العدد 2302 - الأربعاء 24 ديسمبر 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1429هـ

الفساد وتخدير الشعوب باتفاقيات وهمية

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

إن تعريف الفساد... هو عبارة عن ممارسة أعمال غير أخلاقية يراد منها الحصول على مكتسبات غير شرعية سواء من قبل الحكومات (السلطة) أو أفراد الشعب.

وحينما يُعمل يوم دولي لمكافحة الفساد (9 ديسمبر/ كانون الأول) معناه إشعار العالم بأنه هنالك من يرى ذلك وأن العيون الدولية الساهرة تطلب من الدول التوقيع على مثل هذه الاتفاقية!

ولكن حينما توقع دولة على الإتفاقية... ثم لا تلتزم بتطبيقها! فذلك معناه... هو الإصرار على وجود الفساد بأوضح صوره، فكلمة الفساد هي ليست مزحة أو شيئا نستعرضه وعلينا مقاومته فحسب، ثم نستخف به!

إنما هي يجب أن تدخل ضمن نطاق ممارسة الشعوب للدفاع عن حقوقها الأساسية في مقاومة الشكليات والمظاهر غير الحقيقية والتي تحاول من خلالها الدول الظهور أمام العالم بمصداقية مشوهة وكاذبة!

وحينما نكتشف أن العالم أمام أزمة مالية شديدة القسوة من نتاج كل ذلك الفساد والذي لايزال غامضا نسبيا؛ بسبب تغطية الحكومات للكثير من مسبباته.

والتي قد تكون هي الراعي الأول والأكبر لذلك الفساد ومن هنا نرى ما أسهل الكلام الإعلامي الذي يوحي بالصدق ونشر ثقافة دعم الأعمال الإنسانية من رفع الظلم والفقر والقتل والتهجير وزيف التطبيق!

وفي الوقت الذي يكون رئيس أكبر دولة عظمى راعيا رئيسيا للفساد مع الأرطة الغاشمة، في احتلال الشعوب، وبعكس الحقيقة بمحاربة الأرهاب، وهو الأول في دعمها، بل وتأجيجها، وفي الطريقة التي اعتذر بعدها عن غزو العراق ظلما وتشريد وقتل وغدر وتعذيب الألوف من ذلك الشعب البريء الباسل وبشخطة قلم.

وأنه على رغم ما أبداه ذلك الشعب البطل من مقاومة باسلة جبارة، وبغضب قلَبَ المعادلة الأميركية إلى خسارة لم تشهد لها مثيلا في حربها ضد احتلال العراق.

وثم صفع ذلك الوقح المترئِّس للبيت الأبيض بحذاء أصبح له كل الاحترام من العالم وأصبح منتظر الزيدي بطلا سجل له التاريخ تلك الانتفاضة الشجاعة للتعبير!

ورماها في وجه رأس فاسد قام برعاية حكومات فاسدة أيضا والتي مهدت له كل الطرق بجعل بلادها ثكنات عسكرية للإنطلاق منها لغزو الدول التي يعتزم احتلالها لنهب ثرواتها.

فالفاسدون يسندون بعضهم البعض فما بالك برؤوس الفساد! كأعلى قمة في البلاد.

فكيف لنا أن يوافق الفسادون في إداراتهم المانعة من الموافقة على استصدار القوانين لمحاربة الفساد فالكبار من الرؤساء يتحكمون في كل الموارد الرئيسية ويسمحون لأنفسهم بأن يكونوا فوق طائلة القانون أو المحاسبة وأصبحت الدول والشعوب ملكا لهم ولعائلاتهم وأرطتهم المتنزهة! فكيف لنا أن نحاسب صغار الفاسدين عن سرقة موازنة إحدى الوزارات أو الدوائر الصغيرة أو... الخ.

وقد يكون هؤلاء من الذين يعملون لأولئك الكبار والمساندين لهم في تحريك أموالهم وسرقاتهم!

إن مثل هذه الاتفاقيات الدولية ضد الفساد على أهميتها لو أنها تجد طريقها في التطبيق! لكنها هي في اعتقادي مجرد ممارسات تخديرية لأوضاع جاثمة وراثية على قلوب شعوب مغلوبة على أمرها! كمعظم الهيئات والجمعيات الداعمة الإنسانية الأخرى! مع الأسف، وغير القادرة بسبب شدة الفساد ودعمه! فعلى الشعوب الاستيقاظ وطعن الرأس أولا... وقبل الدخول في الجداول الصغيرة للبحث عن الأسماك الكبيرة! فسرقة البلاد باتت في وضح النهار من أراضٍ وبحار وغذاء وحرية.

حتى البشر تم نقلهم لاستيطان بلاد غير بلادهم وإغراؤهم بالفساد لدعم وتقوية مراكزهم!

فالفساد لا يصل إلى ذيل السمكة إلا إذا كانت الرأس فاسدة، أما آن الأوان لثورة الشعوب الجبارة ضد الفساد.

فالشعوب التي ترتضي بأن يحكمها الفاسدون، هي إما أن تكون ضعيفة أو أنها تخاف الأحكام العسكرية أو أنها صابرة إلى أجل! والأسوأ هو أن تتواءم مع ذلك الفساد القائم وتقبل به وتقوم بإعطائه المبررات أو الانضمام إلى الفاسدين وذلك هو الفساد العظيم! اللهم أجرنا من ذلك اليوم، هو أضعف الإيمان

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 2302 - الأربعاء 24 ديسمبر 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً