العدد 2302 - الأربعاء 24 ديسمبر 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1429هـ

2009 وهموم صحافية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

ونحن على وشك أن نودّع العام 2008 وندخل العام 2009، نجد أنفسنا نحن معشر الصحافيين في موقع السؤال عن توقعاتنا إن لم تكن تنبؤاتنا بما يمكن أن يحدث وأن لا يحدث في هذه الأيام المتبقية من العام الجاري لأحداث البحرين والعالم.

وعلى رغم ذلك كله فإننا لو نظرنا إلى حالنا، وتحديدا من زاوية وضعنا الصحافي في البحرين، فإنه للأسف يبقى الحال كما هو في ظل غياب مظلة نقابية حقيقية على غرار الدول المتقدمة مع تقديري لجهود من يسعى إلى توحيد الجسم الصحافي.

فمن هو الصحافي إذن؟ دائما يُسأل الصحافيون عن طبيعة مهنتهم وصعابها في كل حدث وموقف أيا كان... فمن امتهن هذه المهنة يكون غالبا لا وقت له ولا يعيش حياة اجتماعية حقيقية بمعنى الكلمة، فما بال لو كان الأمر منصبّا على المرأة الصحافية الزوجة والأم التي عليها أن تتمتع بقوة خارقة إن لم تكن مكوكية لتنجز ما لديها في وقت يسارع البرق - إن صح لنا التعبير.

فالصحافة ليست كما يظن البعض وجاهة واسما وشهرة وإن كانت قد تعطي شيئا من ذلك إن ثابر الصحافي في عمله بإخلاص ودقة متناهية ولكنها مهنة تعرف فيه الخبر أولا قبل أن ينتشر بل ويدفع لقراءة المشهد السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي إلى غيره قبل الجميع... هذه القراءة التي إما أن تكون إيجابية أو سلبية.

وواقعا قد يتألم أمثالي ممن عشق هذه المهنة منذ مقاعد الدراسة الثانوية إبان غزو نظام صدام حسين الكويت في العام 1990 أن يتحمل طول ساعاتها وصعابها لتحقيق هدف الوصول إلى الخبر ومن ثم إلى النشر متى أقرت ذلك هيئة التحرير الآمر الناهي في هذه المهنة التي لا يُمل تعبها حتى وإن كان قاسيا في بعض الأحيان.

فصاحب هذه المهنة يحن إلى حياة وأجواء عائلية هادئة مع أبنائه قد يفتقدها غصبا عنه وذلك بسبب متطلبات هذه المهنة اللامنتهية.

الصحافة فن قبل أن تكون مهنة، وهي ذات أنواع، لكن أصعبها الميداني الذي يصاحبه تحدٍ مع النفس للتواصل مع الحدث عن قرب لا عن بُعد، وهو قلّما تذوّقه حتى بعض أصحاب القلم الذي يحبذ عمل التحرير من داخل مباني الصحف أو كتابة زوايا أو أعمدة في أجواء باردة يطلقها عبر أثير أسلاك أجهزة حاسوبه من أي مكان يريد.

مهنة الصحافة هي عشق يتحول فيما بعد إلى إدمان وهو ما ذكره لي يوما زميل رحل عن عالمها في وقت كان ليس للصحافة البحرينية طعم مثل الأجواء التي تشهدها اليوم... وقد يكون كلام الزميل الذي أعطى مما أعطته هذه المهنة صحيح... ولن يفهم مغزى هذه الكلام إلا من امتهن وجرب وعايش مهنة تأخذ أكثر مما تعطي... فهل يقدّر الآخرون عملنا؟ ويقدر المجتمع الرسالة التي نسعى إلى صنعها؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2302 - الأربعاء 24 ديسمبر 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً