيها».
وفي البحرين، وخير ما تناهى إلينا، ان المؤسسة العامة للشباب والرياضة خصصت مبلغ 200 دينار لكل بطل بحريني سيستعد للمشاركة في بطولة العالم لبناء الأجسام التي ستقام لأول مرة في البحرين ومنطقة الخليج، وحينما قسمتُ هذا المبلغ على 30 يوما وجدتُ أن الناتج يعادل «6 دنانير و600 فلس» لليوم الواحد، وتساءلت: «هل هذا المبلغ يكفي لتغذية بطل عالمي ولمواصلاته، وأيضا لبدل راتب للاعبين العاطلين، أم ان - المؤسسة - خصصته لشراء كيس حب رقي وصحن قيمة ورأسين شيشة تضربهم على رصيف قهوة بلبلو؟
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2120 - الأربعاء 25 يونيو 2008م الموافق 20 جمادى الآخرة 1429هـ