حلّ وزير العمل السعودي وسفير بلاده السابق في البحرين غازي القصيبي ضيفا على أحد مطاعم الوجبات السريعة، وزيارته التي استدعت اهتماما إعلاميا محليا واسعا لم تكن بغرض قص الشريط الحريري للمطعم إيذانا بالافتتاح، ولم يكن فيها الوزير يتناول «دجاج الفيليه»، وإنما كان يقدم الأطعمة والمشروبات لزبائن المحل على مدار ثلاث ساعات متواصلة!

هذه الحادثة ليست مشهدا لرواية جديدة من بنات أفكار القصيبي، لكنها حصلت فعلا يوم الاثنين الماضي بغرض إغراء الشباب السعودي وإقناعهم بأن العمل الشريف ليس عيبا. تُرى، هل فكر مسئولونا ووزراؤنا في البحرين بطريقة القصيبي الذكية للترويج لمهن يعتقد فيها المواطن أنها مُذلّة وتبعث على شفقة الآخرين... هل فكر الوزير الفلاني في عمل دعاية على أقل تقدير لنفسه كأن ينزع عقاله وحذاءه المدللين بعناية ويبدلهما بالخوذة وحذاء السلامة (البوت)، محاولا إصلاح «بنشر» السيارة أو تبديل زيت السيارة لأحد زبائن الكراج. هل حاول أحد مسئولينا الموقرين الداعين لامتهان وظائف يصنفها كثيرون على أنها «حقيرة»، النزول إلى أحد الشوارع مستجديا مستخدمي المركبات المتوقفة أمام الإشارات الضوئية شراء علب الماء تحت أشعة الشمس الحارقة ولمدة ثلاث ساعات.

هل دار بخلد إحدى بطلات الفيلم الحقوقي النسائي المرفهات في قصور المتنفذين، أن يمكيجن الصورة السيئة في نظر المجتمع عموما والفتاة خصوصا ويقمن بتنظيف وغسل الأوساخ بإحدى دوائر وزارات الدولة للتدليل على شرف المهنة!