العدد 2119 - الثلثاء 24 يونيو 2008م الموافق 19 جمادى الآخرة 1429هـ

الحضارات تلتقي عبر الإنترنت

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

عندما كان الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون يدير حملته الانتخابية الأولى كرئيس للولايات المتحدة، غطت عناوين الصحف الرئيسية خبر مقابلة أجراها كضيف على محطة MTV العام 1992 في محاولة لكسب أصوات الشباب الانتخابية. اعتبر ظهوره على هذه المحطة نقطة تاريخية في العلاقة بين السياسيين والإعلام.

بوجود تكنولوجيا اليوم، من المرجح أنه سيكون لكلينتون مدونته الخاصة وموقع Facebook وقناة YouTube. جعلت هذه التطبيقات الثورية من الإنترنت وسيلة ديمقراطية أساسية تسمح للمشاهدين أن يتواصلوا بشكل فوري ومباشر مع القادة والزعماء دون أية عوائق جغرافية أو زمنية.

أطلقت الملكة رانيا الأردنية، والتي كانت ضيفة شرف في مؤتمر غوغل زايتغاست الأخير في منتصف يونيو/ حزيران في لندن، قناة YouTube خاصة بها في أبريل/ نيسان الماضي www.youtube.com/queenrania. تشكل محاولة الملكة رانيا هذه على الـ YouTube جهدا واعيا لتشجيع الحوار والتفاهم بين العالم العربي والمسلم والغرب.

وتشرح الملكة رانيا «يكافح العرب والمسلمون يوميا مع كيف يرانا العالم، واقعنا وتاريخنا وأسلوب تفكيرنا. يتوجب علينا أن نكسر هذه الصور النمطية وأن نرفع صوتنا لنتكلم عن أنفسنا حتى يفهم كل إنسان من نحن وما الذي نقدره ونثمنه».

وتضيف الملكة رانيا «الحوار هو أفضل وسيلة لتحقيق ذلك، وتقوم الـ YouTube برعاية الكثير من النقاشات عن التسامح والتعاطف والتفاهم. ما أراه على الـ YouTube اليوم هو بالضبط ذلك الحوار المرغوب الذي يبدد في أفضل حالاته الشكوك القديمة من خلال تشكيل مجتمعات جديدة».

ستستقبل الملكة أسئلة وتعليقات على قناتها، والتي اشترك فيها أكثر من 5000 مشترك حتى يوم الشباب العالمي في 12 أغسطس/ آب.

كما أكدت الملكة الحاجة للتركيز على الشباب: «جيل الـ YouTube والـ Facebook وIkbis ضليع في عمليات التحميل والترميز وإرسال الرسائل النصيّة ويجب علينا نحن كذلك أن نحقق ذلك. الشباب اليوم هم المصدر الرئيسي للطاقة والابتكار في منطقتنا. لن يتمكنوا فقط من حتّ الصور النمطية السلبية وإنما سيعملون على إيجاد شركات جديدة ووظائف جديدة وفرص جديدة للأردن والعالم العربي».

أعرب العديد من المعلقين على قناة الملكة على الـ YouTube عن كلمات قاسية ضد الإسلام ورموزه. إلا أن آخرين حاولوا إصلاح الأمور غير الدقيقة وبناء جسور، بمن فيهم الملكة نفسها، والتي نشرت عددا من أشرطة الفيديو.

في شريط نشر مؤخرا تجيب الملكة على ملاحظة أبداها أحد المستخدمين، يقول فيها إنه رغم أن الملكة كانت دائما جيدة في الرياضيات، فإننا لا نحتاج لمهارات كهذه لمعرفة أن معادلة «عربي = مسلم = إرهابي = حرب» وكذلك «العرب مسلمون والمسلمون = العنف» (معادلات نشرها مستخدم معين) هي غير دقيقة. تنادي الملكة رانيا بـ «وضع الحقائق بصورة صحيحة» قبل وضع الافتراضات، وتشرح قائلة: «مع كل سطر يكتب وفيديو يُنشر نتشارك في تجاربنا ومعرفتنا التي تفكك الحواجز وتجمعنا معا».

تقول مديرة التسويق في غوغل ياسمينا بريحي (التي تملك YouTube) للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «نحن سعداء لرؤية هذه المشاركة على الإنترنت ونتوقع بشغف حوارا مباشرا حول السياسة وقضايا تهم الناس حول العالم».

لقد ظهرت هذه «المشاركة» بوضوح في التغطية الأخيرة للانتخابات الرئاسية الأميركية. جرى أول حوار بين المرشحين على السي إن إن / YouTube هذه السنة مظهرا الاحتمالات الهامة للاستخدام المشترك للتلفزيون والإنترنت.

سمحت هذه الحوارات للناخبين المحتملين أن يرسلوا أسئلتهم وتعليقاتهم مباشرة إلى المرشحين. عرضت الكثير من الأسئلة على الهواء للمترشحين ليجيبوا عليها.

قال نائب رئيس السي إن إن الأول ورئيس مكتب واشنطن ديفيد بورمان إن الحوارات «نجحت حقا» وأن السي إن إن «ستستمر في إجراء التجارب مع تكنولوجيات جديدة للمؤتمرات السياسية المقبلة وليلة الانتخابات العام 2008».

تشرح بريحي أن الـ YouTube «يساعد الناخبين على أن يكونوا جزءا من الحوار السياسي بأساليب لم تكن ممكنة قبل ظهور الفيديو على الإنترنت.

يستطيع الناس أن يعبروا عن وجهات نظرهم إلى من هم في السلطة، وأن يطرحوا الأسئلة وأن يُسمع صوتهم، بينما يستطيع هؤلاء في مراكز المسئولية أن يستخدموا فورية الفيديو لإظهار أولوياتهم ومشاركة الناس في قضايا تهم معظمهم».*المحرر الإعلامي للشرق الأوسط، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2119 - الثلثاء 24 يونيو 2008م الموافق 19 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً